شاركت بحرب اليمن.. من هي قوات "الدعم السريع" التي تخوض معارك ضد الجيش السوداني؟

> "الأيام" سبوتنيك:

>
تشهد العاصمة السودانية، الخرطوم، منذ صباح السبت، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، في معركة لم تحسم بعد، وتنذر بمستقبل مظلم للبلد الأفريقي.

ويأتي التصعيد العسكري الأخير بين الطرفين بعد خلاف علني بين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) والفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يترأس مجلس السيادة الانتقالي.
ومع التصعيد بين الطرفين المسلحين نبحث في هذا التقرير عن الأسباب التي أدت إلى تأسيس قوات الدعم السريع وتاريخ تأسيسها ومدى قوتها.
  • الظهور الأول
ترجع بعض المصادر التاريخية في السودان إلى أن قوات الدعم السريع، هي مجرد تشكيلات عسكرية انبثقت من قوات "الجنجويد" في عام 2003 اعتمدت عليها حكومة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في حربها ضد المتمردين في إقليم دارفور، وتمكنت القوات من حسم المعركة وإنهاء التمرد وتحقيق انتصار كبير على المتمردين والسيطرة على الوضع في إقليم دارفور.

 وتعد معركة "قوزدنقو" أشهر المعارك في تاريخ قوات الدعم السريع، حيث تمكنت فيها القوات من إلحاق هزيمة كبيرة بقوات "حركة العدل والمساواة" وأفقدتها أكثر من 95% من قوتها المقاتلة، وغنمت منها غنائم كثيرة.
  • التعريف والتأسيس الرسمي
بحسب الموقع الإلكتروني لقوات الدعم السريع فهي تعرف نفسها بأنها "قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام وتهدف لإعلاء قيم الولاء لله والوطن، وتتقيد بالمبادئ العامة للقوات المسلحة السودانية".

في البداية أصبحت تابعة لوحدة استخبارات حرس الحدود بالقوات المسلحة، وفي عام 2013 انتقلت كقوة تابعة للحكومة السودانية تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات، ثم أصبحت باتت تابعة لرئاسة الجمهورية في 21 أبريل 2016.

وأعلن إنشاء قوات الدعم السريع بموجب قانون قوات الدعم السريع الذي أجازه المجلس الوطني في جلسته رقم 43 من دورة الانعقاد الرابعة 18 يناير 2017، لتكون تحت قيادة رئيس الجمهورية مباشرة رغم تبعيتها في الوقت نفسه إلى القوات المسلحة.
  • أهداف تأسيس قوات الدعم السريع
وتحدد قوات الدعم السريع ثلاثة أهداف رئيسية لها وهي دعم ومعاونة الجيش والقوات النظامية الأخرى في أداء مهامها والدفاع عن البلاد في مواجهة المهددات الداخلية والخارجية وأي مهام أخرى يكلفها بها القائد العام للقوات المسلحة.

أما الهدف الثاني التصدي لحالات الطوارئ المحددة قانونا، أما الهدف الثالث فهو "المشاركة في توطيد وحماية السلام والأمن الدوليين تنفيذاً للالتزامات الأخلاقية والمواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية".

وتمارس قوات الدعم السريع مهاما استراتيجية مثل مكافحة الإتجار بالبشر بكافة أشكاله غير المشروعة، ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنصرية، ومكافحة الإتجار غير المشروع في السلاح، وكان لها دور فعال في حملات جمع السلاح من أيدي المواطنين والمتمردين أسفر عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وتقوم قوات الدعم السريع بمهمة محاربة الهجرة غير الشرعية وتشديد الرقابة على الشريط الحدودي، حيث تم تكليفها بذلك بعد تشكيل لجنة بغرض مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، والتوقيع على اتفاقيات دولية وتشريعات وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ونجحت قوات الدعم السريع، بحسب موقعها الرسمي، في ضبط العشرات من المهربين وحررت المئات من الضحايا.

وسعت قيادة الدعم السريع لزيادة مواردها فعملت على بناء إمبراطورية اقتصادية مستقلة، واستفادت من سيطرتها على مواقع تنقيب الذهب بجبل عامر في دارفور (قبل أن تتخلى عنه لاحقا لوزارة المالية).

وأسست الدعم السريع شركات استثمارية ضخمة داخل السودان وخارجه ووظفت ملايين الجنيهات لمصلحة مشروعات اجتماعية ودعم المناطق المحتاجة لمعينات خدمية على شاكلة القوافل العلاجية ودعم المتأثرين بالسيول والفيضانات، وهو ما أكسبها وقائدها الكثير من الشعبية.
  • حجم قوات الدعم السريع وتواجدها
من غير المعروف بشكل رسمي عدد قوات الدعم السريع إلا أن بعض المصادر السودانية تقدر عدد أفرادها بحوالي 100 ألف فرد، خاصة بعدما نجحت في استقطاب عدد كبير من قادة الجيش الذين أحيلوا للتقاعد.

ولها قواعد منتشرة في معظم أرجاء البلاد حيث تملك إدارات ومعسكرات في غالب ولايات السودان، إلا أن انتشارها الأكبر هو في ولايات دارفور الخمس، إضافة إلى جنوب وشمال وغرب كردفان، وأسست مقار عديدة في العاصمة الخرطوم.

 واستولت من قبل على عدد من المقرات الاستراتيجية مثل جهاز الأمن الوطني، ومقر جهاز المخابرات السابق القريب من قيادة الجيش، ومقر هيئة العمليات القريب من مطار الخرطوم الدولي، وأيضا ومبنى لحزب المؤتمر الوطني المنحل، وتتخذ من تلك المقرات تمركزا لها، ولها تواجد كبير في ولاية البحر الأحمر (الساحل الرئيس في السودان)، ومنتشرة أيضا في مواقع بالقرب من منطقة حلايب.
  • الدعم السريع والعلاقات الدولية
ساعد الدور الذي قامت به قوات الدعم السريع في الحد مع الهجرة غير الشرعية إلى اكتساب القوات وقائدها محمد حمدان دقلو بعض الرضا من بعض الدول الأوربية، وكذلك عمل دقلو على تعزيز العلاقات إقليميا وعربيا من خلال زيارته المتعددة لعدة دول عربية وإقليمية.

عزز ذلك أيضا مشاركة الدعم السريع بقواته بالحرب في اليمن ضمن صفوف القوات السعودية والإماراتية منذ 2015، بالإضافة إلى إرسال مساعدات لمتضرري الزلازل في تركيا.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش السوداني أن الدعم السريع هاجم عدة قواعد ومعسكرات لقواته في الخرطوم، ومناطق أخرى.

وأوضح الجيش أن الاشتباكات الآن تدور بين قواته المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة في المواقع الاستراتيجية.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمداهمة مقر لها في منطقة سوبا في الخرطوم، مستعملاً جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأعلنت السيطرة على القصر الجمهوري، وبيت الضيافة، ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض، فضلا عن السيطرة على عدة مواقع في الولايات.

وتصاعدت الخلافات بعد تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، وولايات عدة، قال الجيش إنها تمت دون موافقته، محذرًا من "مواجهة محتملة" مع الدعم السريع، فيما اعتبره مراقبون إشارة علنية إلى "خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى