​تعطيل الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين.. يخدم من؟

> عهد الخريسان:

>
حين بدأ الكيان الإسرائيلي عملية اجتياح قطاع غزة أعلن الحوثيون عن عملياتهم باستهداف السفن المارة من البحر الأحمر مع إطلاق زخات صواريخ موجهة إلى إسرائيل بحسب زعم الجماعة (رغم أن أغلب الصواريخ سقطت في سيناء المصرية والصحراء الأردنية والقليل منها سقط في صحراء النقب المحتلة الخالية من السكان).

خطوات حوثية أثارت جدلًا وانقسامًا في الشارع العربي بين مؤيد يرى في الحوثيين مشروع مقاومة جريء وبين معارض يرى عملهم قرصنة تضر بالملاحة الدولية ومصالح الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وعلى رأسهم مصر أكبر متضرر من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر التي تدر لها ما يقارب 8 مليارات دولار في السنة ما يعادل 4 ٪ من الناتج المحلي للدولة المصرية وذلك عبر ميناء قناة السويس ذلك الممر المائي الأهم في العالم - وضع تحت قناة السويس خطًا أحمر-  سنعود إليه مجددًا لأنها إحدى أهم الأسباب الاستراتيجية لما يدور من أحداث في المنطقة في الوقت الراهن.

نعود الآن للإجابة على سؤال موضوعنا حقيقة تعطيل الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين من يخدم؟! لكن قبل أن نجيب عن السؤال نعرج على بعض المعطيات التي ستساعدنا في الإجابة عن هذا السؤال.

1/ لو يتذكر القارئ عند إعلان الكيان الإسرائيلي اجتياح قطاع غزة، الأسطول الأمريكي السادس المسمى جيرالد فورد فخر الصناعة الأمريكية والأسطول البريطاني اللذان أبحرا إلى مياه البحر المتوسط تحسبًا لتدخل أي طرف عربي أو إسلامي في الصراع ضد إسرائيل كان أبرزهم مصر أو تركيا لنتساءل هنا لماذا البحر المتوسط دون البحر الأحمر على الرغم من أن التهديدات تأتي منه عبر جماعة الحوثي وليس من دول حوض البحر المتوسط! إلا إذا كانت أمريكا وبريطانيا لا تريان من الحوثيين خطرًا بل على العكس تراه منسجمًا سياقيًّا مع أهدافها في المنطقة. لكن ماهي تلك الأهداف التي يخدمها الحوثيون الأعداء الافتراضيون لأمريكا وبريطانيا؟!  سنذكر الأهداف تلك لكن قبلها سنرجع إلى قناة السويس وقبل قناة السويس سنذكركم بأن:

2/ اتفاقية استكهولم التي مثلت طوق النجاة للحوثيين وضمن لهم بقاء ميناء الحديدة لديهم كان بطلب بريطاني في مجلس الأمن، بريطانيا صاحبة الأسطول في البحر المتوسط مع أمريكا.

3/ نعود إلى قناة السويس فبحسب تسريبات إعلامية بريطانية لوثائق استخباراتية بريطانية كشف نية بريطانيا مع إسرائيل وأمريكا منذ تأميم قناة السويس في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى فتح قناة موازية سمتها بقناة غزة أو قناة العقبة التي تربط البحر المتوسط (غزة) بالبحر الأحمر (العقبة) عبر ممر مائي شبيه بقناة السويس الهدف منه إفقاد قناة السويس قيمتها وتأثيرها على الملاحة الدولية (الوثائق المسربة موجودة على محرك البحث جوجل ما عليك إلا كتابة وثائق بريطانية لقناة بديلة عن قناة السويس).

لكن السؤال هنا ماهي الطريقة التي ستحقق بها بريطانيا وأمريكا وإسرائيل مشروعهم؟
الإجابة بثلاث نقاط:
1/ القضاء على حماس الذي لا يمكن إقامة المشروع إلا على أنقاضها.
2/ تهجير المواطنين الغزاويين إلى سيناء لبقاء السيادة على الممر المائي بيد بريطانيا وأمريكا وإسرائيل.
3/ تعطيل الملاحة في البحر الأحمر كذريعة لافتتاح الممر المائي الجديد وذلك بزعزعة الأمن في البحر الأحمر عبر إنشاء مليشيات في الدول المطلة واستنزاف مصر عبر حطها في صراع مع تلك المليشيات وهذا ما يؤكده سقوط العدد الأكبر من صواريخ الحوثيين على سيناء مصر وعدم التدخل من قبل الأساطيل في البحر الأحمر ضد الحوثيين لإطالة أمد حرب الاستنزاف ولعل هذا ما أدركته الدولة المصرية من خلال عدم مواجهتها للحوثيين رغم استهدافهم للملاحة في قناة السويس الشريان الاقتصادي الأول للدولة المصرية.

لقد كان الحوثيون وسيتسمرون في التخادم مع المخابرات الغربية وسيستمر الغرب في توفير الحماية والاستمرارية لهم لتحقيق أجنداته في المنطقة عبرهم هذه هي حقيقتهم وواقعهم الذي لا يخفى على عاقل تمعن في قراءة الواقع ليخرج باستنتاج بأن إيران وأدواتها في المنطقة سواء الحوثيون في اليمن أو حزب الله في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق ما هم إلا مشروع مكمل للإمبريالية الغربية لا اختلاف بينهم إلا في التفاصيل لكن يظل هدفهم الأول هو التمكين للكيان الإسرائيلي وتمزيق العرب وأن أظهروا عكس ذلك لكن السياق التاريخي في حقيقته يخبرنا بأن الصراع ليس وليد اليوم ولكنه قديم بقدم الحضارات وصراعات البقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى