"الأيام" تلتقي عددا من المزارعين...قهوة البن تصارع لتبقى سيدة النكهات

> عدن «الأيام» محمد رائد محمد

> تزايد كافيهات القهوة بعدن.. هل يشجع المزارعين على رفع وتحسين الإنتاج؟
مزارعون: الجفاف وعدم وجود أنظمة ري يعرض المحصول للتلف

> يقول عبدالرب محمد ناجي والمكنى بأبي مروان السعيدي "إن البُـن عبارة عن موروث يافعي لا يُـقاس بزمان معين لأن الأبناء يتوارثه عن الآباء وعن الأجداد جيلا بعد جيل".   
عبدالرب محمد ناجي
عبدالرب محمد ناجي


وحول تراجع زراعة البن في محافظة تعز أشار عبدالهادي المُـليكي رئيس جمعية الذهب الأحمر التنموية التعاونية الزراعية للبن والعسل إلى أن 50 % من المزارعين لا يعرفون المعلومات الصحيحة للبن، ولا الطرق المثالية لجنيه، ولا تجفيف ثماره، ولا عملية تخزين المنتج، وبالتالي فإن هذا ينعكس سلبًا على جودة البُـن اليمني، وعلى المزارعين كذلك لعدم حصولهم على أسعار منافسة تشجعهم على الاستمرار في زراعة البن.  
عبدالهادي المُـليكي
عبدالهادي المُـليكي


وأضاف المليكي أن البن اليمني بحاجة إلى التكاتف والجهود كونه رمز تاريخي للبلاد، وأن يحظى المزارع اليمني للبن بمحور الاهتمام من الحكومة بأقسى ما يمكن.

وأشار صالح علوي جبران -من يهر في مديرية يافع بمحافظة لحج- إلى أن الحكومة لا تشجع زراعة البن اليافعي، بالرغم من أنه ذات جودة عالية، مضيفًا أن الحقول تعاني من الجفاف، حيث يضطر المزارعون إلى استقدام صهاريج الماء لري مزارعهم بمبالغ باهظة تتراوح ما بين الـ 400 ألف ريال إلى المليون ريال بسبب المرتفعات ووعورة الأماكن وفي المقابل، لا يوجد عائد نقدي يستفيد منه المزارعون.  
صالح علوي جبران
صالح علوي جبران


ولفت عبدالله محمد حسن السعيدي من مديرية الحصين في محافظة الضالع إلى أن أهم المعوقات التي يُـعاني منها الفلاحون هناك هي الجفاف بالدرجة الأولى، بينما تتركز المشكلة الثانية بالهجرة، وهم الذين هاجروا من القرى إلى المدن، ومن ثم إلى دول الخليج العربي، والمعضلة الثالثة استبدال شجرة البن بشجرة القات وهذه تعتبر من أبرز العوامل التي أدت إلى القضاء على شجرة البن.  
عبدالله محمد السعيدي
عبدالله محمد السعيدي


وتابع السعيدي أن الجيل الجديد ليست لديه ثقافة بنبتة البن لأن هذه ثقافة، وكانت المصدر الرئيس لليمن من حيث التصدير والانتاج مثل ما يشكله النفط للعديد من الدول في الوقت الراهن.

وطالب وزارة الزراعة والري بالاهتمام، وإنشاء جمعيات تُـعنى بشجرة البن اليمني، وإنشاء هيئة متخصصة بالوزارة تتبنى عملية زراعة البن، وقال "نريد من المهندسين النزول إلى المزارع لفحص التربة وبعض عينات البن في مناطق زراعته".

وشرح عبدالكريم قاسم محمود الحمادي رئيس جمعية بني سنان التعاونية الزراعية أن البن الحمادي يتميز بنكهة (الشوكولاتة) وارتفاع نسبة السكريات وانخفاض الحموضة، مشيراً إلى أن الجمعية شاركت في عدد من المعارض بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، إثيوبيا، وحازت الجمعية على أفضل بن في العالم بدرجة التخصص وصلت إلى 98 % عالميًا.  
عبدالكريم قاسم محمود
عبدالكريم قاسم محمود


وأكمل أنه وفي العام 2018م أطلقت الجمعية مشروع إعادة زراعة شجرة البن في محافظة تعز، وهو مشروع استراتيجي لما يمثله من أهمية اقتصادية للبلاد ويدر دخل من العملة الصعبة لبلادنا، وتم إطلاق على هذا المشروع تسمية (العودة إلى موكا)، علمًا بأن إجمالي ما تمت زراعته من العام 2019م وحتى اليوم بلغ (450) ألف شتلة بن موزعة على مديريات محافظة تعز وهي:- الشمايتين، والمعافر، وجبل حبشي، والمواسط، بالإضافة إلى أطراف محافظة لحج في القبيطة، والمقاطرة، مناشدًا وزير الزراعة والري اللواء سالم عبدالله السقطري دعم هذه المبادرة حتى يصل الرقم إلى مليون شجرة بن بإذن الله تعالى.

وأفاد المزارع زيد عبدالله صلاح السعدي بأن زراعة شجرة البن تصلح في المناطق الدافئة التي تقل فيها نسبة هبوب الرياح، وأن الماء هو غذاء البن وبالذات في بداية بذرته، ومدة زراعته في العام مرة واحدة.  
زيد عبدالله صلاح السعدي
زيد عبدالله صلاح السعدي


من جانبه قال المدير التنفيذي لنادي البن اليمني وليد الحميري "قمنا بتنفيذ العديد من المشاريع المتعلقة بتنمية زراعة البن، ووزعنا شتلات للمزارعين، ونظمنا 3 مهرجانات عامة في محافظة تعز لها علاقة بإعادة تراث البن، ونفذنا عدة دراسات وأبحاث علمية تُـعنى بتنمية زراعة البن، وخلال المرحلة القادمة تنموية تقدم للمزارعين حلول ودعم زراعي بهدف تطوير زراعة شجرة البن".   
وليد الحميري
وليد الحميري


إلى ذلك أكدت حنين رمزي اليوسفي المدير التنفيذي لمنظمة "جودن" للتنمية والسلام، أن منظمتها تهتم بجانب (التمكين الاقتصادي الزراعي) وتدعم المزارعين، وتعتني بزراعة البن، وقامت بتشجيع المزارعين على قلع شجرة القات واستبدالها بشجرة البن، مضيفةً أن المنظمة تعمل على الحفاظ للنظام البيئي والتكيُّـف مع التغيرات المناخية بما يحقق تنمية زراعية واقتصادية مستدامة.  
حنين رمزي اليوسفي
حنين رمزي اليوسفي


وبيَّـن الأخ أحمد علي عبدالرحمن سعيد رئيس جمعية الأودية الزراعية التنموية متعددة الأغراض في مديرية الشعيب بمحافظة الضالع بأن جمعيته تهتم بهذه الشجرة بهدف استعراض التراث العريق بالنسبة للأجداد في مجال البن والذي يمتد على مر عقود من الزمن، مردفاً بأن الجمعية تعتني بمعظم الأدوات التي كان يستخدمها الأجداد في الماضي، وهذا دليل على وجود أشجار البن منذ زمن بعيد.  
أحمد علي عبدالرحمن
أحمد علي عبدالرحمن


مستطردًا بأن زراعة شجرة البن في منطقة الأودية بالشعيب تمتد من 200 إلى 300 عام وأكثر وعلى ذلك فإنها تعد معمرة، وكثير من الناس يستغربون من أشجار البن القديمة ذات الارتفاع الكبير والتي ما زالت موجودة إلى اليوم، موضحًا أن نوعية البن في هذه المنطقة تمتاز بجودة عالية وتعتبر المنطقة الوحيدة التي تزرع البن بكميات كبيرة.

وحول أبرز المشكلات التي يعاني منها مزارع البن أوضح رئيس جمعية الأودية الزراعية التنموية متعددة الأغراض أن شحة المياه والجفاف الذي يضرب الأراضي الزراعية تعتبر أحد أهم الأسباب، لافتاً إلى أنهم يعتمدون على الأمطار الموسمية، وكذا على مياه الآبار، وبعضها لا تتوفر فيها مضخات لاستخراج المياه منها نحو أشجار البن، مطالباً كل من له صلة بالزراعة وتحديداً وزارة الزراعة والري دعم الجمعية من أجل بقاء هذا الموروث العريق لأشجار البن.

وبالنسبة لما يحصل لشجرة البن من تلف لها وما يؤدي إلى خسارة المحصول فقد تناول الأخ جعفر علي حسين علي هذا الجانب قائلاً "إن الجفاف منذ أن ضرب المحصول في العام 2007م بات هو العامل الرئيس لتلف الشجرة، والسبب الذي يعتبره جعفر مهم هي الأمراض المتفاوتة والتي تبدو على منتج البن وهي أمراض حديثة لا يُـلم بها المزارعون ولا يعرفون طرقًا لعلاجها فهي ليست مألوفة لدى المزارعين، فتصيب الشجرة تحديدًا عندما تكون في حالة عطش مما يدفع ذلك إلى موتها"، مستطردًا أن أكبر طول لشجرة البن ستة أمتار.

ولأن البن هوية وثقافة فهي كذلك فن بحسب ما قالته الرسامة نادية يحيى أحمد المفلحي والتي لها لوحات تجسد علاقة الإنسان بالقهوة ورسوماتها تنبع من أن الفن رسالة -حسب قولها- مضيفةً أنه يجب أن يرتبط بأحداث المجتمع وفكره وثقافته.  
نادية يحيى المفلحي
نادية يحيى المفلحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى