محتجزون خرجوا من غزة في التبادل.. لـ”كابينت الحرب”: “قصفكم لا يحرك فيهم ساكنا

> «الأيام» القدس العربي:

> قال أحد المشاركين في اللقاء إن وزراء “كابينت الحرب” رأوا أمام ناظريهم عرضاً خيالياً عن نهاية دولة إسرائيل. وكان يقصد أن هذا كان، على حد قول واحدة من هذه العائلات، أمر “رهيب. ببساطة فظيع ورهيب”. لقد جاءت عائلات المخطوفين تتصبب أسى وقلقاً، ومع مطلب واضح هو العمل، وفعل أي شيء والآن. الصور التي قدمتها المخطوفات اللواتي تحدثن كانت مخيبة: مخطوف إسرائيلي مسن يحلقون شعر جسده، ومخطوف آخر في وضع لا يطاق وهو يضرب نفسه. وثمة تهديد للحياة جراء قصف الجيش، بما في ذلك ضرب الأماكن التي كانوا فيها. حرب نفسية صادمة ضد المخطوفين الذين باتوا مقتنعين بأن إسرائيل تركتهم لمصيرهم. “نحن بشر وهم وحوش. هم فخورون بكل ما فعلوه بمستويات عالية. ينامون رغم انفجارات قذائف الطائرات إلى جانبنا. يواصلون نومهم. قصفكم لا يحرك فيهم ساكناً”، قالت إحدى المتحدثات. لكن لم تكن هذه هي الشهادات فقط، فثمة إحساس مذل لدى قسم من العائلات بأن “الكابينت” لم يستوعب الوضع الخطير الذي يمر به المخطوفون، وتلك المواجهات التي كانت بينهم وبين أنفسهم ووصلت إلى المشادات، على خلفية طلب صفقة فوراً، كبرى، وبأكبر قدر ممكن؛ وكذا على مواضيع تفضيل إعادة المخطوفين ما يسمى “الأصناف”. وبالتوازي، دارت في الأجواء تقارير تطورت عقب تصريح ليس مقصوداً تماماً من الناطق بلسان الخارجية الأمريكية أمس، عن إمكانية مس جنسي بالمخطوفات.

أما هذه الأمور بالطبع فلم ينجح رئيس الوزراء بالتسامي بها؛ فالعطف ليس جانبه القوي، مثلما كشفت دولة إسرائيل منذ 7 أكتوبر وبقوة أكبر. لكنه طرح نقطتين دقيقتين، على الأقل حسب مصادره هو: الأولى أنه لا يوجد اقتراح من حماس لـ “الكل مقابل الكل”. لقد أطلقت قطر مثل هذه الفكرة في بداية الطريق، لكن حماس لم تقف خلفها، والتقدير الجارف في جهاز الأمن هو أنها لن توافق عليها أبداً. في نهاية المطاف، فإن مخطوفينا هم الدرع البشري المطلق لنزلاء الخنادق من قيادة حماس. والنقطة الثانية، أن استمرار المناورة البرية بحد ذاتها ضرورية لتحقيق صفقة سريعة لإعادة مزيد من المخطوفين. مسؤول كبير يرتبط بإدارة الحرب، قال لي أمس: “إذا كان هناك اقتراح آخر، أي إمكانية للمفاوضات في إخراج مزيد من الإسرائيليين من الجحيم الذي هو حماس، فسنخرجهم. سنبحث، وسنجري مفاوضات إذا لزم، وسنوقف العملية لعدة أيام – ونخرجهم”. أصدقه.

لكن الموضوع على النحو التالي: إسرائيل، على الأقل على المستوى الدبلوماسي والجماهيري، لا تتصرف بنجاعة وفاعلية لتحرير المخطوفين. مثلاً، اجتاز المخطوفون ويجتازون تعذيبات. هذا هو التعريف القانوني للاعتداءات الجسدية، والتجويع، والإهانات، ومنع الأدوية، والعلاج الطبي، والحرب النفسية، وباقي الفظائع التي ترتكبها حماس بحق إخواننا وأخواتنا الذين في غزة. لا تمر الرسالة القائلة بأن المخطوفين يعذبون وأن لدينا شهادات مباشرة على ذلك ممن عادوا؛ فهي لا تلقى التشديد الكافي. لماذا نعد مهمة؟ لتجنيد الدعم الدولي والفرض على حماس إثبات العكس. ثمة رسالة أخرى مهمة كان يمكن لإسرائيل وينبغي لها أن تطلقها، وهي بسيطة جداً: تحرير كل المخطوفين سيقرب نهاية الحرب. أنتم تريدون انتهاء الحرب؟ ابدأوا بعودة المخطوفين إلى الديار.

ثمة موضوع آخر، دبلوماسي: لم تقترح حماس أي اقتراح، لكن إسرائيل يمكنها أن تقترح واحداً، وتعلن ذلك دولياً. أهمية مثل هذا الاقتراح ليست لتجسيد تصميمها على إعادة مواطنيها أمام العالم فحسب، بل وأمام الجمهور الإسرائيلي وعائلات المخطوفين هنا؛ لأنها لا تحتاج لسماع تصريحات عن الالتزام فقط، بل تريد تجسيد ذلك أيضاً. فقرار تصفية حماس سيكون دوما في أيدي إسرائيل، وبتفكرها، في المستقبل أيضاً؛ أما حياة المختطفين في قطاع غزة فهي في خطر فوري.

 كل هذه الأمور لا تلغي بل وربما تعزز الحاجة إلى تقدم العملية البرية في تطهير شمال القطاع، وأساساً في خانيونس. هكذا سيكونان أسبوعين حاسمين للحرب، وحتى مساء أمس، يمكن القول بحذر إن التقدم في الجنوب يسير وفق الخطة. فضلاً عن ذلك، جهاز الأمن متفاجئ إيجاباً من ترك منضبط لأحياء فلسطينية كاملة. يعلق الجيش الأمل على بضعة أساليب إبداعية – ليس فقط مياه البحر، حسب تقارير أجنبية – لفرض خروج المخربين من الأنفاق ومعهم أيضاً المخطوفون المحتجون هناك. فرسالة قادة الغرب لإسرائيل بسيطة: صفوا حكم حماس، لكن افعلوا بالسرعة الممكنة، قبل العودة من إجازة عيد الميلاد، ومع الحد الأدنى من الخسائر المدنية الفلسطينية. مستشار الأمن القومي جاك سوليفان سيعود إلى إسرائيل مرة أخرى في غضون بضعة أيام، والبيت الأبيض يريد هذه المرة أن يفهم بشكل أدق ما خطة إسرائيل لمستقبل غزة. إسرائيل ملزمة برواية قصة كاملة: فظائع 7 أكتوبر، ووضع المخطوفين الآن، والطريق العسكري، وكيف سيكون المستقبل.

نداف أيال

يديعوت أحرونوت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى