عدسات النساء تقتحم سوق العمل في مدينة التربة

> نادية سلام

> ما أن تمكنت مارينا جميل من مهارتها الأساسية في صناعة تصاميمها على الجرافكس، حتى صار حديثها مُنصبا حول أعمالها الإبداعية التي ستخوض بها سوق العمل في مدينة التربة جنوب تعز.

قالت الفتاة البالغة من العمر 20 عاما لـ "الأيام"، إنها أصبحت قادرة على صنع وتصميم العديد من القوالب والكروت والبرشورات ولوحات الإعلانات بالجودة المطلوبة في سوق العمل".

تحضر مارينا ضمن القوام العددي لـ 60 متدربة من الفتيات والنساء اللواتي استهدفهن برنامج التمكين الاقتصادي للنساء من أجل السلام، وهو البرنامج الذي ينفذه اتحاد نساء اليمن في مديرية الشمايتين بتعز منذ 18 يوليو الماضي بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) لمدة شهر تدريبي كامل.


في مطلع العام الجاري كانت مارينا قد أضافت حالتها الإنسانية إلى قائمة انتظار المساحة الآمنة للنساء، التابعة لاتحاد نساء اليمن، وقالت إنها فعلت ذلك كمحاولة أخيرة لتجاوز حالة العوز التي أعاقت التحاقها بالتعليم الجامعي رغم تفوقها في الثانوية، لكنها اليوم تؤكد تسلحها بالمهارة اللازمة لدخول سوق العمل ومتابعة تعليمها المنشود بطموح أعلى من ذي قبل.

من جانبها، أكدت إلهام العريقي المنسقة الميدانية للمشروع أن جميع المتدربات تم اختيارهن من قائمة انتظار المساحة الآمنة للنساء، موضحة أن المتدربات اللواتي تم اختيارهن للتدريب خضعن لمقابلات تحدد مدى الرغبة والقدرة اللازمة لتمكينهن، فضلاً عن المعيار الإنساني.

المتدربة أماني عبد الباقي 35 عاما أحاطت بحالتها الإنسانية المساحة الآمنة للنساء، وهي الأخرى شقت طريقها إلى برنامج التصوير والمونتاج، قالت إنها أضحت قادرة على اقتحام سوق العمل مسلحة بمهارة التصوير المطلوبة، وأن تغيرا إيجابيا طرأ على حياتها ونقلها نحو الأفضل.
  • آفاق وتوقعات
يتوقع مدرب برنامج التصوير والمونتاج وضاح رشاد تغير إيجابي كبير في حياة المصورات اللواتي شارفن على التخرج، لافتا إلى رغبة شديدة لدى المتدربات في تعلم تقنيات التصوير واكتساب مهارات احترافية جديدة، بحماس منقطع النظير.

وجدد رشاد ثقته العالية بقدرتهن على الدخول والمنافسة في سوق العمل مع تحسن ملموس في أوضاعهن الاقتصادية، ما ينعكس على تحسن الأمن الاقتصادي لأسرهن.


من جانبها، قالت مديرة مشروع التمكين الاقتصادي للنساء سوسن الشدادي في تصريح أدلت به لـ "الأيام"، إن المشروع الذي يجري تنفيذه في محافظتي تعز ولحج، يعمل على تمكين عدد 40 متدربة مستوفاة لشروط التفوق والحالة الإنسانية من بين 120 متدربة يشكلن القوام الكلي للنساء والفتيات المختارات لأربعة برامج تدريبية تشمل التصوير والمونتاج، والجرافكس، إلى جانب صيانة الموبايل وصناعة المنظفات.

وأوضحت أن التمكين يهدف إلى تعزيز وصول النساء والفتيات إلى الخدمات وموارد سبل العيش، وفتح آفاق جديدة لهن، موكدة على أن برامج التمكين الاقتصادي هي الوسيلة المثلى لإكسابهن المهارات اللازمة للعمل وتحسين أوضاعهن الاقتصادية وتقوية دورهن في بناء السلام، دعما لقرار مجلس الأمن (1225) بشأن المرأة والسلام والأمن.

وتشير بيانات برنامج المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة "OCHA" إلى أن أكثر من 4 ملايين نازح في اليمن هم من النساء والأطفال، وأن ما يقرب من 30 % من الأسر النازحة تعيلها نساء.


ومع خيارات المأوى المحدودة تعاني النساء والفتيات النازحات من عدم الخصوصية وتهديد السلامة فضلا عن محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش.

فيما يزيد فقدان معيلي الأسر من الذكور بسبب الصراع من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها النساء حاليا.

ويعد التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفتيات، خاصة الأسر التي تعيلها النساء من خلال بناء القدرات ومهارات كسب العيش، أمراً ضروريا يقلل لجوءهن إلى اليات التكيف السلبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى