> ​تداول يمنيون في الأيام الأخيرة تسريبات عن احتمال إحياء الاتفاق بين السعودية وجماعة الحوثيين لحل الأزمة اليمنية وإن بوتيرة أقل تفاؤلاً عن الأجواء التي كانت سائدة قبل أشهر، تحديداً في نوفمبر الماضي عندما وصل التقدم في مسار المحادثات إلى حد الخوض في تفاصيل التفاهمات والإعداد لخروجها إلى العلن.

إلا أن بدء الحوثيين تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، تُركز على السفن التابعة لإسرائيل أو المتوجهة إلى موانئها، أدى إلى فرملة المفاوضات من أجل حل الأزمة اليمنية من دون أن تبرز مؤشرات إلى انهيار ما تم البناء عليه بين الطرفين، لا سيما بعدما نأت السعودية بنفسها عن التحالف البحري الذي شكلته الولايات المتحدة للتصدي لهجمات الحوثيين.

وتزامن ذلك مع تصعيد عسكري في جبهات تعز، حيث استهدف مقاتلو الجماعة، السبت الماضي، بالمدفعية المناطق السكنية في مديرية الصلو، جنوب تعز، بالتزامن مع استهداف مواقع الجيش الوطني، بالإضافة لقصف مواقع مدنية وعسكرية في مديرية مقبنة، غربي المحافظة. وأفشل الجيش الوطني محاولات للتسلل في عقبة منيف، شرقي مدينة تعز، وجبهة الأحطوب، غربي المحافظة، وجبهة عصيفرة، شمال المدينة.



من جهته، قال المحلل السياسي يوسف مرعي إن "مهاجمة زعيم الحوثيين للسعودية تأتي في سياق محاولة الحفاظ على ما حصل عليه من مكاسب في مسار مسقط، وربما تندرج في حالة التحذير من أن أي انخراط للسعودية في الصراع (في البحر الأحمر) سيعيد الصراع معها إلى نقطة البداية".


وأشار مرعي إلى أن المسار العماني حقق نجاحاً في الصيغة الثنائية بين الرياض والحوثيين، خصوصاً في خلق تهدئة مستدامة بينهما، لكن دون مشاركة باقي الأطراف اليمنية، وهو ما خلق ردود فعل اتسمت بعدم الرضى والخوف بشأن هذا الوضع. وأوضح أن "جهات فاعلة في المشهد اليمني، منها المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس السياسي للمقاومة الوطنية، أبدت حذراً، وانتقدت بشكل مباشر بعض ما تم الحديث عنه في مسار مسقط، وأن خريطة الطريق تُوفر من وجهة نظرهم مزايا اقتصادية مفرطة لسلطة المليشيات المعادية في صنعاء".