يقدم خدماته لأكثر من 8000 شخص.. مركز الدباء الصحي بالحوطة مُهدد بالإغلاق

> هشام عطيري

> 7 أشهر والمتطوعات بدون حوافز وما زلن مستمرات في العمل

> مازالت الممرضة المتطوعة مشفا إبراهيم رغم معاناتها هي وزميلاتها، إلا أنهن يبذلن جهودًا جبارة ويقدمن خدمات إنسانية للمرضى، والمترددين على المركز الصحي بمنطقة الدباء في مدينة الحوطة، رغم توقف الدعم وانسحاب إحدى المنظمات الداعمة لهذا المركز، بعد ما يقارب العامين، وتوقف الحوافز المالية، التي كانت تصرف للعاملين والمتطوعين في هذا المركز، وهو ما يهدد بالتوقف عن تقديم خدماته، يعد شريان حياة للكثير من الأسر الفقيرة والنازحين المترددين على المركز الصحي.


تعد منطقة الدباء الواقعة في الجانب الشمالي الغربي لمدينة الحوطة، من أكبر التجمعات السكانية العشوائية، حيث يوجد فيها الكثير من الأسر الفقيرة والنازحين، وكانت تفتقر للعديد من الخدمات، ومنها المركز الصحي، حيث بُذِلت جهود من قبل مكتب الصحة بالمحافظة والمديرية، في مخاطبة العديد من المنظمات الدولية، لتبني ودعم إنشاء مركز صحي بمنطقة الدباء، فتبنت منظمة كير العالمية إنشاء هذا المركز، فيما تبنت منظمة يمن ايد توفير الأثاث وتشغيل المركز وتقديم الحوافز للعاملين في المركز، منذ السابع من مارس من العام 2021م، لتعلن منظمة يمن ايد بعد ما يقارب العامين الانسحاب من المركز الصحي، وتوقيف الدعم، نظرا لتوقف المانح عن تقديم الدعم، وهو ما شكل صدمة كبيرة للعاملين والمتطوعين والجهات الصحية المسؤولة، التي تحاول التواصل مع العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات، لدعم المركز الصحي، وإعادة تشغيله كما كان سابقا.


مساعد طبيب فؤاد ثابت الشعبي مدير المركز الصحي بمنطقة الدباء، يشير إلى أن المركز الصحي من أهم المراكز على مستوى المحافظة، حيث كان يقدم خدماته أثناء دعم منظمة يمن ايد، لأكثر من عشرة ألف شخص، في مجالات المعاينة، ورعاية الحوامل، والتحصين، والتغذية، إضافة إلى الصيدلية المجانية، والمختبر، من خلال كادر صحي مكون من 15 عاملًا، بينهم موظفان رسميان، وباقي العاملين متطوعات، بينهم طبيبة عامة كانوا يقدمون خدماتهم على مدار الساعة، بثلاث ورديات وكانت تُجرى الفحوصات، وتوزع الأدوية بشكل مجاني، لافتا إلى أن الخدمات الصحية، التي تقدم لا تقتصر على أهالي المنطقة الأشد فقرا، بل كان هناك العديد من المترددين من مناطق وقرى أخرى، يترددون على المركز الصحي، الذي كان يقدم خدمات مجانية للمواطنين والأطفال.

يقول فؤاد الشعبي إن انسحاب منظمة يمن ايد، وتوقف الدعم بعد أكثر من سنة ونصف، استدعى ضرورة استمرار هذا المركز في تقديم خدماته، رغم نقص الإمكانيات، فتقلصت النوبات، من ثلاث ورديات إلى نوبة واحدة صباحا فقط، إضافة إلى فرض رسوم رمزية على قيمة الفحوصات، بهدف توفير المحاليل الطبية، واستمرار تقديم خدماته، وتوفير بعض الأدوية من بعض الجهات الصحية الحكومية للمرضى.


يكشف فؤاد إصرار المتطوعات على الاستمرار في العمل، رغم توقف ما يُقدم لهن من حوافز مالية، ورواتب من قبل المنظمة، وحتى لا يتعرض المركز للإغلاق، فهن يكافحن رغم المعاناة، وعدم توفر الإمكانيات بالعمل، وتقديم الخدمات الصحية للمرضى والمترددين على المركز، على أمل عودة الحياة لهذا المركز الصحي.

يشير مدير المركز الصحي بالدباء فؤاد الشعبي إن سبعة أشهر من العمل التطوعي، واستمرار استقبال الحالات التي تصل أحيانا إلى 120 حالة يوميا، يستدعي من الجهات الصحية الحكومية اعتماد موازنة تشغيلية للمركز، أو البحث عن داعم لاستمرار عمل المركز الصحي، المهدد بالتوقف اذا استمر الحال على ما هو عليه.
عبده جعفر
عبده جعفر

عبده جعفر مدير مكتب الصحة بمديرية الحوطة أكد على أهمية مركز الدباء الصحي، الذي يقدم خدمات جليلة للمجتمع المحلي والنازحين، مشيرا إلى أن تشييد مركز الدباء جاء بناءً على خطة رفعها مكتب الصحة بالمديرية، لبناء مرفق صحي يستفيد منه المهمشون وذوو الاحتياجات الخاصة، والأسر الفقيرة في منطقة الدباء، حيث تمت الاستجابة من منظمة كير، وتم بناء المركز الصحي، وكنا نتوقع استقبال 4000 شخص، لكن العدد زاد ووصل إلى أكثر من 8000 شخص، مترددين على المركز، لكون خدماته مجانية كدعم من منظمة يمن ايد، مشيرا إلى أن انسحاب يمن ايد، يعرض المركز لتهديد التوقف، وهو ما دفع قيادات مكتب الصحة بالمحافظة والمديرية للبحث عن داعم، لاستمرار هذا المركز الصحي، في تقديم خدماته للمواطنين، موضحا أن المتطوعين العاملين في المركز، ليس لهم مصدر دخل، وهي جهود ذاتية رغم ما يعانونه من ظروف غلاء المعيشة، فهم بحاجة لدعم مادي، وتدخل من قبل المنظمات والجهات المانحة، لإعادة تقديم الدعم لهذا المركز، بما يسهم في تقديم خدمات صحية لكل الوافدين.


الختام
كثير من المراكز الصحية التي تم بناؤها، وافتتاحها حديثا، في عدد من مديريات المحافظة، بعضها بدعم دولي، والآخر محلي، يهددها الإغلاق، وتوقف الدعم، نتيجة عدم التخطيط، وتوفير موازنة تشغيلية، لتلك المراكز التي تقدم خدماتها، لمئات الآلاف من المواطنين بالمحافظة، فالاعتماد على المنظمات لتشغيل هذه المراكز يعد مخاطرة، لكون عملها محدود ولمدة زمنية محددة، لهذا ندعو الجهات الصحية المختصة بالمحافظة، وقيادة السلطة المحلية بوضع الحلول والمعالجات، وتوفير الإمكانيات المالية، لمركز الدباء الصحي، وتقديم الدعم للمتطوعات العاملات فيه، وكل المراكز التي تم افتتاحها حديثا، حتى لا يهددها الإغلاق، وتوقف خدماتها عن المواطنين.

خاص لـ "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى