لماذا توقفت شركة "واي تيليكوم" عن تقديم خدمة الـ 4G في العاصمة عدن؟

> عبدالله الناحية

> في ظل تردي الخدمات التي تشهدها العاصمة عدن بشكل عام وخاصة في قطاع الاتصالات، حيث توجد فجوة في استخدام الإنترنت ما بين المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية، وأصبحت المحافظات الشمالية تتميز باستخدام تقنية الجيل الرابع للإنترنت، والذي تقدمها كافة الشركات العاملة في قطاع الاتصالات هناك، وهذا لا يوجد في المحافظات الجنوبية، وإن وجد أصبح حكرًا في السوق السوداء، كشرائح عدن نت التي تباع بأسعار تفوق الخمس مئة ألف ريال يمني للشريحة الواحدة.

وفي إطار ذلك تفاجأ مشتركون في شركة (واي تيلكوم) من توقف جميع أبراج شبكة واي 4G في عدن، ولا تتوفر معلومات عن سبب إيقاف الخدمة، لأن الشركة ليست لديها خدمة عملاء.


فقمنا بالبحث في المنصة اليتيمة لشركة واي بالفيس بوك لعلنا نجد أي تصريح للشركة، يوضح سبب توقف خدمة الإنترنت، لكننا لم نعثر على شيء.

وأفاد الكثيرون بأنهم حاولوا التواصل مع أكثر من مسؤول وموظف بالشركة وكل هواتفهم مغلقة.

"الأيام" التقت بعدد من مستخدمي شرائح شركة واي تيلكوم وموزعين معتمدين لشرائح الشركة.

المهندس أحمد شوقي أحمد من سكان مديرية المعلا وطالب في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة عدن قال: "من المعروف أن وضع شبكة يمن نت في بلادنا متدهور، وعند البحث عن نقطة نت نادرًا ما نحصل عليها، ذلك لأن سعرها غالٍ، حيث تصل سعر النقطة الواحدة إلى 400 ألف ريال في ظل السمسرة والفساد، وعندما تم افتتاح شركة واي تيلكوم في 10 نوفمبر 2022م علمنا أنها ستقدم خدمة الـ (4G) في شبكة الإنترنت بالعاصمة عدن، وقررت أن أشتريها مهما كان سعرها، حيث كانت في أول أيامها من ناحية الاستخدام شركة ناجحة، ولكن بعد أشهر من نجاح الشركة انخفض الاهتمام بها، وحدثت انقطاعات متكررة تصل لأكثر من 24 ساعة، ويوم عن يوم ازدادت رداءة النت حتى انقطعت الخدمة انقطاعًا نهائيًا".


وأشار الشاب أحمد شوقي إلى أن هذه المشكلة يعاني منها جميع المشتركين، مطالبًا بأن تقوم الشركة بالتحدث مع جمهورها حول أسباب الانقطاع الكلي للإنترنت، أو أن يضعوا حدًا لمثل هذه الانقطاعات.

مضيفًا: من المعروف أنه لا يوجد إنترنت جيد في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، وجميع الشركات في الجنوب لا تقدم خدمة الجيل الرابع الـ 4G

سوى شركة عدن نت، وهي الوحيدة التي تشغلها بشكل جيد نوعًا ما، ولكن أسعارها شرائحها غالية جدًا، فمن أين لي أنا كشاب وطالب جامعي في هذه الظروف المعيشية الصعبة أن أدفع مبلغًا وقدره 1500 ريال سعودي لشراء شريحة عدن نت؟

ولفت المهندس أحمد شوقي إلى أنه عندما تم افتتاح واي تليكوم لتقديم خدمة الـ4G استبشر الناس وفرحوا، كونهم كانوا محرومين من الخدمة، وبعد أن شعروا بروعتها، خاصة عندما تم تشغيل الجيل الرابع فجأة وبدون مقدمات تم توقيفها، والغريب أن الشركة لم تحترم مشتركيها، وبالنسبة للمختصين في الشركة لم يتحدثوا عن المشكلة وأسبابها.

هل نتوقع بأن يكون هناك احتيال من شركة واي التي تبيع شريحتها بسعر 200 ريال سعودي مقابل إنترنت واتصال ضمن إطار الشبكة لمدة 7 أشهر، ومن ثم يقطعونها نهائيًا؟

حسين الرفاعي مصور فوتوغرافي ويقطن في مديرية المنصورة تحدث لـ"الأيام" قائلًا "لقد اشتركت في خدمة واي تيلكوم وأخذت شريحة بسعر 75000 ريال، اشتريتها لكي أحظى باستخدام الجيل الرابع.


في شهر فبراير الماضي كانت البداية ممتازة في خدمة الإنترنت الـ 4G، إلا أننا تفاجأنا ما بين شهر إلى شهرين أن الخدمة تتوفر عندما يعمل التيار الكهربائي، أما إذا انقطعت الكهرباء فإن الخدمة تنقطع في مديرية المنصورة، كما أنها ضعيفة على عكس المديريات الأخرى، ومنذ حوالي 20 يومًا توقفت بشكل رسمي ولا يوجد فيها غير الاتصال فقط".

وأضاف الرفاعي: "نريد توضيح من قبل القائمين على هذه الشركة لماذا هذا العبث ونحن دفعنا السعر مضاعف، لكي نستخدم خدمة الجيل الرابع، وتسهيل مهام الوصول إلى الإنترنت بدلًا عن الضعف الموجود في الجيل الثالث، الذي تقدمه يمن موبايل.

وتساءلت الناشطة الاجتماعية ندى المشجري قائلةً ما هذا يا إدارة شركة واي؟ هل شرائح واي منتج يتميز بتاريخ انتهاء؟ ولماذا توقفت بشكل مفاجئ؟

هل من توضيح للمشتركين في الخدمات؟"

وأشارت المشجري إلى أنها عندما أخذت شريحة واي تيلكوم كانت الخدمة ممتازة، بحيث حصلت على إنترنت قوي وباقة مفتوحة ولا يوجد سداد.

وهذا يجعلنا نتساءل لماذا كانت واي تقدم خدمات الإنترنت والاتصال ضمن الشبكة مجانًا؟ ولماذا لم تضع باقات للإنترنت والاتصال؟

وأردفت تفاجأنا بضعف الإنترنت في بعض المناطق بالعاصمة عدن والاتصال محصور داخل شركة واي تيلكوم فقط".


والتقينا بأحد مالكي محلات نقاط بيع شرائح شركات الاتصالات يوسف طلال يوسف علوي، حيث أشار إلى أنه ومن حين افتتاح شركة واي وما يقارب 80 ٪ من المبيعات سوق سوداء، وبما أنه عملي كمحل تجاري لم ابتع أو أشتر بالشرائح التابعة لشركة واي تيليكوم.

مضيفًا تصل إلينا عدة شكاوى من عملاء وأشخاص معروفين، بسبب توقف الشبكة عند انقطاع الكهرباء المستمر على الأبراج، وعلمنا أن مؤجري مواقع الأبراج يقومون بقطع الكهرباء عن الأبراج، لعدم التزام الشركة بدفع المخصصات كالديزل وغيرها، وتختلف الكفاءة من مكانٍ إلى آخر، فهناك أماكن تعمل فيها الخدمة بشكل ممتاز، بينما تكون رديئة في أماكن أخرى، إلا أن أغلب المشتركين في خدمات الشركة يتوقعون بأنهم قد خسروا أموالهم.

وأكمل يوسف : "هناك أخبار تشير بأن موظفي الشركة قد غادروا بسبب انقطاع رواتبهم منذُ ثلاثة أشهر، وهذا ما جعل الشركة تقفل أبوابها عندما وصل بها الحال إلى انعدام السيولة".


ويقول حسين عبدالله حسين وهو طالب جامعي في كلية العلوم الإدارية قسم المحاسبة "اشتريت شريحة واي تيليكوم لأنها من الجيل الرابع، نظرًا لما قدمته الشركة من وعود، وكذلك لحاجتي للإنترنت السريع، وفي بداية الأمر تفاجأت بأنها كانت ذات سرعة عالية، لكن الشبكة تختفي مع توقف الكهرباء عن العمل، وبفضل الله تعالى لم أتضرر من انقطاع الخدمة، لأنني اشتريتها حديثًا، ولم يكن اعتمادي عليها بشكل كامل، لكن خسرنا مبلغ شرائها على الفاضي، وبطبيعة الحال فإن أي شركة تهدف إلى تحقيق أكبر ربح لمؤسيسها، وهذا لا شك فيه ولكن لابد أن يرافق ذلك زيادة المبيعات وتحسين مستوى الخدمة المقدمة، وهذا ما لم يره أي من المستخدمين".

مالك آخر لأحد محلات نقطة بيع شرائح الاتصالات النقالة عبدالعزيز بن كرام لفت إلى أن شركة واي قامت بخدمة أناس كثيرين، بما تقدمه من خدمة نت الـ 4G، لكن ليس بنفس الخدمة التي تقدمها عدن نت، حيث تعتبر أفضل منها بكثير، ونرى أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين المناطق بالعاصمة عدن، في جودة الخدمة فتوجد مناطق رديئة بخدمة الإنترنت، وأخرى لا بأس بها تؤدي الغرض.


وأكمل عبدالعزيز : "البعض يرى أن سعر شرائح واي مرتفعة جدًا، لكن الشركة قد قامت بتعويض المستخدمين بالباقة من ثلاثة إلى أربعة أشهر، من خلال استخدام الإنترنت مجانًا، ولا نعرف ما سبب انقطاعها ولا يوجد أي توضيح من قبل الشركة.

كما يرجو عبدالعزيز من الشركة تحري المصداقية بالعمل وتقديم الخدمات على أكمل وجه أو تخرج وتصرح للمشتركين بأنها قد أفلست.

خاص لـ"الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى