المدير العام لمستشفى الصداقة بعدن د. رجاء أحمد في لقاء خاص مع «الأيام»

> التقاها / عبدالقادر باراس:

>
  • ميزانيتنا التشغيلية 12 مليون ريال يمني لا تكفي ونعتمد في تسيير العمل على مساهمة المجتمع
  • حرس المنشآت نعتبرهم جهة باسطة على المستشفى ومن ممارساتهم ضرب المواطنين وحبسهم في حاويات
  • لدينا 400 موظف متعاقد وندفع مرتباتهم من إيراد الرسوم التي تُحصل من المرضى
  • المنظمات الدولية تدعم المستشفى بطريقة غير عادلة ودون رقابها ولا متابعة
  • نستقبل يوميا من 30 إلى 40 حالة إسهال مائي ولدينا 50 سريرا منها 20 في خيام
  • حالات الكوليرا وصلت خلال شهر 534 بينها 130 طفلا ولا استجابة من الحكومة ولا المنظمات
يمثل مستشفى الصداقة التعليمي أبرز المرافق الصحية في عدن، ويعد ثاني مستشفى في عدن بعد مستشفى الجمهورية، إذ افتتح في عام 1986م. وللاطلاع حول سير الخدمات الذي يقدمها المستشفى التقت "الأيام" مدير عام المستشفى، د. رجاء أحمد علي مسعد، للحديث حول أوضاع المستشفى وما يقدمه من خدمة ورعاية صحية للمواطن، في ظل تزايد تفشي وباء الكوليرا والتدابير التي اتخذتها لاحتواها، وموقف الجهات الرسمية من تفشيها، حيث ركزت المديرة حديثها عن بدايات اقسام المستشفى وطبيعة سير عملها، وميزانيتها التشغيلية، والصعوبات التي تواجهها، واحتياجات المستشفى لضمان استمراريتها، والخطط القادمة.

> نريد لمحة موجزة عن أقسام المستشفى وطبيعة سير عملها، وما تقدمه من خدمات؟
- بُني مستشفى الصداقة التعليمي عام 1986م من قبل الاتحاد السوفياتي سابقًا، المستشفى عبارة عن مبنيين، أحداها للنساء والولادة والآخر للأطفال، تم استيعاب مبنى النساء وولادة وتم تجهيزه لتغطية احتياجات نساء وولادة كاملا كان ذلك مع بدايات تشغيله، بدأ كعيادات ومن ثم أجريت فيها العمليات، والمبنى مكون من خمس أدوار الطوابق كان أحدها للعيادات والأخر للوضع، وطابق للعمليات وما بعد العمليات، أيضا كان المبنى مجهز بثلاثة مصاعد ومن عدة اتجاهات منها مصعد للطاقم، ومصعد للتغذية، ومصعد مرضى، ومزود على أحدث المواصفات المتوفرة، وهكذا في قسم الأطفال.

توقف المستشفى لفترة من الزمن، بسبب عطب في بنيته التحتية وامتلائه بالبعوض، وخلال فترة العشر السنوات الأخيرة تم استحداثه، وفتحت أقسام جديدة في المستشفى، مثلا في قسم النساء والولادة تم استحداث قسم جديد في الخمس السنوات التي مضت لجراحة النواسير (المهبلية) ويتم فيها إجراء العلميات الجراحية المعقدة للنساء والولادة بغرف مجهزة وهو الوحيد الموجود على مستوى اليمن، كما تم فتح قسم العناية المكثفة ما بعد العمليات وما بعد الولادة.

ومع مرور الوقت ضاقت الأقسام بسبب عدم وجود صيانة مستمرة للحمامات في بعض اقسام أدى إلى ضيق في المساحة وكان سببه الأساسي رداءة بنيته التحتية الموجودة والتي لم تعالج حتى هذه اللحظة.

عملت المستشفى على استحداث أقسام كثيرة في قسم الأطفال العام جرى ذلك ما بعد عام 2000م، حيث كانت تقتضي الحاجة في تلك الفترة إلى توسيع الأقسام ولا تقتصر على القسم العام للأطفال، ومن هذه الأقسام المستحدثة تم استحداث قسم علاج سوء التغذية، إلى جانب القسم العام، وقسم التيفويد، وهناك أقسام مثل العزل، والحضانات إلى جانب فتح العنايات المكثفة للحضانات، وقسم المواليد حديثي الولادة.

مستشفى الصداقة عدن قسم الخدج
مستشفى الصداقة عدن قسم الخدج

وفي العشر السنوات الأخيرة أيضا تم استحداث لبعض الأقسام منها قسم سرطانات الأطفال المصابين بالأورام وأمراض الدم، وكان هناك اهتمام كبير لهذه الفئة من الأطفال المصابين بالأمراض وتحصلوا على دعم قوي لهم سواءً كان للجمعية أو المؤسسة لخدمة المرضى وكذا من فاعلي الخير وإلى جانب يقام لهم طبق خيري سنوي لصالح هذه الفئة.

الآن وخلال الفترة البسيطة أصبح لدينا قسم يعرف بالعناية المكثفة خاصة بحديثي الولادة وقسمين للعناية المكثفة منها العناية المكثفة للباطني إلى جانب قسم باطني منها خاص للنساء وأخر للرجال، تعددت الأقسام، إضافة إلى وجود مركز الأورام داخل المبنى نفسه.


التوسع في أقسام المستشفى جاءت تلبية لاحتياجات المجتمع والتي تقتضي الحاجة إلى التوسعة، مثلا وجود قسم الغسيل الكلوي والذي تأسس في العام 2017م والذي يعد من أهم الأقسام الذي خففت الاختناقات الموجودة في مستشفى الجمهورية وعبود، إلى جانب قمنا بفتح قسم خاص لغسيل الملابس قبل أربعة أشهر عبارة عن مبنى خاص.

كما تم افتتاح في داخل المستشفى بعد حرب 2015م قسم المعنفات التي تحدث فيها الاغتصابات للنساء يتم فيه فحص ودراسة الحالات مع الدعم النفسي.

> ما هي إمكانيات المستشفى في الوقت الحالي؟
- الإمكانيات المتاحة لدى المستشفى، تقدم الطوارئ استجابة للحالة الطارئة التي تمر بها البلاد، وقسم الطوارئ يستقبل فيها الأطفال والحالات الباطنية، ويستمر قسم الطوارئ على مدى 24 ساعة فهو طاقم مؤهل وهذا القسم منفصل تمامًا عن المستشفى ويؤدي مهامه على أفضل ما يكون.

كما لدينا قسم طوارئ نساء وولادة وهذا القسم من الأقسام الذي له امتداد منذ تأسيس المستشفى وهو يؤدي عمله وحتى هذه اللحظة. وفي الوقت الحالي لدينا مصنع الأكسجين يزود المستشفى بحاجته من أسطوانات الأكسجين، وبحسب مشروعه القائم يفترض أن ينتج لـ 200 أسطوانة في اليوم، ولكن حاليا ينتج من 20 إلى30 إلى 40 أسطوانة في اليوم، وهذا يغطي احتياجات المستشفى ولكن عندما لا تنقطع الكهرباء يتم إنتاج أكثر من 50 إلى 60 أسطوانة في اليوم.

> هل تكفي الميزانية التشغيلية للمستشفى؟
- ميزانية المستشفى التشغيلية حاليًا "أثني عشر 12 مليون ريال يمني" فقط، لا تكفي نهائيا لتسيير العمل، ولكن نحن لا نعتمد على الميزانية التشغيل، وخلال العشرين السنة الماضية تعبت الإدارات السابقة للمستشفى، كانت ميزانيتها في الماضي 3 مليون ريال وبعدها ترفعت إلى 8 مليون ريال ومن ثم إلى 12 مليون ريال يمني، ولكن خلال الفترة السابقة منذ عام 2015م طالبت الإدارات السابقة للمستشفى من وزارتي المالية والصحة بترفيع ميزانيتها التشغيلية لتفعيل المستشفى وتلبية احتياجاتها كما ينبغي، ولكن لم تكن هناك أي استجابة وإلى يومنا هذا.


تعتمد المستشفى في تسيير عملها على مساهمة المجتمع، ولولا مساهمة المجتمع سيكون من الصعب جدا تسيير المستشفى، ومن خلالها مساهمة المجتمع ندفع أجور المتعاقدين التي تقارب 28 مليون ريال في الشهر، فمساهمة المجتمع لدينا شهريًا لا تتجاوز الـ 30 أو35 مليون ريال يمني، مع أن ما يدفع من مبالغ رمزية تجد من لا يستطيع ان يدفع رسوم مساهمة المجتمع ويعتبرها باهظة.

إضافة إلى مساهمة المجتمع، فالمستشفى يعتمد اعتماد كلي على ما تقدمه المنظمات الدولية من دعم مادي، حيث أن "منظمة انتر سوس" تدعمنا ماديًا بشكل دائم، وكذلك يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان دعم عن طريق المؤسسة الطبية الميدانية، تدعم للطاقم بشكل دائم ماديًا وعينيًا، وإلى جانب "منظمة أي. أر. سي" تدعم الطاقم أيضًا ماديًا وعينيًا. ولولا تدخل المنظمات لما استمر الطاقم في تأدية عمله.

> وماذا قدمت لكم السلطات المحلية في عدن؟
- لم تقدم شيئا، ولا زلنا ننادي، وحتى هذه اللحظة نطالبهم بدعمنا.

> هل سعيتم من الحكومة بزيادة موازنتها التشغيلية؟ وما مدى تغطيتها؟
- سعينا ولا زلنا نسعى، باعتبار ميزانيتنا لا تكفي لإدارة المستشفى ولتلبية نفقات المتعاقدين، حيث يصل عدد المتعاقدين في المستشفى إلى 400 موظف، تأخذ نصيب الأسد منها "منظمة اليونيسف" فهي تدعمنا مبالغ شهرية تغطي فيها الطوارئ، وحديثي الولادة، بينما ميزانية الحكومة ضئيلة ولا تكفي في إيفاء حتى في بعض بنودنا.

> ماهي أبرز الاحتياجات الضرورية لضمان استمرار عمل المستشفى؟
- احتياجنا الأول والأساسي هو استمرارية الكهرباء، لكننا نشعر بأن الحكومة تغض البصر عنا، وهي تدرك أهمية استمرارية الكهرباء للمستشفيات ضرورة ملحة ومهمة لتسيير العمل، ولا نعرف لماذا الحكومة لا تقدر بأن هناك عمل إنساني وفي أي المستشفى يتواجدون مرضى وتجرى العمليات وهناك أجهزة تنفس صناعي وأطفال في الحضانات كل هذا بحاجة إلى استمرارية تشغيل الكهرباء وانقطاعها لدقائق يسبب لنا متاعب وتوتر لطواقم المستشفى.

> ما هي خططكم القادمة؟
- نتمنى في خططنا القادمة والذي اعتبره شخصيا حلم أتمنى تحقيقه ولو بجزء بسيط، وكل ما نتمناه أن لا تكون هناك رسوم يدفعها المرضى (تكون صفر)، ويبقى العمل مجاني في الفحوصات ومقابلة المرضى ودخول الطوارئ وإجراء العمليات القيصرية مجاني، ونحاول بقدر المستطاع أن نلبي احتياجات الشريحة الأعلى في المجتمع، وأن لا يلجأ المواطن إلى المستشفى ليصطدم بدفع رسوم من 12 إلى 15 ألف ريال، وهو لا يستطيع، هذا ما نتمناه.

د. رجاء أحمد علي مسعد
د. رجاء أحمد علي مسعد

الشيء الذي نحتاجه إبقاء الكهرباء مستمرة، ومع انقطاعها المستمر توثر على عملنا ويستهلك من قدراتنا وتفكيرنا، كما من خططنا المستقبلية أن تكون لدينا ميزانية تساعدنا على التوسعة، من خلال وجود ميزانية اكثر بحيث تساعدنا على توسعة قسم الغسيل الكلوي بحيث يصبح له ميزانية شهرية ومخازن خاصة به وطاقمه يتحصل على حوافز، فهم الآن يعملون بمجهود ذاتي، تربطهم علاقة وطيدة بينهم وبين المرضى، باعتبار أن قسم الغسيل الكلوي أسس دون ميزانية تشغيلية ولا يحظى بدعم محاليلها، وبعض الأحيان نطلب من مأرب والمخا، ونطلب من كل الجهات حتى من فاعلي الخير ومن التجار وهذا دليل على عدم وجود ميزانية تشغيلية خاصة بها، مع أن الغسيل الكلوي يعد من أهم الأقسام، عدم وجود مخازن خاصة بهم يعرضهم للشتات وعدم وجود صيانة مستمرة لمحطة تكرير المياه يعرضهم للضغط النفسي وعدم صيانة أجهزة الغسيل الكلوي يعرض طاقمهم للمشاكل وعدم وجود قسطرة ومتخصصين في تركيب القسطرة، نحن نرسل المريض أحيانا للقطاع الخاص فيكلفه 300 إلى 400 ألف ريال يمني، نتمنى من قسم الغسيل الكلوي أن يحظى بالاهتمام من قبل الحكومة ويصبح قسمًا كبيرًا باعتبار هناك شريحة التي هي مهملة هي من فئة الأطفال المصابين بالفشل الكلوي، لابد أن يحظون بالاهتمام، والقسم لم يتهيأ بعد، الأطفال المصابين بالغسيل الكلوي ما دون سبع سنوات لا يعمل لهم غسيل وهذه كارثة كبيرة، فيذهبون إلى الإمكان الذي فيها الغسيل أو يذهب إلى صنعاء.

الشيء الأخر الذي نحتاجه مستقبلا، نتمنى تقوية التيار الكهربائي بحيث يكون على ارتباط بـ (موصل) إلى مصنع الأكسجين لكي نتمكن من استمرارية عملنا في المستشفى وكذا تزويد المستشفيات المجاورة لنا بالأكسجين.

> بعد نزول المنظمات والجهات الحكومية ما هي احتياجات المستشفى؟
- لنكن واضحين ونتحدث بشفافية، المنظمات الدولية الداعمة لنا، للأسف تقدم دعمها للمستشفى ولكن بطريقة غير عادلة أي دون مساواتها بين الأقسام، نجد هناك منظمات متجها في دعمها إلى النساء والولادة وهذه تعتبر أهم شريحة، بينما هناك أقسام أخرى في المستشفى نفسه لا يصلها الدعم نهائيًا، فالتوزيع غير عادل بين الأقسام

بالإضافة لا توجد استمرارية في الرقابة والتفتيش من المنظمات نفسها، على الطاقم الذي ينفق عليه ، مثلا هناك قسم التيفوئيد وهذا من أخطر الأقسام إلى جانب قسم الطوارئ وقسم الغسيل الكلوي غير مدعوم بينما هناك خمس منظمات دولية تقوم على دعم قسم نساء وولادة، هذا يؤكد عدم وجود العدل بين المنظمات في توزيع مساعداتها، كان بالإمكان توزيع المهام من قبل السلطة أو الجهات المعنية بوزارة الصحة بأن تبقى المنظمات كما هي ولكن عليها أن تقوم بتوزيع المهام، في بعض الأحيان شخصيا أطلب من المنظمات ان تكون هناك رقابة وتفتيش من المنظمة نفسها باعتبار الرقابة والتفتيش هي من تحرك العمل وتنزل إلى الأقسام والتأكد من فعالية وتقييم عملها وانضباطها ومعرفة المعدات التي تُرسل هل هي في مكانها الصحيح.

لا يعقل من أي منظمة أن تعطي مبالغ لتسيير العمل لأشخاص لا يستحقونها، حيث هناك أطباء يتقاضون مبالغ مدفوعة من المنظمات ومسجلون في كشوفاتهم ويستلمون مبالغ بينما هم لا يعملون حتى في أثناء استدعائهم في أوقات متأخرة، كيف يُعطى لأشخاص وهم لا يعملون، وللأسف هناك من يريد إبقاء الحال كما هو، جعلوا الوضع مزري لأجل أن تأتي المنظمات لتدعمهم، مثل الطفل المعاق ليبقى على بركة البيت

> ما هي أنواع الدعم التي تقدمها المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية للمستشفى؟
- هناك بعض من المنظمات الدولية تدعمنا باستمرارية، وهذا ما يريح في الأمر، معنا في قسم الأطفال "منظمة اليونيسف" تقدم مبالغ بالدولار تصل إلى (17000 سبعة عشرة ألف دولار شهريا) تغطى نفقات للطاقم المخصص العامل في مجال الأطفال ويتم استغلال جزء من المبالغ للأدوية ولأعمال الصيانة،

ايضا منظمة الصحة العالمية تقدم دعمها لقسم سوء التغذية وحديثي الولادة بمبالغ، وهناك منظمات دولية

لا تدعم كل الأقسام، من بينها اقسام التيفويد وقسم الباطني وقسم الغسيل الكلوي وكذا العيادات.

وبالنسبة للمؤسسات الخيرية هناك اجتهادات شخصية من الطاقم نفسه مثل جمعية مرضى الأطفال بالسرطان تعمل طبق خيري سنوي وتذهب المبالغ لصالح المرضى، ونادرا ما يكون هناك دعم مباشر من التجار لكن الدعم المباشر يصب في قسم غسيل الكلوي، ولولا دعم التجار للغسيل الكلوي لما كان العمل مستمر في هذا القسم.

> ما هي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه سير عمل المستشفى؟
- الكهرباء ثم الكهرباء ثم الكهرباء، لابد ان تعي الحكومة بأن الأمر مرفوض انقطاع الكهرباء على المستشفيات ولا يمكن لمستشفى يعمل من دون كهرباء، كما لا يوجد لدينا سيارات اسعاف، عدا واحدة مرسيدس لكنها استنزفت ميزانيتها وكثيرة الأعطال ووقودها مكلف. لهذا نسعى لحاجتين مهمة التي هي الكهرباء وسيارة الإسعاف.

> تفشي حالات مرضى الكوليرا وتزايد اعدادهم إلى مركز العزل في المستشفى، كم عدد الحالات المصابة بوباء الكوليرا التي وصلت إلى المستشفى؟
- وصلت عدد الحالات إلى يومنا هذا أكثر من 534 حالة، قيدت تلك الحالات خلال شهر كامل بدءً من تاريخ 22 مارس إلى 21 أبريل (534 حالة) منها 130 طفل، عدد الحوامل وصلت إلى ثلاث حالات.

اطفال النقيض في الاعمار يأزم في مسألة العناية بمرض الكوليرا وهم الأطفال الذين ما دون سبع سنوات وما بين كبار السن، فهم يتحملون الاسهالات لأكثر من ثلاث مرات.

المرضى لابد ان يحظوا بالتوعية، أي انسان يتعرض للإسهال المائي أكثر من ثلاث مرات في اليوم عليه ان يتوجه إلى أقرب مركز (للإرواء) لعملية استخدام محاليل (الإرواء)، وعدم إسعاف المصاب بالكوليرا في الست الساعات الأولى يعرضه للفشل الكلوي والوفاة.

> ما أبرز احتياجاتكم والتدابير التي اتخذتموها لاحتواء الكوليرا؟
- نحن طبعا لم نتحصل على أي دعم نهائيا من أي منظمة، ولم نتلقى استجابة لا من مكتب الصحة ولا من الوزارة لضخ المنظمات الدولية باتجاهنا، إلى الآن.

بدأ وباء الكوليرا في منتصف نوفمبر 2023م كان الوباء الكوليرا محصورة على (الأرومو من الاثيوبيين) إلى منتصف مارس 2024م كانت فقط على (الأروموا - الاثيوبيين) وحذرنا من تفاقم الأزمة الذي يمر فيها الوباء انه إذا انتشر المرض بين اليمنيين هنا ستحل الكارثة وبالبيئة البشرية، لكن كانت الاستجابة ضعيفة وأغلبه توعوية وعقد ورش وكلام إحصائيات، لكن لا يوجد دعم، فإذا لم تكن لدينا مستودعات مجهزة بسوائل وريدية لكان أدى ذلك إلى إهلاك المواطن.

احتياجاتنا بالنسبة لوباء الكوليرا، صحيح ان الخط الاول في العلاج هو عبر السوائل الوريدية. ولابد من وجود في مركز العزل بمستشفى الصداقة مخازن كبيرة للسوائل الوريدية، فالمصاب بحاجة إلى استخدام في بعض الاحيان من ستة إلى عشرة لتر من السوائل الوريدية، إذ تصل إلى عشرين قربة.

المصاب بالكوليرا معناه عدم قدرته على سيطرة الإسهال، وعدم تناول المريض خلال الست الساعات الأولى بهذه السوائل، قد يتعرض للفشل الكلوي والجفاف وإلى الوفاة.

إلى جانب هناك مضادات حيوية، ونحن في أمس الحاجة لها، والمحاليل المخبرية التي تثبت بأن هذا مصاب بالكوليرا الذي يطلق عليه بالفحص السريري والفحص الزراعي وهي متوفرة ولكن بكميات قليلة.

الاشياء التي هي مهمة لنا في دعم المنظمات الدولية التي هي الوقود وكذا المعدات والاسرة، صحيح ان منظمة اطباء بلا حدود نصبت لنا الخيام لاحتواء الحالات خارج مباني نساء وولادة والاطفال، لكن تظل السعة السريرية محدودة لاستقبال المصابين بالكوليرا. وحاليا لدينا 30 سريرا، وتم تزويدنا بخيمتين حتى وصل العدد إلى 50 سريرا، وزودنا بالأسرة الخاصة وهذه الاسرة مخصصة للكوليرا في وسطها فتحة.

وفرت لنا منظمة الهجرة الدولية، بمبالغ مالية لتحفيز طاقم العمل، وأجرينا برتوكولات خاصة بالعلاج، كان من المفترض ان تكون الاستجابة سريعة من منظمة الصحة العالمية، لكن لم تتجه إلى ناحيتنا حتى هذه اللحظة، منظمة اليونيسف فيما يخص بالتوعية لم يتجهوا إلينا رغم انه من صميم عملهم، لكن منظمة اطباء بلا حدود البلجيكية كانت هي الأسرع في بتنصيبهم لقواعد وخيام وعمل حمامات خاصة بالمرضى.

> هل طالبتم الحكومة والمنظمات بتدخل عاجل؟
- حضرنا عدة اجتماعات وطالبنا من الحكومة الدعم، ووجهنا نداءنا للوزارة والمحافظة ومكتب الصحة في عدن، فقط الاستجابة كانت في نطاق الاجتماعات وإطلاق الاحصائيات والتدابير، لكن لم يصل لنا أي دعم حتى هذه اللحظة.

> هل تلقيتم دعم من جهات أخرى للتغلب على وباء كوليرا؟ وهل هناك جهات أخرى وعدت بالدعم؟
- في استمرارية للدعم من منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية على الوباء المتفشي، واستمر الدعم السابق اليمن بدء بـ (الأورومو – الأثيوبيين) واستمر الدعم مع اليمنيين من قبل منظمة اطباء بلا حدود البلجيكية وكذلك من منظمة الهجرة الدولية حتى هذه اللحظة، لكن قدراتهم محدودة.

> ما مدى خطورة تفشي وباء الكوليرا؟ وإلى كم تصل درجة خطورتها؟
- الكوليرا تحصد الاطفال وهم أكثر عرضة إلى الوفاة، إذ تصل نسبة وفيات الأطفال إلى أكثر من 40% من إجمالي الأطفال الذين يصابون بالكوليرا لأن أجسامهم لا تتحمل الاسهالات، وهذا الوباء خطير على البشرية والبيئية، ويمكن أن أقدر درجة خطورتها بنسبة سبعة من عشرة.

لابد من وجود مخارج واحتياجات واستراتيجيات، وخطط في الميدان لاحتواء تلك الوباء، خصوصًا البلاد تعيش في حالة حرب ولم تنتهي إلى هذه اللحظة، لا نكتفي بعقد الورش ولا يمكن للوزارة أن تبقى هكذا دون عمل.

> ماهي الإحصائيات الرسمية في تسجيل الحالات المصابة بالكوليرا؟ وكم عدد المرقدين حاليا؟
- نحن نستقبل يوميا من 30 إلى 40 حالة، ومنهم من يتم ترقيدهم من 15 – 20 حالة في اليوم، وبقية الحالات يتم إسعافهم وعلاجهم بالسوائل الوريدية والمضادات الحيوية وإعطائهم بالإرشادات ومن ثم يذهبون إلى منازلهم. لماذا؟ لأن السعة السريرية لدينا محدودة ولا تكفي.

> هل أكثر المصابين بالكوليرا قادمين من المحافظات المجاورة؟
- نعم، وباء الكوليرا إلى قبل شهرين بدأت في شبوة، وكانت "منظمة أطباء بلا حدود" التي تعمل هناك صرحت بوجود الوباء، إلى حتى امتدت إلى أبين ومرت في لحج حتى وصلت إلى عدن. بينما صنعاء وتعز أخذت نصيب الأسد في عدد الحالات يليها شبوة إلى أن وصلت عدن بـ 600 حالة، وهنا عندما نتحدث على ارتفاع الحالات من 500 إلى 600 فهي ليست الأرقام الأساسية لأن هناك حالات تموت ولم يبلغ عنها وكذا حالات مصابة لم تبلغ عنها، ومع الأسف مستوى الدعم لمركز العزل من الوزارة أو من مكتب الوزارة في عدن صفر صفر.

> يسأل الكثير عن سبب صمت الجهات الرسمية دون مصارحتها علنيا بتفشي وباء الكوليرا في البلاد وتعلنها في حينه؟
- نحن الأطباء بمجرد معرفتنا لحالة واحدة موجبة من الكوليرا معناها ان هناك وباء، لماذا ننتظر دون الإبلاغ حتى يتفشى الوباء لتصل إلى 600 او 700 او 800 او 1700 حالة في صنعاء و700 متوفي، تلك الأرقام تصلنا من المنظمات، بينما الحكومة بقيت صامتة هل بسبب تخوفها من تأثير الوباء على حركة التجارة والسفر.

> كيف ترون أداء الحراسات في حماية المستشفى؟
- كان لدينا الحراسة المدنية لكن تم تغيرها بسبب عدم وجود الحس الأمني لديهم، إضافة لكثرة الغياب، وترك البوابات بدون حراسة، لكن مشكلتنا تكمن مع حراسة المنشآت ونعتبرهم فئة باسطة على المستشفى وكأن لها الحق في المستشفى كجزء من محمياتها، ودخلنا معهم في مشاكل، أولا ليس لديهم الحس الأمني والدليل انهم لا يسعون إلى تركيب كاميرات ولا اضاءات حول المستشفى.

يتم ضرب المواطنين وإدخالهم في حاويات "الكونتينر" وضربهم بشدة وتحويلهم بعد ذلك إلى معسكر الصولبان الخاص بحرس المنشآت، تحدثنا مع مدير الأمن عدة مرات على تغيير حرس المنشآت لكنهم لم يستجيبوا وتكاد تكون معدومة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى