​حرب غزة: طهران تفاوض على وقع تسخين جبهات لبنان والجولان واليمن

> تحليل/ علي حمادة:

>
يبدو أن الموقف الإيراني متدرج صعودا في ما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة. الموقف المتصاعد الذي نتحدث عنه يجول به وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على عواصم الممانعة: بغداد، بيروت دمشق، فضلا عن العاصمة القطرية الدوحة التي تلعب دور حامل الرسائل والوسيط بين طهران وواشنطن.

ومع اقتراب موعد الاجتياح البري الإسرائيلي لشمال غزة ووسطها، ارتفعت حدة التهديدات الإيرانية وتوضحت أكثر انطلاقا من ميدان جنوب لبنان والجولان، ووصولا إلى الكلام العلني المنقول عنه في جولاته المكوكية (عاد إلى بيروت للمرة الثانية) التي تتزامن مع جولات مكوكية يقوم بها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي لا يكاد يحط في عاصمة عربية معنية بالأزمة حتى يغادرها إلى عاصمة عربية أخرى معنية أيضا لينتهي به المطاف للمرة الثانية منذ وصوله إلى المنطقة في تل أبيب، نحن إذا أمام حركة مكوكية بين طرفي النزاع النهائيين إيران والولايات المتحدة، والمنطقة تتأرجح على حافة هاوية الحرب الشاملة بين دقيقة وأخرى، واعتقادنا أن تهديدات عبد اللهيان التي أذنت له إدارته بإطلاقها أمام الإعلام العربي والعالمي جدية توازيا مع قيام "حزب الله" بتسخين جبهة جنوب لبنان، وسط صمت لبناني تام، وتحضيرات في الداخل لحرب وشيكة.

فصمت القوى السياسية اللبنانية وبالأخص المسؤولين مثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله أبو حبيب له أسباب تتعلق بخطورة الموقف وقرب توريط لبنان بحرب مع إسرائيل اعترف ميقاتي بأن قرارها ليس بيد الحكومة، وأنه كرئيس للحكومة خارج الصورة تماما.

يقول عبد اللهيان في سلسلة من التصريحات أدلى بها بكثافة يوم الأحد الماضي إنه "إن لم ينجح وقف العدوان على غزة فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد ويزداد احتماله كل ساعة".

ويضيف ما هو أخطر: "أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه (الأوروبيين) أنه إذا لم تتوقف جرائمه فإن غدا سيكون متأخرا"، ويخلص قائلا: "لا أحد يستطيع ضمان السيطرة على الوضع إذا توغلت إسرائيل في غزة". هذا تهديد مباشر بالحرب الشاملة على جبهات عدة، بمعنى أن طهران تريد وقف الحرب على "حماس" وغزة فورا لأن الاجتياح البري قد يقلب الصورة تماما. ولأن طهران تريد البناء على "انتصار" عملية "طوفان الأقصى" قبل أن يرتفع الثمن الذي تدفعه "حماس" والقطاع عاليا إلى درجة تلغي مفاعيل العملية ونتاجها "الإيجابية" بالنسبة إلى محور إيران.

والسؤال الآن: هل يمكن البناء على تهديدات إيران التي يوزعها عبد اللهيان في كل مكان؟ هنا لب المسألة، فالميليشيات الإيرانية المنتشرة في كل من لبنان وسوريا وصولا إلى اليمن يمكن تحريكها في مرحلة التفاوض تحت النار، لكن إن فتحت الجبهات كما يهدد الإيراني بشكل رسمي، ستحرف القضية من عنوان إنقاذ غزة من الجنون الإسرائيلي إلى مواجهة بين إيران وميليشياتها من جهة، ومن جهة أخرى أمريكا أولا ثم إسرائيل والغرب عموما، ولذلك نحن نقدر أن الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة لجهة توسع الحرب أو البدء في احتوائها، وكما قال عبد اللهيان إن "احتمالات اتساع جبهات الحرب تزداد كل ساعة".

بناء على ما تقدم، لا يمكن حصر أهداف عملية "طوافان الأقصى" بـ "حماس" والصراع مع إسرائيل، بل أن لها أهداف أوسع وأكبر وأكثر خطورة.
نقلا عن "النهار"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى