جولة مفاوضات مسقط حول الأسرى اليمنيين تتخطى الهرج السياسي المثار حولها

> "الأيام" العرب اللندنية:

>
​انطلقت الأحد في العاصمة العمانية مسقط جولة مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية اليمنية، وجماعة الحوثي تحت إشراف الأمم المتحدة.

وكان إجراء هذه الجولة موضع شكّ إلى إيام قليلة قبل انعقادها بسبب ما ثار حولها من هرج ومزايدات سياسية صدرا بشكل أساسي عن حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع المحلية لجماعة الإخوان المسلمين والطرف المشارك في تشكيل السلطة اليمنية المعترف بها دوليا.

واعترض الحزب ظاهريا على إجراء مفاوضات مع الحوثيين من دون ضمانات مسبقة بأن تفضي إلى إطلاق سراح أحد قيادييه الأسير منذ سنوات لدى الجماعة دون كشف واضح عن مصيره. وأربكت ضغوط الحزب موقف الحكومة الشرعية من جولة المفاوضات حيث اتخذت بداية قرارا مستجيبا للموقف الإخواني وأعلنت عدم مشاركتها في الجولة، قبل أن تعود عن ذلك القرار.

وطال الهرج مصير القيادي في حزب الإصلاح محمّد قحطان الأسير لدى الحوثيين والذي نشر مصدر حكومي "معلومات" قال إنها “مؤكدة” بشأن تصفيته من قبل الجماعة، مطالبا باستعادة جثمانه لدفنه، قبل أن تعلن مصادر حكومية عدم دقة الخبر وتؤكّد أن إطلاق سراحه موجود ضمن عناصر التفاوض في مسقط.

ورأت  دوائر يمنية أن تشويش الإخوان على جولة المفاوضات الجديدة يتجاوز موضوع قحطان الذي اتّخذ ذريعة لمحاولة تفخيخ الجولة، بسبب مخاوف لدى قادة حزب الإصلاح من "تفاهمات غامضة وغير معلنة قد تكون السعودية قد دفعت نحو إبرامها بين دائرة ضيّقة من قيادة الشرعية وجماعة الحوثي، ولا يضمن الحزب أن تكون على حسابه وأن تنطوي على خصم من مصالحه ومنجزاته في مناطق سيطرته وخصوصا في محافظة مأرب الغنية بالنفط".

من جهتها عزت مصادر مطلّعة النجاح في تجاوز الصعوبات التي اعترضت عقد جولة مفاوضات مسقط إلى إصرار سعودي على عقدها رغبة في تحريك الملف الإنساني ليكون أرضية لإطلاق مفاوضات بشأن الحل السياسي للصراع اليمني.

وقالت المصادر إنّ القوة الدبلوماسية لسلطنة عمان لعبت دورا حاسما في جلب الحوثيين والشرعية اليمنية إلى طاولة التفاوض حول ملف الأسرى، متوقعة أن تساهم أيضا في إنجاح الجولة وجعلها مختلفة من حيث النتائج عن جولات سابقة.

وقال عضو ومتحدث الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل الأحد “انطلقت قبل قليل المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بشأن الأسرى والمختطفين في العاصمة العمانية مسقط، ويحدونا الأمل في تحقيق نتائج إيجابية". وأضاف "مطلبنا الأساسي كفريق حكومي هو الإفراج الكلي عن الأسرى والمختطفين دون تمييز على قاعدة الكل مقابل الكل".

وتابع "لدينا توجيهات واضحة وصريحة من قيادتنا السياسية حول ذلك وأن يتعامل الوفد الحكومي بمسؤولية والتزام كامل بهذا الملف الإنساني، وأن لا يتم تجاوز المخفي السياسي محمد قحطان بأي شكل، بحيث يكون على رأس أيّ صفقه تبادل".

من جانبه قال رئيس الفريق الحكومي المفاوض يحيى كزمان إنّ “مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتعاملان بكل مسؤولية والتزام وجدية مع هذا الملف الإنساني، ويعملان على إطلاق سراح الجميع على قاعدة الكل مقابل الكل”. واستدرك لكن “التقدم في هذا الملف مرهون بكشف مصير ومبادلة محمد قحطان، بعد إخفائه لمدة تسع سنوات دون السماح له بالتواصل مع أسرته”. وقحطان هو قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد أربعة أشخاص طالب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 الحوثيين بإطلاق سراحهم.

واعتقل الحوثيون قحطان من منزله في العاصمة صنعاء في أبريل 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، ولم يتم التواصل معه منذ احتجازه. ومنذ أبريل 2022 يشهد اليمن تهدئة للحرب التي بدأت قبل نحو عشر سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

والسبت قال رئيس الفريق الحوثي بمفاوضات الأسرى عبدالقادر المرتضى عبر منصة إكس "وصلنا إلى مسقط لحضور جولة جديدة من المفاوضات". وتابع "نأمل أن تكون جولة ناجحة وأن يتم فيها الاتفاق على صفقة تبادل جديدة وأن يوفقنا الله لحلحلة هذا الملف الإنساني".

ولا يُعرف على وجه الدقة عدد الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين حاليا لكن خلال مشاورات في ستوكهولم عام 2018 قدّم وفدا الحكومة وجماعة الحوثي قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومحتجز. وفي أبريل 2023 نفذت الحكومة وجماعة الحوثي أحدث صفقة تبادل تم بموجبها إطلاق نحو 900 أسير ومحتجز من الجانبين بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة بعد مفاوضات في سويسرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى