ملاك بساتين الموز بابين لـ"الأيام":نواجه تجاهل من السلطة والمنظمات توهم المزارعين بمشاريع وهمية

> ماجد احمد مهدي

>
يمر مزارعو الموز في منطقة باتيس بأبين بأوضاع اقتصادية صعبة من خلال ارتفاع مادة الديزل والأسمدة وضعف تسويق إنتاجهم إلى المحافظات الأخرى لعدم وجود سوق مركزي في عاصمة المحافظة مثل بقية المحافظات الجنوبية الأخرى، وأصبح الآن كل مزارع يعمل على تسويق إنتاجه بنفسه لغياب دور جمعيات مزارعي الموز في تحديد سعر محدد للكيلو ليستفيد منه المزارعون ويعوضوا خسائرهم، فليس كل المزارعين لديهم القدرة على شراء طاقة شمسية بملايين الريالات والمنظمات لا تدعم المزارعين بما يحتاجون إليه وإنما تقدم لهم أشياء لا فائدة منها وترصد أرقام مهولة بحجم المشاريع المستهدفة في القطاع الزراعي في عدد من المحافظات ومنها أبين ويدعو المزارعون قيادتي وزارة الزراعة والري والثروة السمكية والتخطيط والتعاون الدولي إلى توجيه المنظمات الدولية العاملة في محافظة أبين لدعم المزارعين بما يخدم نشاطهم الزراعي.

محصول شهري


وقال المزارع إياد علي ناجي الرهوي "بدأت زراعة الموز في محافظة أبين منذ فترة طويلة من الزمن حيث نأتي بالثمرة من خارج البلاد ويعد الآن محصول شهري في مختلف مناطق أبين الكود المسيمير وباتيس، وتوجد صعوبات كثيرة منها ارتفاع مقومات الزراعة الذي يتزايد عليها الطلب ليس من فئة مزارعي الموز وإنما من جميع المزارعين بدلتا أبين".

وأضاف الرهوي أصبحت زراعة الموز هذه الأيام لا تخارج خاصة مع ظاهرة الغلاء الفاحش في كل شيء، إضافة إلى عملية البرياش التي تتم ما بين أربعة إلى ستة أشهر حيث تقوم بهذه العملية مجموعة من النساء في إخراج مخلفات البستان إلى الخارج وهذا العمل يكلفنا مبالغ مالية".

عصابة من الدلالين
محمد بالليل اليوسفي
محمد بالليل اليوسفي

وأضاف محمد بالليل اليوسفي رئيس جمعية مستخدمي مياه الري منطقة البروت بارماده باتيس من الجمعيات الذي تم انشاءها حديثا بصعوبة بالغة لأن المزارعين فقدوا المصداقية من الجمعيات السابقة لأنها خاوية وخاملة ولم تقدم لهم شيء وبدأت جمعية مستخدمي مياه الري في استهداف ودعم بعض المزارعين بشبكات المياه للاستفادة منها ولكن مزارعي الموز يواجهون صعوبة معقدة في توحيد تسعيرة الموز بسبب وجود عصابة من الدلالين الذي لهم تأثير قوي على بعض مالكي ومستأجري بساتين الموز في المنطقة وغيرها في تحديد سعر الكيلو الموز وهذا يتم من خلال الاتفاق بين الدلال والتاجر مما يضاعف أسعار الموز ويعمل على دربكة بين المزارعين مما يجبر المزارعين الآخرين على البيع بخسارة أو بنقص على أن يأخد الدلال عمولته من التاجر وهذا يؤثر على كبار الملاك حيث وصل الكيلو الموز في فترة من الفترات بـ 100 ريال من داخل البستان أي ما يعادل واحد طرزان وهذا يخسر المزارع أشياء كثيرة ومتعددة ويضطر إلى شراء طاقة شمسية بأكملها من تجار الطاقات في أبين على أقساط شهرية وما وصل له مزارعو الموز من تشتت يعود إلى عدم توحيد جهودهم تحت كيان موحد يرعى شؤونهم".

أبين بحاجة إلى سوق مركزي


وأفاد أحد مزارعي الموز في منطقة باتيس صالح محسن أحمد العفيفي "تمتاز أرض باتيس بخصوبة أراضيها الصالحة لزراعة جميع المحاصيل وأشهرها زراعة الموز الذي حصل على شهرة واسعة ولكن مزارعي الموز يواجهون عرقلات متعددة أبرزها عدم وجود جمعية موحده ترعى شؤونهم وتساعدهم على إيجاد حلول ومعالجات لمشاكلهم التي يعانون منها وأهمها تسويق إنتاجهم إلى خارج المحافظة لكي يستفيدوا منه ويعود عليهم بالنفع في تعويض خسائرهم وكما يحتاج المزارعون إلى الكثير من الأشياء منها الأسمدة التي يعتمدون عليها في زراعتهم وتكلفهم مبالغ مالية طائلة والدولة عاجزة عن مساعده المزارعين ولو بالقدر اليسير فيضطر إلى شراءها بمبالغ كبيرة ولغياب دور التنسيق بين مزارعي الموز، ونحن الآن بحاجة ماسة إلى سوق مركزي في مدينة جعار أو في عاصمة المحافظة لتسويق جميع المنتجات الزراعة مثل باقي المحافظات الأخرى وسيعمل على منافسة باقي الأسواق الأخرى في المحافظات وسيضطر التجار إلى المجيء إلى أبين وباتيس".
صالح محسن العفيفي
صالح محسن العفيفي

 ونناشد عبر صحيفة "الأيام" مكتب الزراعة والري بالمحافظة إلى الاهتمام بقنوات الري التي تعاني من الإهمال منذ ستينات القرن الماضي وبعض الجسور الذي انتهى عمرها الافتراضي وأصبح كل مزارع يسقى من مرتين على حساب المزارعين الاخرين ولو نظمت إدارة الري عملية السقي سيصل الماء إلى أراضي جعار".

توفير شبكة مياه
صالح باقري منصور العطوي
صالح باقري منصور العطوي
فيما تحدث المزارع صالح باقري منصور العطوي قائلا:"كثيرة هي معاناة مزارعي الموز في دلتا أبين ومنطقة باتيس وما نحتاجه هو شبكة بيبات متكاملة لأن المياه تتبخر في العتوم بفعل حرارة الشمس القوية وكمية المياه التي تصل البذرة قليلة وإمكانياتنا شحيحة جدا بحاجة إلى دعم منظمات دولية في مساعدتنا في توفير شبكات مياه بالتقطير للترشيد في استخدام مياه الآبار والسيول والمنظمات التي تدعم الزراعة في أبين ولم توصل إلينا وأنما دعمت أشخاص محددين ليس لهم علاقة بالزراعة لا من قريب أو بعيد وعلى الجهات ذات الاختصاص التخفيف من معاناة مزارعي الموز، حيث نتعرض أحيانًا لموجة رياح قوية تضر بالموز وهذا يكلفنا خسائر كبيرة لا نقدر على تحملها ونطالب قيادة السلطة المحلية في المحافظة في توفير احتياجات المزارعين لمواجهة الغلاء الفاحش الذي أعاق كثير من المزارعين من الاستمرار في الزراعة ومساعدتهم على تصدير محصول الموز إلى خارج المحافظة".

مركز خدمات زراعي


وأفاد المزارع مرشد أحمد نجم "أنا مستأجر لحوالي خمسة عشر فدان ومعاناتنا ستكون أضعاف الملاك بكثير وتتمثل في أن المزارعين يمرون بظروف صعبة لا يقدرون على تسديد ديونهم مع التجار الذين استدانوا منهم أشياء كثيرة وما نلاحظه أن الدعومات التي تأتي بها تلك المنظمات لا تصب في مصلحة المزارعين بشكل عام ومزارعي الموز بشكل خاص وخير مثال على ذلك ما تقوم به بعض المنظمات بدعم المزارعين في تربية المواشي من خلال تقديم  أكياس بوشة ((علف أغنام)) وتربية الدجاج وهذه النوع من الدعومات لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تسمع عنهم أنهم دعموا المزارعين بمشاريع مستدامة مثل الطاقة الشمسية التي تساعدهم في التخلص من كابوس الديزل ولكن تهدر تلك الملايين في مشاريع وهمية لا يستفيد منها المزارعون في النهوض بالزراعة وتعدد زراعة المحاصيل ونوجه رسالة مفتوحة إلى وزارتي الزراعة والري والثروة السمكية والتخطيط والتعاون الدولي إلى دعم المحافظة بمركز خدمات زراعي متكامل وتوجيه المنظمات التوجيه الصحيح بما يوفر جميع احتياجات المزارعين  بدلا من تكبدهم خسائر طائلة هم في غناء عنها.

المزارعون بعيدون عن دعم المنظمات

ومن جانبه، أشار مستأجر آخر وهو الأخ أديب سعيد لعور قائلا:"بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أصبحت الحياة معقدة وارتفاع مادة الديزل التي يعتمد عليه ملاك جميع المزارع في محافظة أبين فقد وصلت سعر دبة الديزل حجم 20 لترا إلى ثلاثين ألف ومعظمه مغشوش مما أجبر المزارعين إلى التفكير في البحث عن بدائل أخرى عن الديزل التي استنزفهم مثل شراء الطاقة الشمسية بنظام التقسيط على أن يسلم جزء من المبلغ والباقي يقسط شهريا، حيث اضطررت إلى شراء طاقة شمسية متكاملة قبل حوالي شهرين بثمانية عشرة مليون ريال وقدمنا له ثلاثون ألف ريال سعودي وكل شهر ندفع ثلاثة ألف ريال سعودي صحيح تتعب في البداية الأمر لكن بعدها ترتاح من عناء خسائر الديزل، مشيرا إلى أنه لم يتحصل المزارعون على أي دعومات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى