رياضة "الچم" وسيلة لإبعاد الشباب عن "الشمة والتدخين والقات"

> عبدالله الناحية

> "الأيام" تلتقي  مدربين وشباب في صالات رياضة الـ"الچم" في عدن..
> فوائد جمّة للرياضة منها التنفيس عن الضغوط اليومية وتساعد على النوم العميق وصحة المخ

> أثبتت التجارب العملية أن الرياضة تساعد ممارسها على النوم العميق وهذا مهم جدًا للصحة بشكل عام، وللمخ خصوصًا، كما أنها تعد متنفسًا من الضغوط اليومية، والبعض يستثمرها في التفكير في قضايا ذات أهمية، والابتكار وحل المشكلات.

الرياضة فرصة ومنفذ لتصريف الغضب والعدائية، وكذلك تبعد الرياضة صاحبها عن مضغ القات وممارسة العادات السيئة.

ومن فوائدها تخليص الجسم من سموم الناقلات العصبية والهرمونات، والمواد المغذية التي تنشط التوتر، لذا فإن التمارين الرياضية علاج فعال لمعالجة التوتر والشعور بالسكينة والمشي السريع والهرولة والسباحة وركوب الدراجة الهوائية تريح الأعصاب وتكسب الإنسان راحة تامة، ويخطئ من يظن أن الرياضة تمارس حصريًا من أجل تخفيف الوزن، والحقيقة أن فوائدها كثيرة.


"الأيام" التقت عددًا من الشباب في العاصمة عدن للتحدث معهم حول مدى التزامهم بالرياضة وتحديدًا صالات الـ (چم) وانخراطهم بممارستها.

قال الشاب صالح علي الحوشبي وهو مدرب في نادي (GYM PUMP HOUSE) بالمدينة التقنية في مديرية المنصورة، أنه توجد العديد من الصالات الرياضية في العاصمة عدن، ولكن نحن بذلنا اهتمامًا بتفاصيل كثيرة من خلال جلوسنا مع الشباب، لنسمع منهم ما الذي يحتاجونه في الصالات الرياضية.

وحاليًا لدينا ثلاثة أقسام:-

  1. قسم (الحديد).
  2. قسم (الكيك بوكسينج) وهو الوحيد المتوفر في العاصمة عدن، وهناك إقبال كبير على هذا القسم من المشتركين.
  3. قسم اللياقة البدنية وركزنا بشكل كبير على توفير الآلات الحديثة كآلات تمرين المعدة وغيرها.

علمًا بأن الإقبال كبير لأن الشباب بحاجة إلى من يشجعهم على مثل هذا الجانب المهم في الحياة، مع إيجاد معدات متطورة تعزز من شغف الشباب لممارسة الرياضة.


والمهم كذلك وجود المدربين ذات الخبرة والكفاءة، بحيث يتم شرح المفاهيم للشباب الرياضيين وغيرهم، حول أهمية الرياضة وبناء الأجسام بالطريقة الصحية، والحفاظ على التغذية والراحة والنوم، أما الشباب الذين يحبون لعبة كرة القدم فقمنا باستيعابهم في قسم اللياقة البدنية، وكذلك الراغبين بإنقاص الوزن نتابعهم من خلال اتباع نظام غذائي محدد.

أما في قسم الحديد (كمال الأجسام) فوجدنا أن هناك الكثير من الشباب قد ابتعدوا عن العادات السيئة كمضغ القات وغيرها.

وأضاف الحوشبي أن من أهمية الرياضة هي الابتعاد عن العادات التي تدمر العقل والجسم.
صالح علي الحوشبي
صالح علي الحوشبي


وما نجده بأن شباب العاصمة عدن ليس لديهم متنفسات، لكي يقضوا أوقاتهم فيها، ولمسنا منهم الرغبات الملحة بافتتاح الصالة الرياضية، وشهدنا إقبالًا كبيرًا من الشباب ليس في مديرية المنصورة فحسب، بل حتى من مديريات أخرى كمديرية البريقة، التي يأتي منها عدد من المشتركين، لممارسة رياضاتهم المفضلة في النادي.

وأشار المدرب صالح الحوشبي أنه وعلى الرغم من وجود تغيير بالمفاهيم منذ فترة ما بعد حرب عام 2015م، لاحظنا أنها بدأت تخف وتغيرت تلك المماراسات السلبية، والمتمثلة بتعاطي المخدرات وغيرها من مهلكات جسم الإنسان، فالنوادي الرياضية هي سبب رئيس في استقطاب الشباب وتأهيلهم.

من جانبه قال المدرب مراد محسن عبدالله والذي يمتهن مجال كمال الأجسام منذ 15 عام "توفر الإمكانيات اللازمة للاعبين والشباب تشكل فرصة لإبعادهم عن تعاطي القات والمواد المخدرة، وكذا (الشمة والتمبل والسجارة) وغيرها من الآفات المضرة، وهدفنا في الصالات الرياضية أن نستوعب أكبر قدر ممكن من الشباب، لبناء أجسام صحية نظيفة خالية من الأمراض".
مراد محسن عبدالله
مراد محسن عبدالله



وتابع من خلال "الأيام" أريد أن أوضح عددًا من النقاط المهمة لعامة الشباب وخاصة لاعبي كمال الأجسام:

أولاً: عندما يبدأ الشاب بممارسة اللعبة يجب عليه أن يستوعب أبجدياتها وعدم الاستعجال على النتيجة.

وعليه الالتزام بالمعايير الرسمية الصحيحة للُعبة، والابتعاد عن الظاهرة الجديدة وهي استخدام المنشطات والهرمونات، والتي تسبب أضرارًا جسيمة على صحة الجسم.

ثانيًا: الهرمونات المحفزة لبناء عضلات، قد تكون لها فائدة أسبوع أو أسبوعين أوشهر أوللذين عليهم التزامات المشاركة في بطولات، لكن نتيجة ذلك إصابة متعاطيها بأعباء صحية.

ويجب على الشباب أن يلعبوا هذه اللعبة من سن 30 إلى 40 سنة، لا أن يلعبوها سنة واحدة فيصبح الشاب معلولًا مصابًا بفشل كلوي، أوقصور في وظائف أعضاء جسمه، وهذا قد وقع فيها أبطال عالميون مثل الكابتن (ناصر السمباطي) وهو من أب مصري وأم يوغسلافية.

وأشدد على عدم تناول الهرمونات، لأنها تجعل الشخص صحيحًا من خارج جسمه، لكنه مريض من الداخل وخاصة صغار السن، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 18 سنة.


موجهًا رسالة إلى جميع ممارسي رياضة (الچم) لا تستعجلوا على النتيجة، حتى لو استمريتم بالتدريب من 5 إلى 10 سنوات، لأن الأفضل بأن تبنوا أجسامًا رياضية صحية، وليس معلولة وكما يقال (العقل السليم في الجسم السليم)، فلا تهتموا بالظهور بأجسام ذو عضلات منتفخة وتقسيمات بارزة، والتفاخر بها داخل صالات التمرينات أو أمام الناس في الشوارع والأسواق، لأن ما سيترتب على ذلك هي نتيجة لا تحبونها على المدى البعيد.

مستكملًا حديثه أناشد الاتحاد العام للعبة كمال الأجسام، بأن يقيم دورات توعوية للقائمين على جميع الصالات الرياضية في العاصمة عدن ومختلف المحافظات، للتحذير من الإفراط في تناول المنشطات والهرمونات، والتي تؤثر بشكل كبير على الغدد الصماء والشرايين والخصية، وأملي أن يؤخذ الموضوع بجدية والعمل مع أخصائيي التغذية،

والتحذير من البروتينات والهرمونات المهربة وغير المصرح بها، وكذلك الانتباه من تخزينها بدون تبريد بطرق سيئة وغير صحية، لأن هذه المنتجات تحتاج إلى درجة برودة محددة.

وقال الشاب حسين مروان حسين قاسم ويبلغ من العمر 19 سنة "ألعب في رياضة كمال الأجسام وكذلك في قسم اللياقة منذُ ثلاثة أشهر في الصالة، وهدفي أن أكون لاعب كمال أجسام، وأدعو الشباب إلى الاهتمام بالرياضة، لما لها من فوائد صحية كثيرة، أبرزها الابتعاد عن مضغ القات الذي يسرق من الشباب الوقت والصحة والمال وغيرها من العادات السيئة"، وعن نظامه الغذائي ليحصل على جسم مثالي أوضح بأنه يتناول في الوجبات الثلاث ما يلي:-

  • وجبة الإفطار:- البيض مع البطاطا المغلية على الماء.
  • وجبة الغداء:- صدور الدجاج مع الأرز الأبيض المغلي على الماء بعيدًا عن الزيوت.
  • وجبة العشاء:- البقوليات من الفاصوليا مع الرغيف الأحمر.

وحول طريقة نومه واستيقاظه أشار إلى أنه يتبِّـع نظامًا صحيًا في النوم يستغرق من 7 ساعات إلى 8 ساعات في اليوم الواحد، بينما الوقت المثالي للنوم -كما قال- من الساعة 10 مساءً لغاية الساعة 5 فجرًا، ومدة التدريب الصحيحة التي يطبقها ساعتين كل يوم، وهذا ما يجعله متحمسًا ومصممًا على تحقيق هدفه.


وأوضح عادل قاسم الكلدي أنه منذ 45 عامًا وهو مستمر بالرياضة، إلا أن ظروف عمله تضطره إلى التوقف عن ممارستها، ولكنه سرعان ما يعود إلى الرياضة في قسم اللياقة البدنية، من أجل الحفاظ على اللياقة والاستفادة منها كالابتعاد عن آفة القات، الذي ألهى الناس ودمر كل شيء وغيرها من الممارسات السلبية، التي تشغل الشباب عن الأعمال والدراسة والاهتمام بالصحة -كما تحدث-.
عادل قاسم الكلدي
عادل قاسم الكلدي


وتمنى من وزارة الشباب والرياضة الاهتمام بالصالات الرياضية، لأن لها دورًا في إبعاد الشباب من الوقوع في مستنقعات الانحراف، والجلوس في زوايا الشوارع لمضغ القات إلى الفجر، وكذلك ستثني الشباب عن ما يدمر صحتهم وأجسامهم.

ونامل بأن تلتفت لنا الجهات المختصة سواءً الحكومية أو المراكز الأهلية، لإقامة مشروعات شبابية تنتشل الشباب من هذا الواقع المزري الذي وصلوا إليه.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى