معايير القيادة السلطوية: بين الغباء والانحدار الأخلاقي

> في عالم التعيينات القيادية الغريب تمامًا في بلادنا، يبدو أن المعايير التي يجب أن تتوفر في المرشح لشغل مناصب القيادة والمسؤولية في السلطة قد وصلت إلى أدنى مستوياتها من الانحدار. انسَ أمر الكفاءة أوالخبرة أو المؤهلات، إذ يبدو أن كل ما تحتاجه لتأمين منصب قيادي أو إداري أو سياسي في السلطة هو الافتقار التام إلى القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والوطنية.

دعونا نلقِ نظرة على بعض المعايير والشروط السخيفة التي يجب توافرها في أي مرشح من أجل الحصول على أحد هذه المناصب المرموقة.

أولًا: وقبل كل شيء، يبدو أن الغباء أو التغابي هو في الواقع ميزة من الضروري أن تتحلى بها في نظر أولئك الذين يقومون بالتعيينات. ففي نهاية المطاف، من الذي يحتاج إلى الذكاء عندما يكون بإمكانك اتباع الأوامر بشكل أعمى دون سؤال أو اعتراض أو نقاش؟

علاوة على ذلك، يبدو أن القسوة والرعونة والاستعداد لتنفيذ أي أمر - مهما كان شنيعًا - هو من متطلبات هذه المناصب. من الواضح أن الاستعداد لفعل أي شيء يطلب منك، بما في ذلك ممارسة القتل وتعذيب الناس، وسلب حقوقهم وتجويعهم، من الصفات المرغوبة في القائد أو المسؤول. لأنه من يحتاج إلى التعاطف أو الأخلاق عندما يمكنك أن تفعل ما يُطلب منك دون تردد، أليس كذلك؟

ودعونا لا ننسى أهمية اختلاق الفوضى وافتعال الأزمات وابتكار المشاكل - فما فائدة المسؤول إذا لم يتمكن من إثارة المشاكل وجعل حياة المواطنين أكثر صعوبة وتعقيدًا؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في المادية والأنانية، والاستعداد للتخلي عن مصالح الشعب والبلاد لتحقيق مكاسب شخصية، يعتبر من أهم المزايا التي يجب أن تتوفر فيك للحصول على منصب هام في السلطة. فلماذا تخدم الصالح العام عندما يمكنك أن تخدم نفسك وعائلتك فقط بدلًا من ذلك؟

ودعونا لا نغفل عن ضرورة أن تكون كذابًا ومتلونًا ومتلاعبًا ماهرًا، وأن تحب الشهرة، وأن تكون زير نساء، وليس لديك مبادئ أو قيم، وتفتقر إلى أي شعور بالشرف أو النزاهة أو الغيرة. فإذا توافرت فيك كل هذه الشروط، فتهانينا لك- فأنت تعتبر المرشح المثالي لمنصب أعلى في السلطة.

إنه لأمر محزن أن تكون مثل هذه المعايير التافهة والمفلسة أخلاقيًا هي المفتاح لتسلق مراتب السلطة. بينما الكفاءات وأصحاب الخبرات الطويلة والمؤهلات العلمية تم تهميشها ومحاربتها، ويبدو أن الأجندة الخارجية ضد الشعب تزدهر مع وجود هذا النوع من المسؤولين على رأس السلطة. إنها مهزلة، ولكن مهلًا، طالما أنك تستوفي هذه الشروط القذرة، فسوف نضمن لك مكانًا في عالم السلطة والمسؤولية في بلادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى