​صحيفة: إستراتيجية واشنطن ضد تهديد الحوثيين في البحر الأحمر فاشلة

> واشنطن "الأيام" العرب اللندنية:

> مع تزايد هجماتهم على السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، يواصل الحوثيون، وهم مجموعة قبلية مدعومة من إيران من منطقة صعدة في اليمن والذين استولوا على السلطة قبل عقد من الزمن، تعريض حرية الملاحة والتجارة للخطر.

واستخدمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في البداية البحرية الأميركية لمواجهة التهديد، لكن هذا كان، في أحسن الأحوال، بمثابة ضربة موجعة، وفي أسوأ الأحوال، إشارة إلى الفضيلة العسكرية التي أهدرت موارد هائلة مقابل نتائج قليلة.

واعترفت إدارة بايدن بالفشل من خلال سحب المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور من البحر الأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط مع حالة تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله. وغالبا ما يقلل فريق الرئيس جو بايدن من أهمية الإستراتيجيات العسكرية لصالح الاعتقاد بأن الدبلوماسية وحدها قادرة على إنهاء التهديدات التي يشكلها الخصوم الأيديولوجيون والعدوانيون.

ويرى مايكل روبين، مدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط وزميل أقدم في معهد المشاريع الأميركي في تقرير لمجلة أنترناشونال الأميركية أن الافتقار إلى الاهتمام بالديناميكيات المحلية تفوت فرص إنهاء تهديد الحوثيين وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني.

وطوال فترة الحرب الأهلية في البلاد، كان جنوب اليمن ينعم بالسلام والاستقرار نسبيا. وكما هو الحال مع أرض الصومال، أغلق جنوب اليمن الباب في وجه تنظيم القاعدة.

ويقول روبين إن الاعتراف بحقوق جنوب اليمن وأرض الصومال في تقرير المصير بدلاً من التضحية بحرية الملاحة والمصالح الأميركية لصالح نظام موال لإيران في صنعاء ونظام موال للصين في مقديشو كان ينبغي أن يكون قراراً سهلاً بالنسبة لصانعي السياسات الأميركيين الذين يسعون إلى توطيد العلاقات.

وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2020 وبعدها مباشرة، أعلن بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن "الدبلوماسية عادت". ومن خلال السماح للسعودية باستضافة البعثة الأميركية في اليمن بدلاً من إدارة قنصلية في عدن، أغلقت وزارة الخارجية الباب أمام فرص الدبلوماسية. وهذا يقود وزارة الخارجية إلى تفويت فرص القضاء على الحوثيين وإعادة السلام إلى شبه الجزيرة العربية.

وفي 22 يونيو 2024، التقى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي، مع عشرات المسؤولين المناهضين للحوثيين من صعدة في الجزء الشمالي الغربي من البلاد. ووعد الزبيدي بدعم المقاومة المناهضة للحوثيين في صعدة وعبر المحافظات التي يحتلها الحوثيون في اليمن. وتشير رغبة زعماء القبائل من معقل الحوثيين في إدارة ظهورهم علناً للجماعة المتمردة إلى أن المجموعة القبلية الموالية لإيران فقدت الشرعية المحلية.

وفي الكثير من الأحيان، يبدو مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية الأميركية أكثر ميلا إلى الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من الاعتراف بفوائد انهياره. و لأكثر من عقد من الزمن قبل الحرب الأهلية السورية، ردد الدبلوماسيون الأميركيون، على سبيل المثال، العبارة القائلة إن حزب الله منظمة قومية لبنانية لا ينبغي للولايات المتحدة أن تصنفها منظمة إرهابية مدعومة من الخارج.

ومع ذلك، فإن استعداد حزب الله لنشر وحدات للقتال إلى جانب بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية يدحض هذه الفكرة، كما كان اللبنانيون من جنوب لبنان أول من أشار إلى ذلك. ويعكس اجتماع الزبيدي ديناميكية مماثلة، إذ أن فكرة حصول الحوثيين على دعم شعبي هي فكرة مثيرة للسخرية، خاصة عندما تظهر معارضة شعبية في محافظتهم الأصلية. وفرضت إدارة بايدن مرة أخرى عقوبات على كيان الحوثيين بعد رفعها في الأسابيع الأولى من عام 2021.

كما أنها تدرك أن تجارة المخدرات الحوثية تغذي عدم الاستقرار في جميع أنحاء اليمن والشرق الأوسط. وبدلاً من فك الارتباط مع اليمن، حان الوقت الآن لمضاعفة جهودها والاعتراف بأن الولايات المتحدة لديها شركاء محليون محتملون من صعدة وعدن يرغبون في رؤية نهاية عهد الإرهاب الحوثي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى