​هل تستطيع الصين منع اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط؟

> «الأيام» سي إن إن:

>
أعربت الصين عن "قلقها العميق" إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد أن أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ في هجوم غير مسبوق على إسرائيل، مما أثار احتمال نشوب صراع أوسع نطاقًا في منطقة تعهدت فيها بكين بلعب دور صانع السلام وتعزيز رؤيتها الأمنية الخاصة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، الأحد إن "الصين تدعو الأطراف المعنية إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد"، واصفة التوترات الأخيرة بأنها "امتداد للصراع في غزة"، والذي قالت إنه يجب وضع حد له في أسرع وقت ممكن.

وأضافت الوزارة: "الصين تدعو المجتمع الدولي، وخاصة الدول ذات النفوذ، إلى لعب دور بناء من أجل السلام والاستقرار في المنطقة".

وفي أعقاب هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر في أواخر العام الماضي، حاول المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا حث بكين على الضغط على طهران -التي يُعتقد أنها تقوم بتدريب وتمويل وتجهيز الحوثيين- لكبح جماح الهجمات.

وأثار تصاعد التوترات الأخير مرة أخرى تساؤلات حول مدى النفوذ الذي تمارسه الصين على إيران، وما إذا كانت بكين مستعدة لتحويل رأسمالها السياسي إلى نفوذ.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة خرونينجن بهولندا ويليام فيجيروا: "نظريًا، الصين تتمتع بقدر كبير من النفوذ المحتمل على إيران".

ومع ذلك، قال فيجيروا إنه من الناحية العملية، من الصعب على الصين استخدام هذه الأدوات للتأثير على سلوك إيران، وأضاف:

لقد وسعت الصين بشكل كبير نفوذها الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط، وفي السنوات الأخيرة، تعهد الزعيم الصيني شي جين بينج بـ"المساهمة بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والهدوء في الشرق الأوسط" كجزء من مبادرته للأمن العالمي لتقديم بديل للنظام الأمني الذي يقوده الغرب.

وفي العام الماضي، توسطت بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران لإحداث تقارب تاريخي بين الخصمين الإقليميين منذ فترة طويلة، لكن كبح جماح إيران في الصراع المستمر قد يكون مهمة شائكة بالنسبة للصين، كما يقول المحللون.

وقال فيغيروا إن العلاقات بين بكين وطهران متوترة بالفعل بسبب "نقص استثمار الصين في إيران" على الرغم من الوعود المتكررة والمحاولات السابقة للتأثير على السياسة الإيرانية بشأن هجمات الحوثيين.

وأضاف: "رغم أنهم سعداء بلعب دور في المفاوضات، فإن الواقع هو أنهم يفتقرون إلى قوة قسرية حقيقية في المنطقة ويظلون مهتمين في المقام الأول بالمبادرات التجارية والدبلوماسية، هم يدركون ذلك وليسوا حريصين على توسيع نطاق نفوذهم بالطريقة التي يعتقدون أن الولايات المتحدة فعلتها".

ورغم أن الصين تشعر بقلق حقيقي إزاء الخطر الذي يفرضه صراع أوسع نطاقاً على استثماراتها وتجارتها في المنطقة ــ وخاصة صفقات الطاقة، فإنها تعتقد أن السبب الجذري يكمن في الصراع في غزة.

وقال فيجيروا: "لذلك، فهي ترى أن الحل الحقيقي ليس في كبح الصين لإيران، بل في كبح الولايات المتحدة لإسرائيل وإيصال الصراع إلى تسوية تفاوضية تتضمن حل الدولتين".

وقالت مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث ومقره واشنطن يون صن، إن "الصين مترددة في إدانة إيران بسبب ضرباتها الانتقامية لأنها ترى طهران ضحية".

وأضافت: "أعتقد أن الصينيين متعاطفون بشكل خاص مع إيران بالنظر إلى تجربتهم الخاصة مع القصف الأمريكي للسفارة الصينية في بلغراد، هذا هو السبب الذي يجعل الصين لا تدين إيران".

وقالت يون صن: "لذلك من غير المرجح أن تمارس الصين ضغوطا على إيران، فبالنسبة للصين، لو مارست الولايات المتحدة ما يكفي من الضغط على إسرائيل، لما حدث الهجوم الإسرائيلي ولا الانتقام الإيراني، إن ممارسة الضغط على إيران، التي يُنظر إليها على أنها الضحية في المقام الأول، أمر غير منطقي".

وأدى التصعيد الجذري للتوترات إلى ردود فعل صارمة من بلدان أخرى في آسيا، حيث قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه "يدين بشدة" الهجوم الإيراني الذي "يزيد من تفاقم الوضع الحالي في الشرق الأوسط"، وتعهد بمواصلة الجهود الدبلوماسية "لمنع الوضع من التدهور وتهدئة الوضع".

وقالت الهند إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، وتراقب الوضع المتطور عن كثب".
كما دعت الفلبين وماليزيا وإندونيسيا إلى الامتناع عن المزيد من التصعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى