"حماس" تعلن وفاة أحد الرهائن الإسرائيليين والمفاوضات متعثرة

> «الأيام» وكالات:

> أعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان اليوم السبت، أن أحد الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة ويدعى بيجف بوخطاف (34 عاماً) توفي جراء "نقص الدواء والغذاء". وأضاف البيان "حذرنا سابقاً من أن أسرى العدو يعانون ذات الظروف التي يعانيها شعبنا من الجوع والحرمان ونقص الغذاء".

مواقف متباعدة

في موازاة ذلك، أعلن قيادي في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية السبت أن المواقف "متباعدة جداً" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، متهماً إسرائيل بتعمد "تعطيلها ونسفها".
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة على أنه ضعف". وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، وإدخال المساعدات بلا قيود.

غوتيريش في رفح

من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم السبت إن "الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوساً لا ينتهي"، فيما تقترب الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" من شهرها السادس.

وأضاف غوتيريش أثناء زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية "حاملاً أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث" في غزة، حيث "هدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل مجاعة تحاصر السكان".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن توقف شاحنات الإغاثة المحتجزة على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة حيث يعاني السكان الجوع في صف طويل تصرف مثير للغضب.

وأضاف غوتيريش أن الوقت حان كي تقدم إسرائيل "التزاماً صارماً" بإدخال السلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة من دون قيود، مضيفاً أن "الخيار في غزة واضح: إما زيادة المساعدات أو المجاعة".

وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع مصر "لتسهيل" تدفق المساعدات إلى غزة، ودعا أيضاً إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنه يوجد توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح بجنوب غزة سيتسبب في كارثة إنسانية.

وإثر تصريحات غوتيريش ودعوته لوقف إطلاق النار، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية لإسرائيل". وقال على منصة "إكس"، "في ظل قيادته، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه".

حصيلة القتلى

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة اليوم السبت إن خمسة من المصابين الفلسطينيين توفوا في مستشفى الشفاء الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.

وأضافت الوزارة أن المستشفى محاصر لليوم السادس على التوالي من دون مياه أو غذاء أو خدمات صحية.

وقالت الوزارة إن حصيلة الضحايا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ارتفعت إلى 32142 قتيلاً و74412 جريحاً. وأضافت في بيان أن 72 قتيلاً و114 جريحاً وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة حتى صباح اليوم، مشيرة إلى أن كثيراً من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو على الطرق ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

استهداف منزل

ميدانياً، استمر القصف المدفعي والغارات في حصد مزيد من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية، مما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى مدن الجنوب التي لم تسلم من القصف.

وأفاد الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" اليوم بأن الجيش الإسرائيلي "شن أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس".

وقالت وزارة الصحة إن أربعة أطفال وجدتهم قتلوا وأصيب 14 بجروح عندما استهدف صاروخ منزل عائلة كوارع في حي السلام شمال رفح. وفي الصباح شوهد عشرات الشباب والرجال يعملون بأيديهم ومعدات يدوية بسيطة لرفع الأنقاض.

وقال فوزي كوارع (58 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية "قصفوا البيت الثانية فجراً، كل الدار مدمرة والنار اندلعت فيها. خرجنا نحن وأهل الحي نبحث تحت الركام عن القتلى والأطفال. أخرجناهم ثم وصلت سيارات الإسعاف ونقلت المصابين للمستشفى الأوروبي".

وقال أحمد كوارع (44 سنة) الذي يسكن في منزل مجاور "سمعنا صوت انفجار قوياً. امتلأ المكان بالدخان والغبار فيما كانت الشظايا تتطاير مع الحجارة... يكذبون، لا يوجد هنا أي مقاومة، الاحتلال يريد تدمير كل شيء للانتقام والتشفي من المدنيين الغلابة". وأضاف تعليقاً على رفض مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن الدولي "لو أخذ المجلس قراراً بوقف الحرب، لن تعيره إسرائيل أي اهتمام. إسرائيل صارت أكبر دولة إرهاب وإبادة وهي فوق القانون لأن أميركا تدعمها".

مجمع الشفاء

وفي الشمال، طاول القصف كذلك شمال غربي مدينة غزة، حيث قالت وزارة الصحة إن 10 أشخاص قتلوا لدى استهدف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، إذ قال إنه "قضى على أكثر من 170" مسلحاً واستجوب أكثر من "800 مشتبه فيه" وعثر على أسلحة.

وقال الإعلام الحكومي إن "جيش الاحتلال يواصل محاصرة واقتحام مجمع الشفاء الطبي ويقصف ويحرق مباني عدة فيه، ويحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم ويعتقل عشرات من الكوادر الطبية".

واتهم الجيش بنسف عدد كبير من المباني السكنية بالمتفجرات في محيط المستشفى ولا سيما في حي الرمال وبلدة بني سهيلة. ونقل عن شهود عيان فإن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية" حول المستشفى.

لكن الجيش أكد أنه يتجنب "إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية".

وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 سنة ويطلب من النساء والأطفال النزوح إلى المواصي بخان يونس".

وشوهد أعداد من النازحين يتجهون إلى وسط مدينة غزة، فيما العشرات يسيرون على الطريق الساحلي باتجاه الجنوب.

لا توجد منطقة آمنة

وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن عشرات الدبابات توغلت باكراً في منطقة المواصي شمال غربي خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها "تطلق النار والقذائف"، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.

وأضافوا أن "قذائف سقطت إلى جانب مخيم للنازحين في المواصي" وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما "اضطر مئات النازحين إلى الهرب نحو رفح مشياً على الأقدام".

وقال محمود الأسطل (35 سنة) ويسكن في بلدة القرارة غرب خان يونس "سمعت صوت إطلاق نار، خرجت من البيت وفوجئت بعدد كبير من الدبابات تتقدم نحو القرارة والمواصي... كانوا يطلقون النار وقذائف". وأضاف "كل الناس هربوا إلى المواصي ورفح، لا توجد منطقة آمنة... هذه مصيدة لقتل الناس وتهجيرهم".

وقال شهود عيان إن "جرافات عسكرية تجرف عدداً من الخيام والمباني بأطراف منطقة المواصي".

وإلى الدمار شبه الشامل وانقطاع الماء والكهرباء والوقود يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهي أول مرة يصنف فيها شعب على هذا النحو، وفق وكالات متخصصة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت "إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية التي تسبب فيها عدوان الاحتلال على القطاع".

وأحكمت إسرائيل بعيد اندلاع الحرب حصارها على قطاع غزة. وهي تتحكم في كل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى