​أكتوبر.. الذكرى والتقييم

>
لكل شعب يوم وطني يعتز به مهما كانت طبيعته في محدوديته او اتساعه وسلبياته وإيجابياته، يتزوّد منه عزيمة واصرارًا وتحررًا ويستمد منه وقودًا في مواجهة الصراعات التي تعتمل فيه وعليه سلبًا وايجابًا ويوم 14 أكتوبر يوم وطني جنوبي سيظل يتجدد في النسيج الوطني الجنوبي.

مهمة النخب الجنوبية مقارنة وجوه الشبه والاختلاف والتطابق والتضاد في واقعه الحالي ومدى تطابقها او اختلافها وظروف ذلك اليوم الوطني، فالتاريخ لا تتكرر أحداثه بشكل ميكانيكي ولا يمكن مماثلة تجربة الجنوب في 14 أكتوبر ومقاومتها للمستعمر البريطاني بظروف في الجنوب اليوم.

كانت تجربة الجنوب مع الاستعمار البريطاني تجربة مستعمر له سمات حضارية مختلفة، وتجارب استعمارية في مناطق كثيرة من العالم ويعترف أنه مستعمر، وأما احتلال اليمننة فهو احتلال استيطاني يتكلم نفس اللغة ويصلي إلى نفس القبلة ويتبجح أنه "يدير الجنوب بالاستعمار" !! والجنوب في مشروع اليمننة جغرافيًا فقط ، وهم أصحابها، لذا لا غرابة أن يطالب الحوثي ب80 % من ثروات الجنوب، فالجغرافيا لهم أما السكان فـ"هنود وصومال" يكفيهم 20 % قابلة للقضم، لأن هذا أو أقل منه كان يعطيه "عفاش" للجنوب من ثروته ووجد من يطبل له "أنهم رجال دولة" ، احتلال استيطاني يعمل بجد لطمس الجنوب ويريد الجنوبيين أقلية كـ"الهنود الحمر" أو أدنى.

إن 14 أكتوبر ثورة تحررية جنوبية من الاستعمار البريطاني وهذا سياقها في الجنوب، فلا جنوبي ثار ضد المستعمر البريطاني، ليكون محكومًا لصنعاء بإماميتها ولا عصبويتها أو جزء من نظامها، ولا يمني ثار لأجل أن يتحرر الجنوب من المستعمر البريطاني، لذا لابد من عودة الوعي وتصحيح المفاهيم، وأن يخلو الخطاب السياسي والإعلامي من كل ما يربط الجنوب باليمننة، واعتماد خطاب مميز بأن الجنوب وطن وشعب، واليمن وطن وشعب، وأن يكون احتفالنا بثورة أكتوبر ثورة تحررية وننفي وننقي خطابها من اليمننة، وبأي ارتباط للجنوب بها.

إن المدخل والمآل لما وصل الجنوب له من احتلال استيطاني ومحاولات تغيير التركيبة السكانية، بتكثيف الاستيطان والهيمنة على التجارة والموانئ.. الخ وتسكين الإرهاب ثم تكثيف النزوح الآن جاءنا من آثار تلك  الأكذوبة عن واحدية سبتمبر وأكتوبر، فمن هذا المدخل المغلّف بشعارات قومية بأن الوحدة حلم كل عربي، انخدعت نخب جنوبية وصارت خطابًا جاذبًا دون التفكير بالمسائل والقضايا والأزمات والكوارث التي أفرزتها تلك الأحلام في الجنوب، من الشهر الأول للوحدة قتلًا وتصفيات ونقض مواثيق ثم حروب واجتياحات مازالت مستمرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى