مجلة أمريكية: حماس تنتصر

> ملخص وترجمة/ محمد أسوم:

> بعد  9 أشهر ، و40 ألف جندي، و70 الف طن من المتفجرات، و37 ألف قتيل، وتهجير 80 % من سكان القطاع، وتدمير أكثر من 50 % من غزة، وقطع المياه والكهرباء، وقطع الغذاء وترك الناس للموت بسبب الجوع.. قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير، أن حماس لم تهزم، بل الواقع يقول أنها باتت أقوى، وأصبحت مستعصية على الحل، وتحولت إلى عصابات عنيدة ومميتة، وكثفت عملياتها في شمال القطاع الذي من المفترض أن إسرائيل قامت بتطهيره.

الفشل الذريع لإسرائيل ليس بسبب خلل في التكتيكات ، او بسبب فرض قيود  على القوة العسكرية، بل بسبب سوء فهم مصادر قوة حماس، بحيث أن المذبحة الكبرى  والدمار الهائل  لم ينتج عنهما  إلا زيادة هذه القوة.

أول سوء الفهم هذا لمصادر قوة حماس، تجلى في التركيز على عدد القتلى من مقاتليها.
حيث تدعي إسرائيل أنها قتلت حوالي 14000 مقاتلا من حماس، بينما مصادر حماس تؤكد أن عدد قتلاها بين 6000 و8000 ، والقيادة الأمريكية ترجح أن عدد قتلى حماس هو 10000 مقاتل.

لكن هذا الحجم من الخسائر لم يؤثر على قوة الحركة، بل على العكس، فالمرجح أن الحركة لا تزال تملك أكثر من 15000 مقاتلا، ولا تزال 80 % من الأنفاق سليمة، ولا يزال قادتها الكبار أحياء، وهي تعتمد أسلوب حرب العصابات بإعادة  استخدام القنابل غير المتفجرة لصنع كمائن للجيش الإسرائيلي.

وتشير التقارير أن حماس جندت في شمال غزة بعد ادعاء  إسرائيل تطهيره  آلاف المقاتلين، بل إن عدد مقاتليها الآن في الشمال أكبر من عدد مقاتليها في رفح.
وبالتالي كان هذا التركيز على قتل المقاتلين فاشلا بشكل ذريع
  • أول مصادر قوة حماس هو القدرة على التجنيد
فلا تقاس قوتها بعدد مقاتليها ، أو بقوة عدتها ، او بمصادر تمويلها ، بل بقدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الذين يقومون بحملات لصالحها.

وهذه القوة المتجذرة تعود أساسا إلى حجم الدعم الذي تتلقاه حماس من مجتمعها.

وتتجلى مظاهر دعم المجتمع لها في تكريم شهدائها ، فالمجتمع الذي يكرم شهداء جماعة مقاتلة  يساعد على الحفاظ عليها، ويضفي الشرعية على أعمالها، ويساهم الى حد كبير في إقبال المقاتلين عليها، بل أن سقوط عدد كبير من الشهداء يصبح الجاذب الأكبر لعدد أكبر من المقاتلين

وتشير استطلاعات الرأي أن تأييد الفلسطينيين لحماس تضاعف في وجه فتح  بنسبة 40 % حسب آخر استطلاع في شهر حزيران الماضي.

وتفيد الاستطلاعات أيضا زيادة عدد المؤيدين لحماس.
ففي سبتمبر 2023 قبل عملية 7 أكتوبر  كانت النسبة 53% بينما أصبحت في مارس 2024 حوالي 73 % وهذه نسبة خطيرة جدا ، خاصة في مناطق الضفة الغربية ..
وبالتالي أدى الهجوم الإسرائيلي المدمر على أهل غزة إلى  نتائج عكسية تماما..

وتكمن مصادر قوة حماس أيضا في قوة الرسالة الإعلامية حيث ظهر مدى إتقانها في ذلك.

فبعد أن كان من المفترض أن ينقلب الشعب الفلسطيني ضدها بسبب ما جلبته عليه من قتل ودمار نتيجة لعمليتها في 7 أكتوبر، استطاعت حماس عبر الحملة الدعائية المتطورة أن تبني تفسيرا  إيجابيا للأحداث وان تجتذب بها مزيدا من المقاتلين.

فدعاية حماس لا تكتفي بإثارة الغضب والخوف في نفوس الفلسطينيين ، بل إنها تقوم بذكاء عجيب بإعادة توجيه هذه المشاعر نحو أهداف ملموسة.

وقد قام فريق تحليل الدعاية العربية- وهو مجموعة متخصصة من اللغويين العرب  المتخصصين في جمع وتحليل الدعاية العسكرية باللغة  العربية في جامعة شيكاغو-  بتحليل كل المواد الإعلامية التي بثتها حماس من 7 أكتوبر إلى 27 مايو 2024 عبر قناتها في تلغرام التي يتابعها فيها ٥٠٠ الف متابع نسبة كبيرة منهم من الضفة الغربية.

وخلصت الدراسة التحليلية إلى أن دعاية حماس أكدت  على ثلاثة مواضيع :

1- ليس أمام الشعب الفلسطيني خيار سوى القتال ، لأن إسرائيل عازمة على ارتكاب فظائع ضد الشعب الفلسطيني حتى لو لم يشاركوا في عمليات عسكرية

2- أن الفلسطينيين بقيادة حماس قادرون على هزيمة إسرائيل ، وان كل من يموت في المعركة له الشرف والمجد ،
ويؤيد ذلك العدد الكبير من الفيديوهات التي تثبت وتوثق  إلحاق الخسائر بالجيش الإسرائيلي

3- ربط عملية 7 أكتوبر  وكل ما يدور من قتال بالقدس والمسجد الأقصى  والعقيدة الدينية
  • الحقيقة الصارخة
بعد ٩ أشهر من القتال، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة، أنه لا حل عسكري فقط لهزيمة حماس، وأن عدد مقاتليها تضاعف ، وأنها اكثر من فكرة مثيرة للذكريات ، إنها حركة سياسية اجتماعية جوهرها العنف ولن تختفي  في اي وقت قريب

أن الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية الحالية لن تؤدي إلى توثيق الرابط بين حماس والمجتمع المحلي ..

إن حماس لم تهزم ولا هي على وشك الهزيمة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى