لا تفاوضوا على بقرة!

> نتائج الحوار والمفاوضات لم تفضِ إلى شيء ثابت حتى اللحظة، مادام أن المفاوض لم يعمل على إعداد أسانيده بالشكل المطلوب، فترك الأصل الثابت والدليل الذي يثبت أصل الحق وذهبنا لنفاوض على نزاع جانبي لا يؤمن دليلًا ولا يثبت حقًا. فقد تركنا أصل الحق وذهبنا لنجادل في غير ذلك فضيعنا الدليل الثابت. ما نفاوض عليه ليس ثابتًا ولا هو من الذي يمكن الاستناد عليه في شيء، مثل الذين فاوضوا الله على بقرة و ترك أصل الدليل الثابت وهو ثابت محكم.

لذلك، لم نمعن النظر بشكل جيد في تقديم دعوانا وأمعنا بدلًا عن ذلك في المجادلة والدخول في حوارات وجلسات أخذت من أعمارنا ومستقبل أجيال سنين عديدة و قد تمتد لسنوات أخرى. لم تستطع عقلياتنا بعد استيعاب جذور المشكلة ولا وضع الحل الجذري لها. بل تركناها سائبة وجلسنا على مقاعد المتفرجين لما يدور بلا حراك.

أغفلنا الحق و ذهبنا خلف كواليس المماطلة التي قادتنا إلى مساحة من الفراغ الممتلئ بالهواء وغرفة بيضاء، أفلتوا البقرة و عادوا إلى النظر في ملف الدعوى من جديد وقراءة الأدلة التي ترتبط بسندها الصحيح. فحتى البقرة المتفاوض عليها تم ذبحها بمجرد أنه تمت الإشارة إليها دون معرفة من تسبب في ذلك، القضية الجنوبية ودعواها ليست بالحدث الجديد حتى يتم التفاوض عليه.

هي موجودة وقديمة ولها من الأسس والبراهين والبينة الموثقة. علينا أن ننتبه للألفاظ والعبارات التي نكتبها أو نتحدث بها فقد يصل المعنى بغير وجهه الصحيح فيغير من المفهوم الذي يتلقاه غيرنا. و بذلك تتكون لديه في قرارة نفسه عقيدة تكبر حتى تصبح ثابتة. القضية لا تحتاج إلى برهان القضية الجنوبية أكبر من مجرد جدال. ولا أعتقد أن ما وصل إليه الجنوب اليوم يمثل ما نسبته بالمائة بل هو فعليًا وفي ملف المفاوضات يدل أدنى من تلك النسبة بكثير. نعم هناك رسائل نقول أننا أوصلناها إلى مسمع الدول الأخرى وعبر قنوات إقليمية و دولية لكننا في المقابل لم نقدم ملفًا متكاملًا يحمل قضية خالية من الثغرات مستوفية الأركان، والدليل القاطع الذي أغفلنا فيه حقا ثابتا فتركنا الدليل الثابت وأصل الحق في مقابل القبول بالبقرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى