العرب: الإخوان في اليمن ينفخون في رماد الأقاليم الستة

> «الأيام» العرب:

> أعادت جماعة الإخوان المسلمين الممثلة في اليمن بحزب التجمع اليمني للإصلاح طرح فكرة تقسيم البلد إلى ستة أقاليم والتي تجاوزتها الأحداث بعد أن كانت قد انبثقت سنة 2014 عن مؤتمر الحوار الوطني ضمن سيناريوهات التسوية السياسية في البلاد في مرحلة ما بعد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ودعا صلاح باتيس القيادي في حزب الإصلاح ما سماه “الإقليم الشرقي” إلى التماسك والتكاتف أكثر من أي وقت.

ويضمّ الإقليم الذي تحدث عنه باتيس محافظات شبوة وحضرموت والمهرة بالإضافة إلى أرخبيل سقطرى، ويمتد على رقعة أرضية واسعة تشمل مناطق ذات مواقع إستراتيجية تحتوي على ثروات طبيعية.

وتظهر خصائص هذا الإقليم ارتفاع سقف طموح الإخوان في الحصول على حصة كبيرة من الأراضي اليمنية في مرحلة ما بعد التسوية السياسية للصرع اليمني والتي كثر الحديث عن تسارع الجهود لإنجازها.

وقال باتيس في منشور له على منصة إكس “مع هذا الحراك السياسي المتصاعد بخصوص الملف اليمني، أدعو أهلي في المحافظات الشرقية، حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى، إلى التكاتف والتماسك والتمسك أكثر من أي وقت مضى بالاستحقاق الذي تحقق في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل”.

وأضاف القيادي في حزب الإصلاح والذي يتمتع بعضوية مجلس الشورى اليمني “يجب أن نكون إقليما كاملا قويا كبيرا لا يتبع أي إقليم آخر ضمن دولة اتحادية على أسس الشراكة والعدالة والندية والحكم الرشيد”.

وكانت لجنة منبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني مكلفة بتحديد الأقاليم، أقرت سنة 2014 مقترح الأقاليم الستة لتشكيل دولة اتحادية.

وتضمّن المقترح تقسيم شمال اليمن إلى “إقليم أزال” الذي يضم محافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار، و”إقليم سبأ” الذي يشمل البيضاء ومأرب والجوف، و”إقليم الجَنَد” الذي يضم تعز وإب، و”إقليم تهامة” الذي يضم الحديدة وريمة والمحويت وحجة.

أما جنوب البلاد فتضمن المقترحُ تقسيمَه إلى “إقليم عدن” الذي يضم عدن ولحج وأبين والضالع، و”إقليم حضرموت” الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى، وقد حرص القيادي الإخواني على تسميته بـ”الإقليم الشرقي” لتأكيد عدم اقتصاره على محافظة حضرموت.

وبالإضافة إلى اتساع المناطق التي يمتد عليها الإقليم الذي تحدث عنه باتيس، فإنّه منفتح أيضا على محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي لا تزال معقلا رئيسيا للإخوان وموطن السيطرة الميدانية لقواتهم. ومن شأن ذلك أن يجعل سيطرتهم المفترضة على “الإقليم الشرقي” تشمل ما يتجاوز نصف المساحة الجملية لليمن.

ويبدو هذا الهدف طوباويا إلى حدّ بعيد. ولعل حزب الإصلاح يعلم ذلك يقينا، ومع ذلك يثير مسألة الأقاليم في إطار مناكفته للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرفض تقسيم جنوب اليمن ويطالب بالحفاظ على وحدته الترابية الضرورية لإقامة دولة الجنوب المستقلة.

وأشار باتيس في معرض حديثه عن “الإقليم الشرقي” إلى تحركات السعودية السياسية والعسكرية التي تكثفت بشكل ملحوظ في حضرموت.

وقال في منشوره “ها هي تلوح في الأفق من الرياض بوادر إشهار مجلس حضرموت الوطني بدعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز العدالة ورفض التبعية وانتزاع السيادة والندية والقرار والإجماع الحضرمي، وهذا من وجهة نظري مفتاح الحل، ليس لحضرموت والشرق فقط، بل ولليمن بشكل عام شمالا وجنوبا وشرقا وغربا”.

ويكشف كلام القيادي في حزب الإصلاح أن الإخوان يطمعون في تأسيس نفوذهم في حضرموت وسائر مناطق شرق اليمن على ما تقوم به السعودية من تحركّات سياسية متمثلة في محاولة استمالة قبائل المحافظة وقواها الحية من خلال جمعها في هيكل سياسي وإداري جديد تطلق عليه تسمية مجلس حضرموت الوطني، وأيضا عسكرية تتمثل في إنشاء قوات درع الوطن بهدف بسط السيطرة على أجزاء من المحافظة.

وعلى الرغم من أنّ للإخوان حضورا كبيرا سواء في المجلس أو القوات، فإنّ رغبتهم في الاستفادة من ذلك في بسط السيطرة على كل تلك المنطقة الواسعة تظل بعيدة المنال، إذ إنّ الجزء الأكبر من الإقليم الذي تحدث عنه باتيس يدخل ضمن الحسابات السعودية لجعله منطقة نفوذ دائم تضمن لها ممرّا باتجاه المحيط الهندي كما تتيح لها السيطرة على مساحة واسعة من حدودها الجنوبية مع اليمن.

أما الجزء الآخر المتمثّل بمحافظة المهرة فداخل رسميا في حسابات سلطنة عمان وقد قطعت شوطا كبيرا في مدّ نفوذها داخله عن طريق القبائل الموالية لها، ومن غير الوارد أن تتخلّى عنه لأي طرف سواء للإخوان أو غيرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى