انعدام المياه يحرم أطفال قرية قنفل بأبين من التوجه إلى المدرسة

> سالم حيدرة صالح

> معاناة يعيشها أهالي منطقة قنفل في خبر المراقشة بمديرية خنفر محافظة أبين، بسبب انعدام المياه النقية، بعد أن تعطلت بئر المياه منذ عام، حيث يضطرون لجلب المياه من مناطق بعيدة على ظهور الحمير وفي ظل الحر الشديد، ويفتقر أهالي هذه القرية لأبسط مقومات الحياة، فلا مياه ولا كهرباء ولا خدمات، وحكم على هذه القرية وأهلها بالموت البطيء.

يعيش معظم سكان قرية قنفل بخبر المراقشة في تربية الأغنام والماشية والنحل، وهي المصدر الرسمي لهم لمواجهة أعباء الحياة. ومن يزُر هذه المنطقة يصاب بالدهشة نتيجة الظروف المعيشية التي يعيشها السكان، في تضاريس الجبال وانعدام أبسط مقومات الحياة، ويعيشون وكأنهم يعيشون في القرون الوسطى، فلا توجد أي مشاريع خدماتية لهذه المنطقة، منذ قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة ويعيش حوالي 955 نسمة في انعدام أبسط الخدمات.


وقال المواطن محمد علي لـ"الأيام" إن الأهالي يعيشون ظروفا معيشية صعبة، ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة، في ظل انعدام مياه الشرب، بعد أن تعطلت البئر منذ عام، ويتمنون حفر بئر مياه شرب، بعد أن تعطل مشروع المياه الأهلي، بسبب هبوط معدل المياه الجوفية، الذي أدى إلى سقوط أنابيب البئر والغاطس على عمق ( 300 ) متر، وفشلت جميع محاولات سحبها بخطاف مؤسسة السليماني العاملة في مجال حفر الآبار.

وفي سياق حديثه لـ"الأيام" أشار إلى أن منطقة قنفل بخبر المراقشة، تضم عددًا من القرى وهي ثجر - اللجي- حطيب- هر- سراو- حول- محبب، ويكابد أهلها قرابة 955 نسمة عناء جلب المياه من أماكن بعيدة، حيث تستغرق المهمة حوالي (4) ساعات ذهابًا وإيابًا، يقوم بها أطفال تلك القرى يوميًا على ظهور الحمير في رحلة شاقة.

وأضاف إلى أن معاناة السكان مع المياه حرمت الأطفال من التوجه إلى مقاعد التعليم، وممارسة حياتهم الطبيعية كأطفال، بعيدًا عن الشقاء الذي يعيشونه ولم يلتحقوا بالدراسة، نتيجة لهذه الأوضاع المأساوية والصعبة.

من جانبه قال المواطن صالح أحمد محمد: إن أهالي المنطقة قد بحت أصواتهم من المناشدة المتكررة، من أجل إصلاح البئر، وتوفير مياه الشرب النقية، ولكن لا حياة لمن تنادي.


وأشار إلى أن السلطة المحلية بمديرية خنفر ممثلة بمديرها العام مازن اليوسفي، لم تكلف نفسها بزيارة المنطقة للاطلاع عن قرب على معاناة السكان من صعوبات كثيرة وانعدام الخدمات.

وأوضح المواطن ناصر حسين: إن أهالي قرية قنفل اضطروا إلى حرمان أبنائهم من الالتحاق بالدراسة، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، التي يمرون بها، حيث لا توجد مدرسة حتى للصف الرابع ابتدائي، لكي يدرس فيها الأطفال.

وأشار إلى أن الأهالي يعانون من قساوة الحياة، وانعدام أغلب الخدمات، ويعيشون في ظروف استثنائية ومعقدة، لا سلطات محلية كلفت نفسها بزيارة هذه المنطقة، لتلمس همومها عن قرب، فهل كتب علينا أن نعيش في مثل هكذا أوضاع صعبة".

وقال عدد من أهالي قرية قنفل في أحاديث متفرقة لـ"الأيام": إن مؤسسة السليماني لحفر الآبار قد أعدت تقريرًا من قبل المهندس المختص، بأن المنطقة بحاجة لحفر بئر مياه جديدة، نظرا لحالة الفقر التي يعانيها الأهالي والتي تجعلهم يقفون عاجزين عن توفير المبلغ، وهذا يؤرق ساكني تلك القرى الذين أنهكتهم أزمة انعدام المياه وضاعفت من معاناتهم".

وناشدوا محافظ أبين أبوبكر حسين سالم وأهل الخير وكل الجهات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، للمساهمة في وضع حد لمعاناتهم الطويلة، مع أزمة المياه التي عكرت صفو عيشهم، وأنهكت قواهم، وأصبحوا بحاجة ماسة في توفير المياه، لما لها من أهمية كبيرة في حياة الإنسان والحيوان والنبات".

لقطات..


هذه المنطقة التي تضم العديد من القرى المتناثرة في الجبال بخبر المراقشة مديرية خنفر، بحاجة إلى لفتة إنسانية من قبل السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم ومديري المكاتب الخدماتية، لزيارتها والجلوس مع الأهالي، لتلمس أوضاعهم عن قرب والاستماع لما يعانونه، حيث أصبحوا اليوم في وضع مأساوي يصعب على الكافر، لا دراسة لأبنائهم، ولا مياه، ولا كهرباء، ويعيشون في الظلام الدامس، وافتقار لأبسط مقومات الحياة، فهل من لفتة إنسانية أم سيظل الوضع كما هو عليه"

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى