​تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. «كمّل امكذب»!

>
​تراجعت هجمات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن في الشهرين الأخيرين تراجعًا كبيرًا مقارنة بالأشهر الماضية ويمكن إرجاعها إلى عوامل متداخلة منها ذاتية لدى الانقلابيين وأخرى دولية إقليمية، فالهجمات الحوثية كانت تكتيكًا حوثيًا استغل أحداث غزة لخلط الأوراق محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا في سياق محاولاتهم لتقديم ساحات إيران أنها المقاوم الأوحد لإسرائيل، وبأنهم القوة الأقوى والأقدر، واستغلوا فشل الحرب وسيطرتهم على معظم الشمال وجعلوا ذلك ميزة وظفوها دوليًّا وعربيًّا وإسلاميًّا لصالحهم.

كانت حرب غزة فرصة لخلق معركة تكتيكية تجذب انتباه الرأي العام الدولي والمحلي والعربي والإسلامي وتخلق ضجة دولية في أهم طريق تجاري في العالم وأن الانقلاب الطرف الأقوى في اليمن بنصر غزة والانتصار لها، لكن طول حرب غزة وازدياد قناعات الحوثي وإيران بأن إسرائيل ستحسمها عسكريًّا مهما كانت وحشية الحسم ومهما كان الرفض والتنديد الدولي، وكان من عوامل تراجع عمليات الحوثي، إذ كانت حسابات إيران وساحاتها أن الضغط الدبلوماسي الدولي بسبب بشاعة الانتقام في غزة وفظاعة التدمير فيها والرهان على أن إسرائيل لا تحتمل حربًا طويلة سيوقف الحرب فيجعلون من إيقافها نصرًا لساحاتهم!

إن من عوامل التراجع التصنيف الأمريكي للحوثي بالإرهاب، وكذا ضربات الردع الأمريكية البريطانية واستشعار الحوثة من تقديم دعم للقوى المحلية المعادية لهم في حربهم معه وقدرة تلك القوى في هزيمته إذا رفعت الدولتان الخطوط الحمراء التي ظلتا ترفعانها كلما استشعرتا هزيمة الحوثي*

وفي المسار الدولي فإن الضغوط الدبلوماسية على طهران والدور العماني الدبلوماسي المنقذ للحوثي منذ بداية انقلابه وتحوّله إلى دور محذّر وناصح كلها عوامل تظافرت لتراجع الهجمات.

الحوثي من ساحات إيران ويتحرك وفقًا لاستراتيجيتها كسائر ساحاتها وقد توسعت الدبلوماسية الغربية إلى الصين وغيرها للضغط على إيران لتضغط بدورها على ساحتها في اليمن في مسالة حرب الممرات بل إن الضرب المباشر لقيادات إيران كان رسائل قوية لطهران بأن الحرب لن تستمر مع الوكلاء في ساحاتها، بل ستصل الوكيل في طهران، وقد وصلت له بطريقة مُسيطَر عليها هذه المرة ! وبالتأكيد على أن هذا المسار الخشن مع مسارات ضغط أخرى على طهران أسهمت في تراجع هجماته في البحر الأحمر التي استنفذت هدفها إيرانيا واستمرارها سيؤثر على إيران لذا خفّت الهجمات فبقائها بنفس الوتيرة توسيع لدائرة الحرب وفرض قواعد اشتباك أخرى ليست لصالح طهران ولا لصالح الحوثي، كما أن دعوى توسيع عملياته إلى المحيط الهندي ليست سوى "ورقة توت" لا تغطي التراجع بل تثير الضحك لسذاجة الادّعاء.

إن تراجع عملياتهم في البحر الأحمر يؤكد فشلها وعدم جدواها ويحاول الحوثي أن يعوّضها بحرب إعلامية ضد المملكة والإمارات بلهجة إعلامية خرقاء لتغطية فشله وتآكل مصداقية ما ظل يدّعيه خلال الأشهر الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى