روتي وفاصوليا وديزل.. ثلاثية الوطن المحرر والتحالف العظيم

> من يوقف هذا الذعر المعيشي غير المسبوق الذي طال الناس في عدن؟؟

يومًا بعد يوم تفقد مدينة عدن وأهلها كبرياءها وعزتها وعفتها وسلامها وسكينتها وسترها.

لم يحدث يومًا أن تعرضوا لمثل هذا الطوفان المعيشي الذي لوى أعناق الناس.

الجوع يسحق البسطاء فكل شيء ملتهب ويرتفع، إلا ريالات الراتب الحقير والعملة والدولة في فلك النائمين.

اعرف عائلات وبيوت كريمة عفيفة ونساء وأطفال، يتكومون اليوم في أكواخهم لا يجدون وجبة طعام تبقيهم فقط على قيد الحياة.

عشت في عدن كل عمري وأستطيع معرفة إذا كان هناك شيء جديد غير مألوف قد اقتحم المدينة، وصار يؤذي ويضر بالناس، أو أنهم يعيشون في ستر وسلام.

مع طلوع الفجر تشاهد ذلك الرجل الطاعن في السن، وخلفه طفل وفتاة انطلقوا يشقون الشوارع ويقفون على براميل القمامة، يجمعون كل شيء، الأكياس والدبب البلاستيك والقصاع والكراتين والقراطيس والأخشاب وبواكت السجائر، وأي خضار تالفة أو بقايا طعام..

يحدث هذا في عدن..

وأنا عابر ذات يوم سألت ذلك الشخص ماذا تعمل بهذه التوالف؟ فتنهد تنهيدة وجع وألم، فقال: أبيعها بخمسمئة ريال أو ألف ريال، إذا جمعت الكثير، ثم أشتري بها ما تيسر من الروتي والفاصوليا.

خافوا الله لا فين تقودون الناس؟؟

قليل من الانضباط والمشاعر الإنسانية استحوا قليلًا، إذا لم تستطع الدولة أن توفر لشعبها وجبتين، روتي وفاصوليا، وغداء صحن رز وحبتين طماط، ودبتين ديزل لتشغيل الكهرباء..

وإذا ما زلتم مصممين في وطنيتكم ومشاريعكم التحريرية، تحولون عدن إلى هونج كونج وطوكيو، عشان تدخلونا بساتين الجنة، لنأكل لحومًا وفاكهة وأعنابًا، فنحن نقول لكم: خلاص مشكوووورين، مسامحين، ونبصم بالعشر، ما عاد نشتي منكم أي برامج، ولا مشاريع، ولا إعمار، ولا ثمار، ولا رخاء..

لوجه الله ..

يستطيع الناس أن يتحملوا كل المتاعب إلا البقاء دون خبز وطعام، فهذه سابقة لم تحدث..

دولة تعيش في القمر وشعبها في القبر..

رجاءً قوموا بمهامكم الدينية والأخلاقية والإنسانية أو تنحوا واذهبوا إلى بيوتكم..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى