اغتيال العاروري “عصفوران بحجر”.. إسرائيل: هل وصلت الرسالة لـ “حزب الله”؟

> «الأيام» القدس العربي:

> إذا كان هناك إحساس بجمود صورة وضع القتال في الساحة المركزية في غزة وفي لبنان بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب، فقد انتهى مساء أمس، عند تصفية مسؤول حماس الكبير صالح العاروري ومسؤولين كبار آخرين في منظمة الإرهاب. لكن السؤال المركزي لا يعنى بتداعيات التصفية المنسوبة لإسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، لكنه سيرسم الخط بشكل واضح: بعد 89 يوماً من حرب ذات مزايا متعددة الساحات، بدأت بهجوم إرهابي من حماس في 7 أكتوبر وجرت في مناورة برية للجيش الإسرائيلي في غزة، فمن المتوقع الآن تغيير جوهري في تطور الحرب، حيث ستكون المعركة مع “حزب الله” ستكون جبهة مركزية لإسرائيل.

يبدو أن هذه المسألة متعلقة أساساً برد “حزب الله” – هل، كيف، وبأي شدة سيرد بالنار نحو إسرائيل. إن من اتخذ القرار بتصفية المسؤولين على أراضي لبنان، ربما وضع اعتباراً لتصعيد دراماتيكي في الحرب مع “حزب الله”. وذلك، حين تقف إسرائيل أمام مفترق قرار في ضوء استمرار القتال في الجبهة الشمالية بالتوازي مع مناورة برية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، هل ستأخذ مبادرة هجومية في محاولة لكسر ما يبدو كطريق مسدود؟ بمعنى، حتى لو لم يتطور وضع حتى الآن إلى حرب كاملة في الساحة الشمالية، فإنه ثبت كحقيقة شللاً تاماً للمجال المدني في البلدات والمجالس الإقليمية المجاورة للحدود.

في أيام عادية ليست أيام حرب، معقول الافتراض بأن تصفية شخصية رفيعة المستوى كالعاروري كان ذا معنى عملياتي بالنسبة لإسرائيل حتى في كل ما يتعلق بالإرهاب في الضفة. فضلاً عن حساب طويل جداً لإسرائيل مع العاروري ومسؤولين آخرين ذوي أهمية لقدرة حماس العسكرية في الضفة وغزة على حد سواء، فإن العاروري كرئيس الذراع العسكري لحماس في الضفة ذو أهمية خاصة.

عرف العاروري كيف يربط جيداً بين معرفته الطويلة للضفة وإسرائيل وبين خلق ارتباطات مع قيادة الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”؛ لتوثيق التعاون، مرة في بناء مشترك لفرع حماس في لبنان الذي عمل تحت رعاية كاملة وتعاون مع “حزب الله” في السنوات الأخيرة، ومرة أخرى وهي الأهم، في تمكين صلات مشتركة بين إيران و“حزب الله” وحماس حيال عدو مشترك هو إسرائيل. هكذا استوعب “حزب الله” وإيران في السنوات الأخيرة الفضائل التي يمكنهما أن يستخلصاها من توحيد الساحات تجاه إسرائيل، بما في ذلك تعظيم دعم منظمات الإرهاب الفلسطينية، وعلى رأسها بالطبع حماس – رغم كونها منظمة إخوان مسلمين سُنية.

مقابل العملية العسكرية المرتقبة في قطاع غزة وخوض معركة دفاع تجاه “حزب الله” التي كانت عنصر المبادرة الهجومية فيها محدودة حتى هذه المرحلة كي لا يكون الانجرار إلى حرب في لبنان، يبدو هذه المرة أن هناك من يطلق إشارة مباشرة لـ “حزب الله” ولدولة لبنان بأن مرحلة ضبط النفس في لبنان انتهت. وذلك في ضوء الوضع الذي اختار فيه “حزب الله” الانضمام إلى الحرب، حتى وإن بشكل محدود نسبياً وليس باستخدام نار كاملة – شلت هجماته طبيعة الحياة الاعتيادية في منطقة الحدود الشمالية بشكل مطلق.

لقد قصدت التصفية في لبنان قيادة حماس، لكن الرسالة موجهة لـ “حزب الله” ودولة لبنان، وبشكل غير مباشر ربما أيضاً لدول وقوى عظمى أخرى، بحيث تمارس ضغطاً مباشراً على حكومة لبنان (أو ما تبقى منها)، في محاولة قد تكون الأخيرة لكبح “حزب الله” من دهورة لبنان الذي يعيش على أي حال حالة فوضى سلطوية واقتصادية، إلى الحرب.

تفضل إسرائيل الآن إمكانية تسوية سياسية في الحدود الشمالية لوقف النار وإبعاد “حزب الله” عن الحدود، في اتفاق يتطلب تنازلات إسرائيلية أيضاً. مع ذلك، بعد التصفية المنسوبة لإسرائيل، تعود الكرة الآن إلى جانب “حزب الله” – كيف وهل سيرد وهل نحن في الطريق إلى تصعيد إضافي في الحدود الشمالية؟ والأيام القادمة ستحدد غالباً ما سيأتي.

 تل ليف رام

معاريف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى