الصحة الإنجابية تسهم في تحسين حياة المرأة الحامل والأسرة عامة

> تقرير/ فردوس العلمي

> د. إقبال علي شائف لـ "الأيام": متابعة حمل الأم تسعة أشهر يساعد على حماية صحة الأم والجنين

> ديننا الإسلامي حثنا على الاهتمام بصحة الأم الحامل وبصحة الطفل وحقه في التغذية المناسبة والطبيعية من حيث المباعدة بين الأحمال للأم وأعطى الطفل الحق في الحصول على الرعاية و الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حفاظًا على حق الطفل في التغذية الصحيحة التي تساعد على بناء جسده بناءً قويًّا و صحيًا يقول الله تعالى في سورة البقرة - الآية 233 {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ "من هنا جاءت أهمية الصحة الإنجابية لاستكمال ما بدأ به ديننا الإسلامي.

"الأيام" تلتقي بمدير عام الصحة الإنجابية بوزارة الصحة العامة والسكان، محافظة عدن د. إقبال علي شائف، لتوضح لنا ما هو مفهوم الصحة الإنجابية وأهميته للمرأة الحامل والأسرة عمومًا والمشاكل والمعوقات؟
د. إقبال علي شائف
د. إقبال علي شائف


الصحة الإنجابية جزء من الصحة العامة

تقول د. إقبال "الصحة الإنجابية تضم السلامة البدنية والنفسية، بالإضافة إلى الحياة الجنسية للمرأة والرجل وهي جزء أساسي من الصحة العامة تعكس الحالة الصحية للرجل والمرأة معا في سن الإنجاب كما تهتم أيضًا بالشباب والمراهقين لتجنيبهم العادات والسلوكيات الضارة ونشر الوعي والمعلومات الصحية الصحيحة لتهيئتهم للمستقبل ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه صحتهم والأسرة التي سوف تتشكل ".

وأوضحت "الاهتمام بصحة الأم الحامل فترة الحمل ومتابعتها من أول الشهر إلى أن يتم الوضع يساعد على حماية صحة الأم والجنين معًا، حيث يتم متابعة نسبة الدَّم للأم الحامل وحالة التغذية لها وأيضا الأمراض المصاحبة لفترة الحمل إن وجدت وعلاجها حتى لا تؤثر سلبًا على حياة الأم والجنين معا ".

وقالت "بلغ إجمالي عدد المركز الصحية في جميع المحافظات 4923 (أربع ألف وتسعمائة وثلاث وعشرون مركزًا صحيًا) 60 منهم مركز طوارئ توليدي شامل و144 مركز طوارئ توليدي أساسي الباقي من المرافق تقدم خِدْمَات صحية أخرى ومنها تنظيم الأسرة وتقديم المشورة في المرافق الصحية والمجمعات ".

أثناء النزول الميداني
أثناء النزول الميداني
وقالت "المشورة والتوعية والرعاية في فتره الحمل للأم تعطي الزوج والزوجة الفرصة في اتخاذ قرار الوقت المناسب للحمل وتوضح أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم وللمولود".

وتؤكد بأن الصحة الإنجابية ليست تحديدًا للنسل أو وقف الخلفة بل إعطاء فرصة للأم الحامل أن تعتني بالمولد ".

وعن الخِدْمَات المقدمة قالت "تشمل الصحة الإنجابية رعاية الحوامل، والطوارئ التوليدية، وتنظيم الأسرة، والمشورة، ونشر الوعي ".

الصحة الإنجابية تخص كل الأسرة

وتواصل د. إقبال حديثها قائلة "الصحة الإنجابية لا تخص النساء فقط بل تخص الأسرة بشكل كامل وتهتم بالحياة الجنسية لكليهما للزوج والزوجة وتعطيهما حرية القرار في اتخاذ الوقت المناسب للإنجاب والعدد المناسب للأطفال الذين يرغبون في إنجابهم، كما تهتم بالصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية لكليهما وليس فقط الخلو من الأمراض"

وعن الإحصائيات قالت "لدينا إحصائيات يتم رفعها من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى من المراكز إلى المديريات ومن ثم إلى المحافظة ويتم إدخالها في نظام المعلومات للمركزي في الوزارة وتشمل نظام المعلومات اللوجستي والنظام المعلومات الإحصائية وتسعى الوزارة إلى الاهتمام بنظام المعلومات وتعمل على تحسينه بشكل مستمر".

توضح "يتم المسح ديموغرافي للأم والطفل لمعرفة معدل عدد الوَفِيَّات ففي عام 1997م كان معدل الوَفِيَّات لكل 100.000ولادة حية 351 حالة وفاة وفي عام 2002م 365 حالة وفاة وفي 2013 م بلغ إجمال عدد الوَفِيَّات 148حالة".

وقالت "تقديرات الأمم المتحدة للبنك الدولي لعام 2020م تشير إلى أن عدد الوَفِيَّات بلغ 183 حالة وفاة وحاليا للأسف لا توجد أي إحصائيات جديدة ".

وتوكد د. إقبال على أهمية الإحصائيات في اتخاذ القرار لتحسين جودة الخدمَات على مستوى المرافق الصحية لمعرفة عدد المستفيدات ونوع الخدمات لتحديد الاحتياج وتحسين جودتها من خلال المعلومات التي ترفع من الأدنى".

أشارت د. أقبال "إلى أن الهدف المنشود للتنمية المستدامة لعام 2030م، هو ظمان تمتع الجميع بالحياة الصحية والرفاهية لكل الفئات وكل الأعمار وخفض حالات الإصابات وأن يقل عدد وَفِيَّات المرأة الحامل عند الولادة إلى أقل من70 حالة".

مشاكل تواجه المرأة الحامل

توضح د. إقبال المشاكل بأن الأم الحامل تعاني عددا من المشاكل أثناء الحمل إذا لم تهتم بالخدمات الصحية الإنجابية وأهم هذه المشاكل فقر الدَّم ويجب على المرأة أن تتجه إلى أقرب مرفق صحي قريب توجد فيه خدمات الصحة الإنجابية لقياس نسبة الدَّم، وقياس الضغط، ومتابعة وزنها ومتابعة الحمل وذلك لاتخاذ الوقاية، مثال على ذلك: أخذ علاج الحديد لمنع فقر الدَّم الذي يعد المشكلة الأساسية التي تواجه الحوامل لأن فقر الدَّم يؤدي إلى النزيف أثناء الولادة إذا لم يعالج، إضافة إلى قياس منتصف الدراع للأم الحامل لمعرفة حالتها الغذائية وإعطائها العلاج المناسب ويجب أن تأخذه طول فترة الحمل وكذا الاهتمام بنوعية الأكل، إضافة إلى الاهتمام بالجهاز التناسلي والجهاز البولي حيث إن المرأة الحامل هي أكثر عرضة للالتهابات وذلك يؤثر على صحه الأم وصحة الطفل وبعض الالتهابات الشديدة قد تؤدي إلى الولادة المبكرة وهذا ينجم عنه الكثير من المضاعفات التي تؤثر على الأم وعلى الطفل، كما يجب على المرأة الحامل أن تتابع الحمل إلى أن يتم وضع الجنين نهاية فترة الحامل"

التحديات والمعوقات

تقول د. إقبال عن التحديات بأن قلة الوعي بأهمية الصحة الإنجابية وأهمية المباعدة ما بين الأحمال ومنع النساء من أخذ وسائل منع الحمل خاصة في مناطق الشِّمالية، يؤدي إلى الأحمال للمرأة وهذا أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى وَفِيَّات الأمهات ووَفِيَّات المواليد، والزواج المبكر للفتيات من عمر 15 سنة أو أقل من 20 سنة يعرض الفتاة للكثير من المخاطر، حيث أن جسم الفتاة ما زال لم ينضج و جهازها التناسلي لم يكتمل نضجه بعد ليستطيع أن يحمل الطفل ويؤدي هذا إلى كثير من المضاعفات منها وَفِيَّات وحدوث الكثير من المضاعفات أثناء الولادة من هذه المضاعفات الناسور الولادي وغيرها من المشاكل، إضافة إلى الولادة المبكرة التي ينتج عنها الأطفال الخدج أو الأطفال ناقصي الوزن وهي من أكثر و أهم الأسباب لحدوث وَفِيَّات المواليد إلى جانب عدم الاهتمام بالفحص قبل الزواج وخاصة زواج الأقارب مما يؤدي إلى زيادة حصول الأمراض الوراثية بالذات ومن أهمها أمراض تكسرات الدم وغيرها، كما يعد نقص الكادر الصحي المؤهل إحدى المعوقات حيث لا يوجد توظيفات جديدة ومعظم الكادر الموجود قد قارب ووصل البعض إلى سن نهاية الخدمة فعدم وجود الإحلال أو التوظيف يؤدي إلى نقص في عدد الكادر الذي يقدم الخِدْمَات وكذلك نقص الكفاءات، إضافة إلى تسرب الموظفين أو الكادر المؤهل من الريف إلى المدن لتحسين مستواهم المعيشي ".

طرق تحسين الصحة الإنجابية

توضح د. إقبال بأن من الطرق الفعالة لتحسين خدمات الصحة العامة والصحة الإنجابية وتخفيض معدل الوَفِيَّات هو توفير الكادر المؤهل في جميع المحافظات خاصة في المناطق النائية والبعيدة لتقديم خِدْمَات الطوارئ التوليدية والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتقديم الخِدْمَات لحديثي الولادة بالشكل المطلوب بجودة عالية.

وأيضا التشجيع على متابعة الأم الحامل طول فترة حملها للاطمئنان على صحتها وعلى صحة الطفل، وأن تتم الولادة بالشكل السليم الآمن وهذه المتابعة تؤدي إلى اكتشاف بعض الأمراض المصاحبة مثل الضغط والسكر وعلاجها بشكل صحيح حتى تتجنب الأم الحامل والوليد المضاعفات التي قد تحصل نتيجة هذه الأمراض وعدم العناية أو الاهتمام بعلاجها أثناء فترة الحمل".

أسباب الوَفِيَّات الأمهات الأجنة

يد تم صناعتها من قبل القابلة للتعلم على عمل مانع الحمل امبلانون
يد تم صناعتها من قبل القابلة للتعلم على عمل مانع الحمل امبلانون

تعدد د. إقبال أسباب وفيات الأجنة قائلة: "هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى موت الجنين في بطن الأم منها التفاف الحبل السري حول عنق الطفل والذي يؤدي إلى الاختناق ونقص السائل الأمنيوسي حول الجنين ولا يعرف سبب هذا النقص مِمَ يؤدي إلى عرقلة أو عدم قدرة الطفل على الحركة بشكل طبيعي في فترة الحمل وبالتالي حدوث العديد من التشوهات نتيجة ذلك، إضافة إلى بعض الأمراض أو المشكلات التي قد تكون موجودة في المشيمة أو الحبل السري وأيضا إصابة الأم أثناء الحمل بالعدوى الفيروسية مما تؤدي إلى وفاة الطفل أو حدوث العديد من التشوهات مثل فيروس الحصبة الألمانية".

وتضيف "هناك أسباب أخرى تؤدي إلى وَفِيَّات أثناء الولادة نتيجة تعسر الولادة مما يؤدي إلى اختناق الطفل وحدوث وفاة أو إعاقة دائمة يعاني منها الطفل أيضا الولادة المبكرة أو مشكلات قد تحدث للحامل تؤدي إلى ولادة لطفل الخديج أو أطفال ناقصين الوزن مما يكونوا أكثر عرضة للوفاة أيضا وحصول الالتهابات والإنتان بعد الولادة والذي قد يؤدي إلى الوفاة أثناء الولادة، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية أو حدوث الكزاز للأطفال نتيجة للعادات السيئة التي تتم في بعض المناطق من خلال التعامل الغير صحيح بالنسبة للسرر (سرر الطفل) مثلا في بعض المناطق استخدام الكحل الغير النقي الذي فيه مادة الرَّصاص ووضعها على السرر والكثير من العادات التي قد تؤدي إلى حدوث أو إصابة الطفل الوليد بالكزاز ومن ثم تؤدي إلى الوفاة".

وعن الأسباب التي قد تؤدي لوفاة الأم قالت "أهم الأسباب النزيف نتيجة لفقر الدَّم الذي لا يتم علاجه بشكل صحيح أثناء الحمل والعدوى للأم بعد الولادة مباشرة والإسقاط وعدم التعامل معه بالشكل الصحيح وعدم تلقي خدمة بعد الإسقاط في المرافق الصحية أيضا الأمراض المصاحبة التي قد تحدث للأم مثل تسمم الحمل نتيجة لارتفاع ضغط الدَّم بعد الشهر الخامس وعدم متابعه الأم الرعاية الصحية أثناء الحمل فذلك يؤدي إلى التسمم الحملي وحدوث مرض الارتعاد (التشنجات) مما يؤدي إلى وفاة الأم".

نصائح للأم الحامل

وعن أهمية الصحة الإنجابية تنصح د. إقبال بضرورة نشر الوعي عبر شبكات التواصل الاجتماعية والصحف بأن تأخذ الأم والأب حقهم في اتخاذ قرار متى يجب أن يتم الإنجاب؟ وعدد الأطفال؟ وأن يتم المباعدة ما بين الطفل وآخر حتى تستطيع الأم أن تهتم بصحتها بعد الوالدة وأن يستعيد جسمها صحته بشكل كامل قبل أن يتم الحمل الآخر، أيضا أن يكون هناك اهتمام ونشر للوعى وتجنب الزواج المبكر للفتيات حتى يصبح جسدهن ناضج وقابل لتحمل عبئ الحمل والولادة والوعي بين الشباب اليافعين بأهمية الصحة الإنجابية والحفاظ على صحتهم والابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين وكل الأنشطة التي قد تؤدي إلى الضعف الجسماني، وأيضا نشر الوعي بأهمية الصحة الإنجابية وتجنب الأمراض المنقولة جنسيًا لابد انه يتم توعيتهم بشكل كامل على أن يبدأ هذا الوعي من المدارس أيضا خاصة لدى الفتيات في الصفوف الدراسة الأولية من تاسع إلى الصفوف الثانوية حيث يتم تهية الفتيات إلى أن يصبحن أمهات يستطعنّ أن يحافظن على صحتهن أثناء الحمل أو أن ينقلنّ أيضأ رسالة إلى أسرهن، فالفتاة المتعلمة تستطيع من خلال إعطائهن بعض المعلومات والثقافة الصحيحة والمعلومات الصحيحة العلمية أن تنقلها إلى المجتمع وتوعية النساء بأهمية المباعدة بين الأحمال لتستعيد الأم صحتها وتستطيع الاهتمام بالمولود وبصحته وإعطائه الرضاعة الطبيعية الخالصة لأول ستة أشهر ومن ثم إدخال الأطعمة المناسب من بعد الشهر السادس مع الرضاعة الطبيعية حولين كاملين وهو ما ذكر في القرآن، إضافة أن فائدة الرضاعة مهمة جدا فهي مانع طبيعي للحامل وبعده يمكن أن تحمل مرة أخرى ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى