“الجيش الأردني يكشف ويفكك لغز الـ”آر بي جي”: تسليح ميليشيات المخدرات هو هدف تجار الموت

> «الأيام» القدس العربي:

> الجديد المهم والمثير في الإفصاح الذي تقدم به ظهر الأحد مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية، هو “المعلومة الطازجة” التي تؤشر على “خلفية وسبب” إصرار تجار المخدرات من الجانب السوري على “تهريب كميات من الأسلحة” إضافة لبضاعتهم في تجارة الموت.

لأول مرة وبعيدا عن كل محاولات”التسييس”، صرح مدير التوجيه المعنوي، العميد مصطفى الحياري، بأن المهربين الذين تتصدى لهم بلاده بكفاءة وتحدٍ، توسعوا في تهريب بعض الأسلحة من فئة الأسلحة الفردية إلى فئة “الأسلحة المتوسطة”.

والسبب وفقا لتصريحات الحياري الذي ظهر مفصلا وشارحا عبر شاشة قناة “المملكة” أن عصابات تهريب المخدرات خططت لـ”تسليح تجار الموت”.

قال الحياري بوضوح: “الأخطر كان هنالك محاولة لتهريب أسلحة نوعية بقصد تمكين تجار المخدرات في الداخل من امتلاك قوة عسكرية يستطيعون من خلالها مواجهة الأجهزة الأمنية”.

تلك عمليا معلومة في غاية الأهمية عسكريا؛ لأنها تقطع باب التأويلات “المسيسة” لتهريب أسلحة إلى جانب المخدرات، بعد عدة محاولات إعلامية محلية تحاول الربط بين تلك الأسلحة وأهداف وأطراف سياسية وإقليمية.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، كان للتو قد تحدث مع نظيره الإيراني حسين عبد اللهيان بنفس اللغة التي تحدث فيها مع السوري  فيصل المقداد، وبصيغة: تهريب المخدرات سيواجه باعتباره “أولوية” ونعتبره من التحديات الهادفة لاستهداف أمن المملكة، وسنواجهه مهما تطلب الأمر، وعليكم -المقصود طهران ودمشق- العلم بذلك والتصرف مع جماعاتكم في الجنوب السوري.

وكانت القوات المسلحة الأردنية قد كشفت قبل نحو أسبوعين عن عملية تهريب ضخمة تخللها محاولة تسلل بقاذفات “آر بي جي” وأسلحة رشاشة وقذائف متوسطة تستعمل لأغراض عسكرية.

وطوال الأسبوعين، احتار واجتهد المراقبون والمحللون في فهم الأسباب التي تدفع مهربي مخدرات لمحاولة العبور بأسلحة من هذا الصنف، حتى حضر إفصاح العميد الأردني لمنع “إضفاء طابع سياسي” على تهريب الأسلحة التي يكشف الجيش الأردني أن هدفها كان تشكيل “ميليشيات مسلحة” داخل المملكة تحمي تجارة المخدرات، وليس كما اعتقد كثيرون بخصوص أسلحة مخصصة للصدام من أجل فلسطين.

وعليه، يصبح هدف الأسلحة تلك لا علاقة له بـ”العدو الإسرائيلي” وبصراعات الإقليم، بل مرتبط بـ”إرهاب مجرمي المخدرات” وسعيهم لتأمين عملياتهم الخطيرة.

كانت تلك مفاجأة لا يستهان بها كشفها الناطق العسكري الأردني، حيث أن الهدف من تلك الأسلحة مواجهة الأجهزة الأمنية في الداخل الأردني، مما يحسم الجدل حول خلفية وهوية التسليح الجنائي.

العميد حياري قال أيضا إن تلك المجموعات التي نشطت في موسم الشتاء، وستستمر حتى شهر آذار، أصبحت عبارة عن عصابات تدير تهريب المخدرات، وتحاول أن تجعل من الأردن “دولة مخدرات”، مؤكدا أن “ذلك لن يتحقق بتوفيق الله عز وجل، وهمّة النشامى”.

وأوضح الحياري أن القوات المسلحة الأردنية تقوم بمهمتها باقتدار سواء على جميع الواجهات وفي الداخل، مبينًا أن القوات عملت على تنويع وسائلها وتوظيف التكنولوجيا وتغيير قواعد الاشتباك، ما أسهم في التقليل من الحملة المسعورة. ثم شرح: “كنا نشهد محاولات تهريب أسلحة خفيفة لغايات استخدامها من قبل المهربين أنفسهم، لكن في الوقت الراهن هناك أسلحة نوعية، وبتصنيف العسكري هي أسلحة متوسطة؛ إذ تم ضبط 4 قاذفات آر بي جي، و4 قاذفات عيار 107مم، و8 أسلحة أوتوماتيكية، و10 ألغام، وكمية من مادة متفجرة”.

وبحسب هذا الشرح، يرغب تجار الموت في استثمار الظروف الجوية في منطقة شمال الأردن، والتي تعد ذات جغرافية صعبة تحمل طابعا جبليا وعرا وصخورا بركانية، بالإضافة إلى أن المنطقة في الصيف عواصف رملية، وضبابا كثيفا في الشتاء يعيق أجهزة الرصد.

وعن أرقام العام 2023، بيّن العميد الحياري أن القوات المسلحة تعمل على إطالة أمد الاشتباك في سبيل القبض على المهربين، ما أسفر عن ضبط 9.3 ملايين حبة مخدر، وما يزيد عن 25 ألف كف حشيش، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة النوعية.

وأضاف العميد الأردني: “أصبح جندي حرس الحدود يستطيع الآن التعامل مع عصابات التهريب حتى قبل وصولها إلى الحد الدولي، ما يمنحه أسبقية أكبر في مواجهة المهربين، فضلا عن أننا أصبحنا نميل للقبض على المهربين أحياء للحصول على كم أكبر من المعلومات”.

ونوّه إلى أن العمليات الأخيرة، كانت نوعية، إذ تزامنت ما بين الحدود والداخل الأردني لملاحقة العصابات أينما وجدت، “هذا أمر لم يكن لولا التعامل الأمني المميز بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتغيير قواعد الاشتباك”.

وعن إطلاق النار من الداخل، أشار إلى أنه “عمل جبان”، حيث بينما يشتبك جندي حرس الحدود مع التهديد من خارج الحدود، يتفاجأ بإطلاق رصاص من الخلف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى