باب المندب أخطر "رئة" للعالم

> على فرضية أن ماجري في البحر الأحمر حرب حقيقية بين أمريكا وبريطانيا ضد الحوثي، وليست حرب "نحن بنضرب الموجة، وأنتم اضربوا الجبل"، فإن ما يقوم به الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن يريد أن يثبت أنه "السوبر مان" المؤثر إقليميا لا سواه!! ويريد - باسم نصرة غزة - ابتلاع الكل وأبرزهم الجنوب!!، فدعوى أنه يهاجم السفن الإسرائيلية فارغة فالهجمات صارت مخاطر أمنية على كل السفن التي لا علاقة لها بإسرائيل والبحر الأحمر ليس شان محلي أو بحر مغلق بل "رئة مواصلات" عالمية للشرق والغرب تتأثر به دول الإقليم أكثر من غيرها و"خنقة" يخنقها قبل خنق إسرائيل!!

ستصل تداعيات هجماته إلى المساس بأمن المواطن الغذائي والدوائي، بغض النظر عن كمية الشحن باسم غزة التي يضخها خصوم الانتقالي عبر الذباب الإلكتروني الحوثي / الإخواني، ولفيف "ذباب" من "جاء استلب بهم" باسم غزة والعدوان عليها.

كل العالم يريد تجنب عواقب التوتر بالبحر الأحمر، وكل العالم يريد إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، الخلاف حول تأثير ما يدور في البحر الأحمر على الأجندات والمشاريع المتصارعة، فالحوثي وجماعات الإخوان جعلت "دعم غزة" والحق الفلسطيني مجرد لوحة إعلانات لتناصب مشروع الجنوب العداء في استثمار دماء الغزاويين، وتصفية الحسابات معه ومع قياداته فـ"ذبابهم" المنتشر في الإعلام والتواصل الاجتماعي يجعل من موقف المشروع الجنوبي ضد العدو الحوثي ورفضه مواكبته، أنه موقف ضد غزة، بينما الحقيقة أن استخدام الحوثي وبقية أعداء المشروع لـ"غزة" لا علاقة له بنصرتها، فما يدّعونه دعمًا لـ"غزة" ما منع ولا خفف عنها عدوانًا، ولو أوقفت إسرائيل عدوانها فالفضل ليس لقيمة عمليات الحوثي -إن كان لها قيمة- بل الفضل لصلابة المحارب الفلسطيني، ولأن العالم ضج من مجازر إسرائيل، ولأن أمريكا لا تريد حربًا إقليمية واسعة وستضغط على إسرائيل بعد أن تكون دمرت غزة.

إن ضريبة الدم في الجنوب دُفِعت وستُدفَع، لا محالة، ضد مشروع التوسع الحوثي/الإيراني، سواء هاجمت إسرائيل غزة أم لم تهاجمها فـ"رباط المقاومة" واحد ضد المشروعين، والانتقالي معني بما يدور، لأنه كيان فاعل لقضية قدمت آلاف الشهداء ضد مشروع الحوثي/ الإيراني، هو ليس جماعة "واتس آب"، لذا يجب أن يقف حيث تقف مصالح مشروعه بدون عواطف، فإما أن يكون جزءًا من مشروع ساحات إيران بدعوى "نصرة غزة"، ولن ينصرها بأكثر من الكلام في الوسائط الإلكترونية ويصبح الجنوب جزءًا من المشروع الإيراني أو يقف مع العالم في تأمين البحر الأحمر، وموقفه ليس ضد فلسطين بل إن هجمات الحوثي تهدف لمحو أي مشروع أو دور جنوبي، وأن الحوثي هو المشروع الفاعل الوحيد برًا وبحرًا وجوًا "سوبر مان" وكل الذين يمجدون بطولاته يثبتون للعالم ذلك، سواء أن صدقوا أو نافقوا بنصرة غزة.

لو وقف الانتقالي مع مشروع الساحات الإيرانية فلن ينصر غزة إلا بزوبعات إعلامية كزوبعات الساحات، ستجد "بعض الذباب" يردد أنهم من "مشروع الضاحية"!! وحين أثبت أنه عدوها وأثبت من هم حلفاؤها قالوا: "إنه ضد غزة" وحين تمتنع السفن عن الموانئ الجنوبية، إما خوفًا من هجمات الحوثي أو بارتفاع بوليصة التأمين، ويرتفع ثمن الغذاء والدواء، ستجد "كل الذباب" يضج لماذا هذا الارتفاع!!؟ إنها مسؤولية الانتقالي!! وسينسون غزة!!!..هكذا هو "ذباب الرمم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى