​إنقاذ الجنوب بالحكم الذاتي مرحليًا وحمايته بالدفاع والمقاومة

>
​كل الخيارات مشروعة وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة لنيل الحقوق، ولعل أهمها وأفضلها لشعب الجنوب هو طريق وخيار الكفاح السلمي وإن لم يخلُ من التضحيات، كطريق آمن وتكلفته أقل يمكن احتمالها في كل الظروف، وقد كان هذا الخيار هو السائد الذي تبناه الحراك السلمي الجنوبي قبل حرب عام 2015م العدوانية، وهو ذات الموقف الذي يتبناه اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي (ماج) حتى الآن.

غير أن الأوضاع قد تحركت باتجاهات مغايرة لإرادة شعبنا وخياره السلمي النبيل، وهو ما يدفع تلك القوى والأطراف للتمادي في خططها ومؤامراتها الهادفة لخنقه ومحاصرته بكل الوسائل الدنيئة، حتى جعلته يعيش حالة من البؤس والفقر والحرمان وانعدام الخدمات بأنواعها، آملًا منها بإيصاله إلى حالة من الفوضى المفتوحة على كل الاحتمالات والخيارات المدمرة لحاضره ومستقبله، وعلى طريقة (علي وعلى أعدائي)، لتتمكن هي من استثمار كل ذلك لصالح تمرير مشاريعها السياسية، التي تستهدف مشروعه الوطني ومنعه من استعادة دولته وحريته وسيادته، وبدرجة رئيسية تستهدف السيطرة على ثرواته، وهي التي تقف أساسًا خلف كل تلك المشاريع المعادية ومطامعها غير المشروعة بثرواته.

ونحن هنا لا ندعو لممارسة العنف لمجرد إلحاق الأذى بأعداء الجنوب، بل ندعو وبوضوح لمغادرة حالة الانتظار القاتلة لخيار شعبنا الوطني، والإقدام على خطوات إنقاذية تخلّصه من حالته المؤلمة القائمة، وجعل حالة الدفاع والمقاومة ضد كل من يقف ضد إرادة شعبنا خيارًا وطنيًا ثابتًا لا رجعة عنه، وهي الخطوات والتدابير التي سبق لنا بالدعوة لها مرارًا، بالنظر للتدهور المستمر الذي لا أفق لتوقفه قريبًا، (فالشراكة) الجنوبية مع (الشرعية) أثبتت التجربة عجزها وفشلها في إحداث أي تغيير جوهري في سلوك ومواقف هذه (الشرعية) من قضية شعبنا، وهي التي لم تجد لها مكانًا يحافظ على بقاء شرعيتها المعترف بها دوليًا غير الجنوب، الذي منحها أرضًا تتحرك منها وعنوانًا مؤقتًا لوجودها، ومع ذلك مازالت ماضية في مخططها الذي بات معروفًا للجميع وملموسًا وبالتجربة العملية المريرة والقاسية.

لذلك ولغيره فإننا ندعو مجددًا ودون تردد إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير والخطوات اللازمة، لتمكين الجنوب من حكم ذاته بذاته والسيطرة على كافة موارده، وهي مهمة وطنية جنوبية عامة، وتقع على عاتق الجميع وفي المقدمة على المجلس الانتقالي الجنوبي (ماج)، وهو المعني بإيجاد الآلية الوطنية المناسبة لتحقيق هذا الهدف، وبما يعزز ويمكن الجنوب من سلطته على مختلف مناحي الحياة، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا، ولفترة انتقالية تمتد حتى الانتهاء من العملية السياسية وما ستؤول إليه من نتائج، وعلى ضوء ذلك تتحدد الخطوات التالية المطلوب اتخاذها لمصلحة شعبنا وقضيته ومستقبله، وبغير ذلك فلا أمل يلوح في الأفق لإنقاذ شعبنا مما هو فيه، وقد يدفع الجنوب ثمنًا باهظًا في الغد إن بقي في حالة انتظار المجهول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى