بايدن: الإمارات شريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط

> واشنطن "الأيام" العرب اللندنية:

> ​قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الإمارات شريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة، وذلك عقب محادثات مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شملت عدة قضايا منها الاضطراب المتزايد في الشرق الأوسط.

وأشاد بايدن بالعلاقات مع الإمارات التي وصفها بأنها "أمة رواد، تتطلع دائما إلى المستقبل، ودائما تكون رهاناتها كبيرة"، معتبرا أنها بصدد أن تصبح شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة.

ولم يتم منح هذا التصنيف من قبل سوى للهند، ما يجعل الإمارات أول شريك يحظى بهذا المستوى في الشرق الأوسط. كما أنه يؤسس للتعاون العسكري الوثيق من خلال التدريبات المشتركة والمناورات وغير ذلك من أشكال التعاون.

ولا ينظر الأميركيون إلى هذا التصنيف على أنه شراكة دفاعية فقط، بما قد يفهم منه عقد صفقات أو بيع أجهزة عسكرية متطورة، وإنما يدرجونه ضمن مقاربة تقوم على تثمين موقف الشريك وأهمية دوره الإقليمي في مقاربة المصالح الأميركية بمنطقة الخليج خاصة وفي الشرق الأوسط عموما.

ويؤكد منح الإمارات صفة الشريك الدفاعي الرئيسي، التي لم تحصل عليها أي دولة في الإقليم، إدراك واشنطن أنه يمكن الرهان على أبوظبي كحلقة رئيسية في تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال علاقاتها المتوازنة مع دول الإقليم بما في ذلك تلك التي تتعارض مع سياسات الأميركيين، وعبْر مقاربتها للسلام التي تدفع نحو بناء شراكات تقوم على تبادل المنافع بدلا من الحروب وخطابات التحريض والأفكار المتشددة التي لم تجلب إلى المنطقة سوى التوترات.

يشار إلى أن لقاء بايدن والشيخ محمد بن زايد تم والولايات المتحدة تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية في الثاني من نوفمبر القادم، وهو ما يعني أن الشراكة الدفاعية التي تم الإعلان عنها ملزمة للولايات المتحدة في المستقبل ولأي رئيس قادم وليس لبايدن، وما عكس هذا التواصل هو لقاء رئيس الإمارات مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة عن الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات.

وفهمت إدارة بايدن، ولو بشكل متأخر، أن مقاربتها في التعامل مع أمن الخليج لم تكن صائبة، ودفعت الشركاء الإقليميين إلى اعتماد سياسة تنويع الشركاء اقتصاديا وأمنيا كي لا يظلوا مرتهنين بأمزجة الرؤساء في البيت الأبيض.

ويجد الأميركيون في موقف الإمارات، كبلد صديق تتميز مواقفه بالوضوح والنقد العقلاني للشراكة مع واشنطن، عنصرا مشجعا على تصويب الموقف الأميركي في قضايا ثنائية وتبديد الغموض الذي غلب على بعض التوجهات الأميركية تجاه الخليج، أمنيا واقتصاديا.

وتثمين دور الإمارات والوثوق بها حليفا رئيسيّا يؤشران على سعي الإدارة الديمقراطية لتصحيح التقديرات الخاطئة. كما أنهما يفتحان الباب أمام علاقة صحية مع الإدارة الديمقراطية القادمة في حال فازت هاريس، ويمثلان تصويبا سيتم البناء عليه إذا فاز دونالد ترامب من أجل إحياء الاتفاقية الدفاعية التي تم توقيعها خلال الولاية الأولى لترامب وتشمل الحصول على طائرات مقاتلة من طراز أف 35 وطائرات مسيرة مسلحة من طراز إم.كيو-9 ريبر.

وكانت قضايا الشرق الأوسط، وخاصة ملفات الحرب في غزة والتصعيد في لبنان والوضع في السودان، محور قمة بايدن والشيخ محمد بن زايد، ولاحقا محور لقاء الشيخ محمد بن زايد مع كامالا هاريس، ما يكشف عن أهمية موقف الإمارات ودورها في الإقليم بالنسبة إلى واشنطن، في مسعاها لتطويق التصعيد.

وفي بيان عقب لقائهما دعا بايدن والشيخ محمد بن زايد إلى الإسراع في نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات، كما عبرا عن التزامهما بالسعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وثمّن الشيخ محمد بن زايد “جهود الوساطة المشتركة التي تقوم بها الولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية ودولة قطر للتوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأكد الرئيس الإماراتي “أهمية مواصلة هذه الجهود بوصفها خطوة أولى في الطريق نحو استئناف المسار السياسي لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم الذي يقوم على أساس ‘حل الدولتين’ ما يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كافة”.

وقال بايدن إنه اطلع على آخر التطورات بين إسرائيل ولبنان، وأن أعضاء فريقه “على اتصال دائم مع نظرائهم، ونحن نعمل على تهدئة الأمور بطريقة تسمح للناس بالعودة إلى منازلهم بأمان”.

وتطرق البيان المشترك إلى الصراع في السودان، حيث أكد الجانبان على عدم وجود حل عسكري للحرب التي تسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم.

وحذّر بايدن والشيخ محمد بن زايد في بيان مشترك من مخاطر وقوع “فظائع وشيكة” في السودان، مع استمرار القتال في دارفور، وشدّدا على “وجوب امتثال كل أطراف النزاع لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي”.

والتقت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس برئيس دولة الإمارات على نحو منفصل في اجتماع مغلق. وقال مكتب هاريس في بيان إنّ نائبة الرئيس أثارت خلال اجتماعها بالرئيس الإماراتي “مخاوفها العميقة بشأن الصراع في السودان”.

وكان البيت الأبيض أشار الأسبوع الماضي إلى أن بايدن وهاريس سيناقشان “الأزمة في السودان” مع الشيخ محمد بن زايد، بما في ذلك الحاجة إلى المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار.

وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الشيخ محمد بن زايد الولايات المتحدة وهو رئيس للإمارات، لكنه سبق أن زارها عندما كان ولي عهد أبوظبي عام 2015 حيث التقى بالرئيس الأسبق باراك أوباما وعام 2017 حيث التقى بالرئيس السابق دونالد ترامب. والتقى الشيخ محمد بن زايد بالرئيس بايدن في جدة بالسعودية عام 2022.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى