على خُطا تضحيات أسرة الشوبجي أسرة العِشوي حجر الضالع تقدم أربعة شهداء من فلذات أكبادها

> تقرير: فؤاد قائد جباري

> سابقة تاريخية ومدرسة جديدة في التضحية
> الضالع، ولَّادة الأبطال وعنوان الصمود والتضحيات، فمهما قذفها المرجفون وتكلم بحقها المبطلون يأتينا ردها مزلزلاً من ميادين الوغى والاستبسال معلنة أنها الرقم الأثقل في الفداء لوطن اسمه الجنوب.

أسرة الشوبجي التي تصدرت المشهد الجنوبي باعتبارها أيقونة التضحيات ليس في الضالع فحسب ولكن على مستوى الجنوب كل الجنوب، لأنه باستشهاد أربعة أشقاء قادة ويلتحق بهم والدهم في نفس المعركة وعلى نفس الهدف وفي نفس الجبهة هي ظاهرة استثنائية حقاً في تاريخ الفداء لأجل الوطن.

وعلى نفس الأثر وفي نفس المعركة والجبهة، اقتفت أسرة أخرى ذلك الطريق وتلك الخُطا لتثبت أن الضالع قبلة النضال وأيقونة التضحية، هي أسرة العشوي التي قدمت أربعة شهداء ارتقوا في فترات متقاربة خلال هذه المعركة، ومازال الكثير من أفراد هذه الأسرة يرابطون في المتارس ويقودون المعارك، أبو إلا أن يواصلوا الطريق ويأخذوا الثأر للدم وللكرامة والدين والوطن.

* أسرة العشوي: تاريخ نضال متوارث *

أسرة العشوي واحدة من أبرز الأسر التي تتمتع بتاريخ نضالي طويل في منطقة حجر الضالع منذ ما قبل مايو 90، وقد اتخذت من عزلة المِريَاح الحدودية الواقعة في أقصى الشمال الغربي لمنطقة حجر الضالع مسكناً لها، حيث يعتبر الفقيد القائد محمد صالح العشوي (أبو الشهداء) من أبرز القيادات الجنوبية الذين أفنوا اعمارهم وحياتهم في خدمة الجنوب على حدوده الشمالية كقائد ميداني كون بلدة المرياح التي تقطنها هذه الأسرة تقع على الشريط الحدودي مع مناطق الشمال والتي ظلت على خط النار في أي توتر يحدث بين الشمال والجنوب في السابق كما هي الآن على مقربة من جبهة تعتبر من أكثر الجبهات اشتعالاً منذ انطلاق الشرارة الأولى للمعركة مع المليشيات الحوثية المدعومة من ايران بداية العام 2019م عند محاولتها اجتياح الضالع، والتي لازالت مشتعلة حتى الآن وهي جبهة المَشَاريح حجر.

شهداء أربعة في ريعان شبابهم قدمتهم هذه الأسرة فداء للدين ولهذا الوطن وهم: الشهيد علي محمد صالح العشوي، والشهيد زميل محمد صالح العشوي والشهيد القائد مروان محمد صالح العشوي قائد قطاعي حبيل يحيى والثوخب شمال شرقي مديرية الحشا، (قائد جبهة المشاريح سابقاً)، ويلحقهم قبل أيام الشهيد البطل منير عبده محمد صالح العشوي ابن القائد عبده العشوي قائد قطاع القشاع جبهة الثوخب... وفيما يلي سنسلط الضوء للحديث عن قصة استشهاد كلاً منهم حسب تسلسل تاريخ الاستشهاد.

الشهيد علي محمد صالح العشوي
الشهيد علي محمد صالح العشوي

* الشهيد البطل علي محمد صالح العشوي *

الشهيد البطل علي العشوي وهو أب لثلاثة أولاد، كان أول شهداء أسرة العشوي، حيث ارتقى شهيداً في تاريخ 25 مايو 2019م في وسط قرية باجة بداية اندلاع المواجهات، وكانت قصة استشهاده بمثابة فاجعة لم تتلقها أسرته فحسب، بل قرية ”المرياح“ وكل منطقة حجر و الضالع بشكل عام، حيث ارتقى شهيدا إلى جانب ثلاثة شهداء من رفاقه وثلاثة جرحى، وقعوا في كمين نصبته المليشيات الحوثية فور دخولها عزلة باجة وسط منطقة حجر في نفس اليوم.

حيث كان الشهيد علي العشوي ورفاقه في طريقهم إلى سناح الضالع لمهمة إسعاف جريحين سقطا في مواجهات مع المليشيات وسط بلدة صُبيرة الواقعة الى الشمال الغربي من بلدة باجة في طريقهم باتجاه مدينة سناح الضالع، وأثناء إسعافهم مروا بسيارتهم في الخط العام وسط منطقة باجة كالعادة ولم يكن عندهم علم أن عزلة باجة قد تسللت إليها عناصر المليشيات الحوثية وباتت تحت سيطرتها، ليتفاجأوا بكمين وسط القرية، وقد تم اطلاق النار باتجاه سيارتهم من كل حدب وصوب، ليستشهد علي العشوي وبرفقته ثلاثة شهداء، وأصيب ثلاثة آخرين، وقد أظهرت قناة المسيرة الفضائية التابعة للعدو حينها صور للعملية لحظة استهدافهم، فيما نجى منهم واحد فقط بعد تعرضه للإصابة، وبقي اثنان - وهم الجرحى - ظل مصيرهم مجهول حتى تم إطلاق سراحهم قبل أشهر في عملية تبادل أسرى.

الجريح أحمد القردوع الحيدري (جريح تم أسره واخفائه حتى تم تحريره في صفقة تبادل) ، والجريح رياض خالد السورقي (تم أسره أيضاً وإخفائه) ، والشهيد أشرف خالد السورقي (كان مرافق للجرحى)، و الشهيد غسان محسن السورقي (مسعف) والشهيد القائد علي محمد الصايدي (مسعف)، والجريح منير علي محمد الصايدي (مرافق) وهو الناجي الوحيد الذي استطاع النفاذ مشياً على أقدامه باتجاه أسفل الوادي والتبليغ من أن الحوثيين قد سيطروا على باجة وقد نصبوا لهم كمينا أودى بحياة والده ورفاقه مع جرحاهم.

حينها كان خسارة هذه الكوكبة دفعة واحدة شهداء وأسرى بمثابة طعنة أثارت براكين غضب أهالي حجر والضالع للثأر، وتوافد المقاومين من كل البقاع لتشكل الجبهات وتبنى المتارس وبدأت المواجهة الحقيقة والمنظمة في منطقة حجر بين ابطال المقاومة ومليشيات الحوثي.

الشهيد زميل محمد صالح العشوي
الشهيد زميل محمد صالح العشوي

* الشهيد البطل زميل محمد صالح العشوي *

أما الشهيد البطل زميل وهو أب لولدين وثلاث بنات، وقد حمل بندقيته منذ لحظة استشهاد أخيه "علي" وانظم إلى أفراد المقاومة التي بدأ بتشكيلها أخيه الشهيد القائد مروان العشوي وجميع رفاقه من القادة الآخرين في حجر السفلى على رأسهم القائد البطل خالد مسعد والشهيد القائد اسماعيل الأعجم والقائد محمد فاضل العمري والقائد هاني الطبشي وغيرهم، ليشارك في الذود عن الوطن والدين، حتى ارتقى شهيدا في جبهة حبيل الفرخ جنوبي معسكر الجب أثناء هجوم شنته قوات المقاومة الجنوبية على مواقع المليشيات الحوثية التي كانت تتمركز في معسكر الجب ومرتفعات بتار ، وذلك في تاريخ 30 من شهر يوليو في العام 2019م.

ارتقى الشهيد الزميل محمد صالح العشوي في مواجهات مباشرة مع المليشيات الحوثية، إلى جانب عدد من الشهداء والجرحى من أبطال المقاومة الجنوبية في تلك المعركة، لتتلقى حينها أسرة العشوي نبأ فاجع آخر عن رحيل ركن وعمود آخر من أعمدة البيت والأسرة.

وبعدها ظلت أسرة العشوي بقيادة القائد الشهيد مروان تبذل الغالي والنفيس في سبيل دعم ثبات المرابطين في الجبهة، ومستمرة في رفد جبهات القتال بكل ما تملك من مال ورجال رغم بساطتها، والذي كان اخره الشهيد القائد البطل مروان العشوي قائد جبهة المشاريح حينها.

* الشهيد القائد الشاب مروان محمد صالح العشوي، قائد جبهة المشاريح قطاعي الثوخب و حبيل يحيى*

الشهيد القائد مروان العشوي، لم يكن مجرد قائد جبهة فحسب، بل كان - رغم صغر سنة - أباً وأخاً وابنا لكل المرابطين في جبهة المَشَاريح، وبعدها قطاعي حبيل يحيى والثوخب شمال شرقي مديرية الحشا.

الشهيد القائد مروان كان له شرف المشاركة في مواجهة المليشيات الحوثية منذ حرب 2015م، و واصل المسير للمشاركة في هذه الحرب المستمرة منذ بداية العام 2019م ليكون له أيضا شرف الذود عن الدين و الوطن منذ بداية المواجهات التي اندلعت شمالي مديرية قعطبة والحشا المحاذيتين لمحافظتي إب وتعز وسط اليمن وهي مناطق خارج الحدود الجنوبية، انطلق كالليث باتجاه جبال الحشا وجبال العود أثناء سماعه بخبر قدوم المليشيات وتمركزها في أعاليها وقممها، وواجه المليشيات هناك برفقة القائد العميد هادي العولقي قائد محور الضالع القتالي قائد اللواء 30 مدرع، والقائد أحمد القبة قائد قوات الحزام الأمني والشهيد القائد اللواء سيف سكرة وغيرهم، واستمر في مقارعة هذه المليشيات حتى لحظة استشهاده في موقع الشهيد الذي سمي باسمه جنوبي بلدة حبيل يحيى شمال شرقي مديرية الحشا وذلك في الـ 14 من ديسمبر 2019م بعد رصيد نضالي كبير وتاريخ بطولي مشرف.

الشهيد القائد مروان العشوي قائد جبهة المشاريح قطاعي الثوخب وحبيل يحيى
الشهيد القائد مروان العشوي قائد جبهة المشاريح قطاعي الثوخب وحبيل يحيى

* أبرز المواقف الوطنية التي صنعها الشهيد القائد مروان العشوي في حياته *

للشهيد القائد مروان العشوي مواقف كثيرة ضرب فيها أروع الأمثلة في الحب لهذا والوطن والتضحية من أجله صنعها طوال مشوار حياته في مسيرته النضالية ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، سنتطرق إلى بعض منها:

* تأسيس جبهة المشاريح *

عند استمرار المليشيات الحوثية الزحف باتجاه الضالع بعد تمكنها من إسقاط مناطق العود والحشا عبر خيانات أبطالها مشايخ و وجهاء تلك المناطق، وحشدها للآلاف من عناصرها لاقتحام المناطق الجنوبية في بداية شهر أبريل من العام 2019م، ظل الشهيد القائد مروان يواجه بسلاحه الشخصي إلى جانب رفقائه، وما إن وصلت المليشيات أطراف منطقة حجر، وبدأت تزحف باتجاه القرى والوديان بأعداد كبيرة وانتشارها في كل مكان، سرعان من انطلق الشهيد القائد مروان العشوي إلى مسقط رأسه عزلتي المِرياح والمَشاريح وهي عزلتين حدوديتين تقعا في أقصى الشمال الغربي لمنطقة حجر، ليستدعي الشباب للدفاع والذود عن مناطقهم إلى جانب زميله الشهيد القائد اسماعيل الأعجم الذي كان قائداً لقطاع بتار في جبهة المشاريح.

وبإمكانياتهم البسيطة بدأ الشهيد القائد مروان العشوي بتشكيل نواة المقاومة في جبهة المشاريح حجر بمعية الشهيد القائد اسماعيل الأعجم، والذين سرعان ما رتبوا صفوف المقاومة فيها وتصدرت جبهتهم المشهد لخوض الأبطال فيها أقوى وأشرس المواجهات بشهادة الجميع.

وقد تأسست الجبهة بجهود ذاتية من قبل هذين القائدين إلى جانب المواقف الصادقة والخالدة لأهالي بلدتي المشاريح والمرياح إلى جانبهم، وكانوا هم وأفرادهم المقاومين يواجهون الدبابات وعربات البي إم بي والمدافع والهاونات بأسلحتهم الشخصية والبسيطة (الكلاشنكوف)، لكنهم يملكون أسلحة أشد فتكاً في داخلهم وهي الإرادة الفذة والعزيمة الصلبة و الشجاعة التي صنعوا منها جحيم تلتهم كل من يقترب من حدود قراهم ومساكنهم.

* المَشَاريح : الجبهة الأشد اشتعالاً *

لقد خاض الشهيد القائد مروان العشوي مع رفاقه في جبهة المشاريح المعركة تلو المعركة، والمواجهة تلو الأخرى حتى أن المراقب من بعيد من أهالي حجر لتلك المواجهات التي كان يخوضها العشوي ورفاقه من أبناء المشاريح والمِرياح يقبض يده على صدره خوفاً على الليوث هناك لكثافة النيران، وخوفاً من سقوط البلدة لشراسة الهجوم الحوثي، وبعد مواجهات ضارية والتي كانت تحتدم تقريباً كل ليلة لساعات، كان أبطال المقاومة الجنوبية حينها يخرجون دوماً فيها منتصرين ومعنوياتهم تعانق السحاب، وكانت تكبيراتهم تخالط تكبيرات أهاليهم من النساء والأطفال وسط بلدة المشاريح التي كان يفصلها أمتار من خط المواجهات، بل أن المواطنين فيها حولوا بيوتهم إلى متارس ورفضوا النزوح وقاتلوا بكل شراسة حتى تحقق النصر، وهذا الموقف للأهالي كان بحد ذاته يعطي المرابطين أطنان من جرع المعنويات.

* ثبات الجبهة رغم شحة الدعم *

لقد شكل الشهيد القائد مروان مع رفاقه سوراً منيعاً لحماية البوابة الشمالية الغربية لحجر والضالع ككل، تحطمت عليه أحلام المليشيات وفشلت في اقتحامه بالرغم من شحة الإمكانيات وقلة الاهتمام من قبل القيادة العليا لجبهات الضالع بجبهة المشاريح بشكل عام خصوصاً في الجوانب اللوجستية، إلا أنه كان يبذل من ماله الخاص واحياناً كثيرة يستدين من أجل أن يوفر المؤن الضرورية من الذخائر والسلاح للمقاومين، وظلت هذه المديونية تتراكم عليه حتى لحظة استشهاده.

* مواقف خالدة رسمها الشهيد القائد مروان في ذاكرة أفراده *

للشهيد القائد مروان مواقف بطولية كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ظلت ولاتزال في ذاكرة أفراده من أبطال المقاومة، لكننا سنتطرق إلى بعض المواقف التي برز فيها دور القائد الفعلي في سعيه للحفاظ على ثبات المرابطين وتماسك الجبهة، ففي أحد المرات ذهب ليتفقد الأبطال في الخطوط الأمامية، ورأى البعض من أفراده يرابطون في المتارس دون سلاح، فسألهم ”لماذا ترابطون دون سلاح؟“ ، فأجابوه باللهجة الدارجة ” لا نملك أسلحة ولكننا على الاقل نقوم بتعبئة الذخيرة للمرابطين وخدمتهم إذا اشتدت المعركة ونترقَّب الفرص فعندما يتم قتل حوثي أخذنا سلاحه“ فحز ذلك في نفسه وقال ”أخشى على مثل هؤلاء أن يرتقوا شهداء وهم عزل“ وانطلق مباشرة لشراء أسلحة لهم والتي ظلت قيمة البعض منها لم تسدد بعد حتى وقت ارتقائه شهيداً.

* موقف والدته في إحدى المرات *

ومن أطرف المواقف أيضاً التي حصلت للشهيد أنه ذات يوم تحديداً قبيل أيام عيد الأضحى، زار أفراده وشكوا له حالهم أنهم لم يكن لدى معظمهم حاجيات العيد لأسرهم من ملابس لأطفالهم وأضاحي، فذهب إلى أمه العجوز وتوسل إليها أن تعطيه ”الثور“ الذي تملكه، فوافقت رغم أنه كان هذا الثور كل ما لديها ورأس مالها، فأخذه وقام ببيعه ثم قام بتوزيع قيمته على أفراده واللذين كانوا - ومازالوا- جميعهم مقاومين من أبناء بلدتي المشاريح والمرياح وغيرها من قرى حجر السفلى ممن لم يتم ضمهم إلى أي وحدة عسكرية بعد.

* لحظة ارتقاء القائد الشاب مروان العشوي شهيداً، معلناً اللحاق بأخويه *

ظل الشهيد القائد مروان العشوي هو ورجاله من المقاومين في هذه الجبهة يواجهوا العدو بالإمكانيات المتاحة، وسطروا أروع الملاحم البطولية حتى تحقق النصر وتم طرد المليشيات من أجزاء واسعة من حجر بما فيها معسكر الجب الاستراتيجي وبتار وذلك في ملحمة الـ8 من أكتوبر من العام 2019م ، ليتمركز الشهيد ورجاله في مرتفعات بَتَار بمعية رجال الشهيد القائد اسماعيل لعجم، وكذلك مرتفعات جنوبي بلدة حبيل يحيى والثوخب شمال شرقي مديرية الحشا، واستمر في هذه الجبهة حتى ارتقى شهيدا صبيحة يوم السبت الموافق 14 ديسمبر 2019م، وهو يقود معارك شرسة يشارك فيها رجاله في مواجهات مباشرة.

رفض الشهيد القائد في ذاك اليوم إلا أن يكون في مقدمة الصفوف ليفدي بدمه وجسده وروحه الدين وتربة هذا الوطن، ولينهي مسيرة حافلة بالعزة والكرامة والشجاعة والنبل والإقدام والتضحية والعطاء... ارتقى شاباً يافعاً عازباً عن عمر يناهز الـ28 عاماً ، ليترك أم ثكلا مكلومة، وخطيبته التي على وشك الزواج منه لولا المعركة، وأربعة إخوة لا يقلوا شجاعة عنه، وجبهة تحن إليه صخورها ورمالها قبل رجالها، ورفقاء درب ومسيرة نضال لطالما افتقدوه وترك رحيله فيهم جرحاً غائراً لن يندمل، ثأروا له مئات المرات ولازالوا.

* من صفات الشهيد القائد مروان *

الشهيد القائد مروان العشوي امتاز بالشجاعة والإخلاص والوطنية، رجل مقدام وشهم لا يحب الظهور ولا يخاف الموت، شاب ذو مواقف مشرفة ليس في ميادين الشرف والبطولة فحسب ولكن حتى على مستوى الجوانب الاجتماعية شهد له القاصي والداني من أهالي بلدته والبلدات المجاورة والجبهة ككل، وكان همة الجبهة ليل نهار، تراه كانه النحلة يدور على كل مترس ويتفقد كل مقاوم من أفراده، ويشعر الجميع أنه فرد منهم، يشد أزرهم ويرفع معنوياتهم عنان السماء، حتى صنع منهم أُسودًا يقاتلون إلى جانبه ولا يخشون الموت.

الشهيد منير عبده محمد صالح العشوي
الشهيد منير عبده محمد صالح العشوي

* الشهيد الشبل منير عبده العشوي *

لم تكتفِ هذه الأسرة بما قدمته من تضحيات في سبيل الوطن والدين، بل استمرت في رفد جبهات القتال برجالها الواحد تلو الآخر، ففي تاريخ 24 من نوفمبر الماضي 2022م ارتقى الشهيد الشبل البطل منير عبده العشوي ذو الـ 20 عاما وهو يرابط في مقدمة الصفوف أثر استهدافه بطائرة مسيرة حوثية بشكل مباشر في قطاع الجُب نال فيها شرف الشهادة على الفور ملتحقاً بأعمامه الثلاثة، وبرحيله فقدت أسرة العشوي أربعة شهداء في ميادين الشرف والبطولة فيما لايزال بقية أعمامه وإخوانه في مقدمة الصفوف يواصلون الدفاع والذود عن هذا الوطن.

القائد منصور محمد صالح العشوي: قائد كتائب الشهيد مروان العشوي جبهة المشاريح قطاعي حبيل يحيى والثوخب
القائد منصور محمد صالح العشوي: قائد كتائب الشهيد مروان العشوي جبهة المشاريح قطاعي حبيل يحيى والثوخب

* لايزال في الأسرة من يحمل الراية *

القائد البطل منصور العشوي قائد كتائب الشهيد مروان العشوي، قائد قطاع الثوخب، لم تكتفِ اسرة العشوي بتقديم تلك القرابين من فلذات أكبادها فداء لهذا الوطن الذين فدوه بأرواحهم على أسوار حدوده وبوابته الشمالية، كلما يسقط شهيد يفزع أخوه الآخر لحمل الراية، فلا يزال القائد البطل منصور العشوي قائد كتائب الشهيد مروان العشوي يقتفي أثر إخوانه ويقود المعارك في نفس الجبهة وسط قطاع الثوخب إلى جانب أخيه الأكبر القائد عبده العشوي أبو الشهيد منير، ماضون في نفس الطريق ونفس الأهداف متحملين نفس الصعاب والمشقة، وبنفس المعنويات والعنفوان.

رحم الله شهداء أسرة العشوي وكل شهداء جبهة المشاريح والضالع وكافة شهداء الجنوب بشكل عام وأسكنهم فسيح جناته، وإنها معركة حتى النصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى