تحليل يبرز أهم دلالات مشاركة العليمي والزبيدي بأعمال جمعية الأمم المتحدة

> عدن «الأيام» خاص:

>
  • القيادة اليمنية والانتقالي معنيان بتقديم رؤية مشتركة للسلام باليمن
  • مكافحة الإرهاب وضمان تأمين باب المندب سيعزز التعاطي الدولي مع الرئاسي
  • التواصل المباشر مع الدول الخمس مهم لدعم أي حلول سياسية مقترحة
> قال المحامي والكاتب الصحفي جسار، فاروق مكاوي، إن مشاركة وفد الشرعية اليمنية في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك يحمل دلالات عدة أبرزها تعزيز الحوار مع القوى الدولية.

وشدد مكاوي في تحليل سياسي كتبه لـ"الأيام" على أن تلك الدلالات "تتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد لتشمل الجانب الدبلوماسي، السياسي، والاقتصادي".

وقدم الكاتب تصورًا لما يُفترض على وفد الشرعية أن ينجزه خلال تلك المشاركة، قائلا إن "تعزيز الحوار يجب أن يتمحور حول النقاط التالية:

1 . التواصل الدبلوماسي الفعّال:

لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف: ترتيب لقاءات مباشرة مع ممثلي الدول الكبرى والمؤثرة (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، والدول العربية الفاعلة). هذه اللقاءات يمكن أن تكون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أو من خلال زيارات رسمية خاصة. الهدف هو توضيح موقف اليمن من القضايا المختلفة، واستقطاب الدعم الدولي لمجلس القيادة الرئاسي في مسار التسوية السياسية.

توظيف البعثات الدبلوماسية: يجب على السفارات اليمنية تعزيز تواصلها مع الدول المضيفة من خلال إقامة علاقات مستمرة مع الوزارات والمؤسسات الدولية في تلك الدول، مما يسهل دعم اليمن في المحافل الدولية.

2 . تسويق رؤية مشتركة للسلام والاستقرار:

تقديم رؤية شاملة لحل الأزمة: يجب على القيادة اليمنية، بالتعاون مع المجلس الانتقالي الجنوبي، تقديم رؤية مشتركة ومتكاملة لعملية السلام، تشمل الأطراف اليمنية كافة. هذه الرؤية يجب أن تستند إلى المرجعيات الدولية المتفق عليها (مثل قرارات الأمم المتحدة)، مع إضافة آليات تنفيذية ملموسة.

إبراز دور القوى الإقليمية: التركيز على أهمية تعاون القوى الإقليمية، مثل دول الخليج، في دعم هذا الحوار، خاصة في ظل مبادراتهم السابقة والمستمرة، مثل دور السعودية في محادثات السلام.

3 . إظهار الانفتاح على الحلول الإقليمية والدولية:

الانخراط في المبادرات الدولية: يجب أن يظهر مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي استعدادهما للتعامل مع أي مبادرات دولية للسلام، سواء كانت برعاية الأمم المتحدة أو دول فاعلة مثل الولايات المتحدة. ذلك يرسل رسالة واضحة أن اليمن منفتح على الحوار ومستعد لتقديم التنازلات التي تخدم المصلحة العامة.

تشجيع الوساطات الدولية: يمكن للمجلس الرئاسي التفاعل بجدية مع وسطاء دوليين، مثل الأمم المتحدة أو دول محايدة، لضمان تحقيق تقارب بين الأطراف المتصارعة. هذا يمكن أن يتضمن دعوة دول أو منظمات دولية معينة لرعاية جلسات حوار بين الأطراف اليمنية.

4 . التعاون الاقتصادي والدعم الإنساني:

طلب دعم اقتصادي دولي: من الضروري أن يتم تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لجلب دعم مالي يساهم في إنعاش الاقتصاد اليمني. ذلك قد يشمل برامج إعادة الإعمار والاستثمار في البنية التحتية، التي بدورها تساهم في استقرار البلاد.

العمل على استقطاب المساعدات الإنسانية: الحوار مع الدول المانحة يجب أن يركز على تسريع وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني. إثارة الوضع الإنساني الكارثي في اليمن يمكن أن يكون نقطة محورية لجذب تعاطف القوى الدولية وضمان استمرارية الدعم.

5 . تقديم الضمانات الأمنية والاستراتيجية:

مكافحة الإرهاب والقرصنة: تقديم ضمانات للدول الكبرى حول استمرار التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، خصوصاً مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية. هذا سيعزز الثقة المتبادلة ويؤدي إلى توسيع التعاون العسكري والاستخباراتي.

تعزيز الاستقرار في مضيق باب المندب: هذا المضيق له أهمية استراتيجية عالمية. لذلك يجب على القيادة اليمنية طمأنة الدول الكبرى حول تأمينه وضمان حرية الملاحة فيه، مما يعزز التعاون الدولي والإقليمي.

6 . التفاعل مع المجتمع المدني الدولي:

الاستفادة من المنظمات غير الحكومية: التعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية يمكن أن يساعد في بناء ضغط دولي لتحقيق سلام دائم. كما أن هذه المنظمات يمكن أن تكون حليفًا في تقديم الدعم الإنساني، وإبراز الانتهاكات الإنسانية في الصراع.

إقامة شراكات مع الجامعات ومراكز الأبحاث: تعزيز الشراكات مع مؤسسات بحثية دولية قد يساعد في تطوير سياسات مستدامة لحل النزاع وتقديم دراسات تعزز الموقف اليمني في المحافل الدولية.

7 . إعادة بناء العلاقات مع دول مجلس الأمن:

التعامل المباشر مع القوى الكبرى: التواصل المباشر مع الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن الدولي ضروري لتأمين دعمها لأي حلول سياسية مقترحة. هذا يشمل تقديم ضمانات حول المصالح الاستراتيجية لهذه الدول في اليمن، سواء فيما يتعلق بالطاقة أو مكافحة الإرهاب.

الاستفادة من نفوذ هذه الدول: من المهم استخدام علاقات القوى الكبرى للضغط على الأطراف الداخلية والدولية لدعم عملية السلام، خاصة مع تزايد تدخلات القوى الإقليمية في الأزمة اليمنية.

8 . تسويق اليمن كطرف موثوق به:

بناء الثقة الدولية: يجب على القيادة اليمنية تقديم نفسها كطرف قادر على تحقيق الاستقرار والالتزام بالتعهدات الدولية. هذا يتطلب إظهار قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية.

الاستفادة من التحولات الجيوسياسية: يمكن لليمن أن يستفيد من تغير التحالفات الجيوسياسية في المنطقة، مثل تقارب دول الخليج مع القوى الغربية، لتعزيز موقعه كلاعب محوري في أي تسويات إقليمية.

9 . المشاركة النشطة في المحافل الدولية:

استغلال المنصات الدولية: المشاركة الفعالة في المؤتمرات الدولية والمنتديات الاقتصادية والسياسية العالمية تساهم في بناء صورة إيجابية لليمن، وتساعد في تعزيز التواصل مع المجتمع الدولي.

الاستفادة من الإعلام الدولي: يمكن استخدام وسائل الإعلام الدولية لتسويق المواقف اليمنية وإبراز قضايا اليمن للعالم، مما يساهم في حشد الدعم الدولي لحل النزاع.

خاتمة
تصور تعزيز الحوار مع القوى الدولية يستلزم استراتيجية متكاملة، مبنية على التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني، مع إظهار اليمن كطرف مسؤول يسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى