المجلس الانتقالي يعيد ترتيب أوراقه في ضوء مستجدات التسوية السلمية باليمن

> "الأيام" العرب اللندنية:

> ​شرع المجلس الانتقالي الجنوبي، القوة السياسية والعسكرية الحاملة لمشروع استعادة دولة جنوب اليمن المستقلّة، في إعادة ترتيب أوراقه في ضوء تعقيدات طارئة تتصل بالأوضاع في المناطق التي يتولى إدارتها، وتمتد إلى الوضع العام في اليمن وما شهدته جهود السلام التي تقودها جهات إقليمية ودولية من تطوّرات بما تنطوي عليه من تأثيرات محتملة على قضية الجنوب التي يعتبرها المجلس قضيته الأمّ.

وأصدر عيدروس الزبيدي رئيس المجلس خلال الأيام القليلة الماضية جملة من القرارات تتصل بإعادة هيكلة المؤسسات القيادية للانتقالي، فيما دعا إلى عقد اجتماع لمجلس العموم الذي يجمع كلا من هيئة الرئاسة والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين.

وجاء ذلك بينما أثارت جهات سياسية متبنية لقضية استعادة دولة الجنوب مخاوف من تراجع القضية في غمرة تطوّرات العملية السلمية في اليمن والتي توالت خلال الفترة الأخيرة التسريبات بشأن بلوغها مرحلة متقدّمة من خلال إنجاز خارطة طريق برعاية سعودية ووساطة عمانية وتجهيزها للتوقيع عليها قريبا من قبل جماعة الحوثي والسلطة المعترف بها دوليا برئاسة رشاد العليمي، وذلك تحت إشراف الأمم المتّحدة.

ويرتّب حضور المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا برئيسه عيدروس الزبيدي ضمن مجلس القيادة الرئاسي، مسؤولية استثنائية على المجلس في الحفاظ على قضية الجنوب ووضعها على خارطة أي حلول سياسية قد يتمّ التوصّل إليها ضمن جهود السلام الجارية.

وكما كان منتظرا مثّل عدم الإشارة إلى القضية ضمن خارطة الطريق التي تمّ تسريب خطوطها العريضة مؤخّرا مدخلا لانتقادات حادّة وجهتها العديد من الشخصيات والتيارات السياسية الجنوبية المتبنية بدورها لفكرة استعادة دولة الجنوب، للمجلس الانتقالي.

وقال السياسي الجنوبي حسين لقور بن عيدان إنّ “القادة الجنوبيين إما أنهم ليست لديهم فكرة عن التسوية المطروحة هذه الأيام أو أنهم غير قادرين على كشف بنود مشروع التسوية وما هو موقفهم منها تحت ضغوط دولية”.

وأضاف في تعليق عبر منصّة إكس “المطلوب شعبيا منهم أن يتم تقديم فكرة عن مشروع التسوية للشعب الجنوبي وما هو الحد الأدنى الذي يمكنهم القبول به، بما فيه من مرحلة انتقالية وما إذا كان تمّ تحديدها زمنيا وبخطوات واضحة المعالم، ليس فقط في طبيعتها ولكن في إجابتها على السؤال الكبير حول مآلاتها وطريق حل الدولتين والعودة إلى ما كان قائما قبل سنة 1990، كما أنه من المهم معرفة الزمن الذي سيحتاج إليه مشروع التسوية بدوره للوصول إلى الحلول النهائية”.

كما اعتبر بن عيدان أنّ “الشرعية والحوثي ليس لديهما الاستعداد النفسي والسياسي اللازم لحل يفضي إلى قيام دولة جنوبية”، متسائلا “ما هي خيارات القيادة الجنوبية في حال فشل التسوية”.

وجاءت بعض الانتقادات من داخل المجلس الانتقالي نفسه حيث ذكر رئيس فريق الحوار الجنوبي الخارجي بالمجلس أحمد عمر بن فريد في تعليق عبر منصّة إكس جملة من النقاط رأى أنها أثّرت سلبا على جهود الجنوبيين للدفع بمشروع استعادة دولتهم، من بينها “عدم تقدير الحسابات السياسية للجهات الإقليمية والدولية والتعامل معها وكأننا دولة مستقلة، وإلى درجة عدم قراءة الماضي القريب في معرفة الأخطاء التي تعاملنا بها مع الأشقاء العرب وحتى الأصدقاء في المجتمع الدولي. وكذلك الاستعجال في الحصول على النتائج دون التحلي بالصبر والحكمة، وعدم قبول الرأي الآخر واعتبار من له رأي آخر بأنه خرج عن جادة الطريق الوطني السليم”.

وفي ردّه على المنتقدين، تعهّد فضل الجعدي الأمين العام لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بمواصلة “تعزيز وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية بكل أبناء الجنوب من حوف وحتى باب المندب ووضع مداميك قوية يستند إليها الشعب في كفاحه لتقرير المصير المشترك والانتصار لقضيته العادلة”، وفق ما ورد في تدوينة للجعدي على منصّة إكس.

وكان رئيس المجلس الانتقالي قد تعهّد في وقت سابق باتخاذ “قرارات مصيرية يتوجب من خلالها الوقوف بثبات”.

وقرّر عيدروس الزبيدي ضمن خطوات إعادة ترتيب الأوراق تعيين أحمد حسين الربيزي نائبا لرئيس مجلس المستشارين وضم 299 شخصية إلى عضوية المجلس. كما قرّر إعادة تشكيل الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بتعيين 371 عضوا يمثلون محافظات الجنوب وفقا لمعيار المساحة والسكان.

وبارك بن فريد قرار رئيس المجلس بإعادة تشكيل الجمعية الوطنية وفق معياري المساحة والسكان للمحافظات الجنوبية لما له من أثر في “تفعيل دور الجميعة ونقلها إلى مرتبة متقدمة كمؤسسة فاعلة”.

ودعا عيدروس الزبيدي ضمن قراراته إلى انعقاد اجتماع مجلس العموم في الثاني من شهر يناير القادم وكلّف مجموعة من الشخصيات بمهام الإعداد للترتيبات اللازمة لعقد الاجتماع الذي توقّع مطّلعون على شؤون المجلس الانتقالي أن يسفر عن مخرجات هامة تطال الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بمحافظات الجنوب، وفي مقدمتها عدن التي عرفت خلال الفترة الأخيرة أوضاعا معيشية صعبة ذات صلة بشح الموارد المالية وتعثر الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى بعض التعقيدات الأمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى