هل بات حمل السلاح ثقافة مجتمعية في عدن؟

> عمرو صابر

> ضحى نور: سهولة الحصول على السلاح في سن الشباب خطير وجرائم القتل في البيوت انتشرت بشكل كبير
طاهر حسين: بسبب الرصاص الراجع والعشوائي سقط العديد من الضحايا الأبرياء في عدن

> في يونيو من العام 2020م أوردت وكالة سبوتنيك الروسية نقلًا عن إحصائية لعام 2020م نشرها موقع (world population review) الأميركي حول المواطنين المدنيين الذين يتصدرون قائمة الشعوب الأكثر امتلاكًا للأسلحة حول العالم.


واحتلَّـت اليمن المرتبة الثالثة على مستوى العالم من بين أكبر الدول التي تسمح للمدنيين بحمل السلاح، وهي الدولة العربية الوحيدة التي جاءت في قائمة العشر الكبار.


وكشف تقرير نشرته قناة "العربية" في الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر 2021م أن اقتراف الجرائم بالقتل سببها الانتشار (المُـتفلِّـت) غير المقنن للسلاح، وذكر نفس التقرير أن (60) مليون قطعة سلاح كانت موجودة في اليمن قبل عام 2014م وما تبعه من قتال.

فتردَّت الأوضاع الأمنية في اليمن، وبات المواطنون يتساءلون بقلق بشأن قانونية حيازة السلاح، في وقت يعد حمل السلاح ثقافة منتشرة بين أوساط المجتمع اليمني، وهو ما يؤدي إلى العنف وانتشار الجماعات المتطرفة وقطاع الطرق، وكذلك ظهور عصابات القتل، نتيجة لضعف الجهات الحكومية في السيطرة على انتشار بيع الأسلحة والذي اتخذ نطاقًا واسعًا في الأسواق والأحياء، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية، فبات السلاح يهدد الحياة المدنية في عموم البلاد.

من مديرية خور مكسر قالت المواطنة ضحى أنور: "لقد أصبحنا من ضمن أسوأ البلدان بسبب حيازة السلاح الناري، حيث أصبحت الحياة تحت رحمة المسلحين، وبات السلاح مصدرا للتفاخر تارة وللتهديد تارة أخرى".


أضف إلى ذلك انتشار ظاهرة المزاح بالسلاح، وفي القانون يصنفون ضحاياه بالموت غير المتعمد، كما أن جرائم القتل في البيوت انتشرت بشكل كبير بين الأسر.

وتابعت أن من يحالفه الحظ أثناء تعرضه للرصاص الطائش سيصبح معاقا وفاقدًا لجزء من جسده كـ(يده) أو قدمه.

لذلك فإن سهولة الحصول على السلاح في سن الشباب يعد من الخطورة بمكان وفي "ساعة شيطان" كما نقول باللهجة العدنية يصبح الشخص متحسرًا طول حياته.

بدوره تحدَّث المواطن حجي عادل من مدينة إنماء السكنية بمديرية البريقة أن حمل السلاح له أضرار كبيرة على الفرد والمجتمع، مشيرًا "إلى أن حدوث بعض الخلافات تقود إلى القتل لدى المستهترين بالأرواح، وللعلم فإن حمل السلاح الآلي لا يقتصر على الحماية الشخصية، وإنما يستطيع المرء أن يحمي نفسه بحمل الفرد "المسدس" المرخص فلماذا الإصرار على حمل سلاح الكتف؟

ومن منطقة اللحوم في مديرية دار سعد أشار المواطن طاهر حسين طاهر إلى أن ظاهرة حمل السلاح سلبية جدًا، وتنقل أفكارًا سيئة عن المجتمع داخل البلاد وخاصة المواطن اليمني في الخارج.


واستكمل حديثه أن التجول بالسلاح يعكس صورة متخلفة عن الشعب اليمني، ويظهره كالمتمرد، وكأنه ليس خاضعًا للقانون، موضحًا أن إطلاق النار في الأفراح والمناسبات الاجتماعية تقلق السكينة العامة، وبسبب الرصاص الراجع والعشوائي يسقط العديد من الضحايا الأبرياء.

بدوره تحدث الطالب في جامعة الريادة بمديرية المنصورة محـمد محسن محـمد المدوري عن خطورة حمل السلاح في المدن وخاصة في العاصمة عدن، مشيرًا إلى أن المظاهر المسلحة لا تدل على التحضُّـر، بل على العكس من ذلك حيث أنها تنافي الصيت القديم لمدينة عدن، التي كانت تخضع للنظام والقانون، وحاملو السلاح يقضون على سلمية العاصمة عدن ويُـسيئون إليها.

وكما يعلم الجميع أن من نتائج حمل السلاح حدوث كوارث لا يحسد عليها مرتكبها، وغالبًا ما تحصل في حالة الغضب بين طرفين، يتعاركون ثم يتقاتلون بالسلاح، وبشكل عام فما من خير في امتلاك السلاح.


وسلَّـط المدوري الضوء على ظاهرتين الأولى الثأر والثانية حمل السلاح، وهي قرينتها التي تغذيها بالدم وكلتاهما قرينتان في السوء والشر، متسائلًا ماذا ينتج عنهما؟ فعند حدوث العنف يسفك بسببهما الدماء ويتفكك وتتشقق الروابط العائلية.

فنصيحتي لحاملي السلاح في العاصمة عدن: اجعلوا حمل السلاح لمحاربة العدو في الجبهات، وليس لإبراز العضلات أمام الناس في المدن والأسواق والقرى.

خاص لـ "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى