جرحى جبهة جرداد بتعز.. إهمال وتهميش من قيادة اللجان المعنية

> تقرير/ سليم المعمري

>  تتزايد معاناة جرحى جبهة جرداد بني عمر بمديرية الشمايتين محافظة تعز يوماً بعد يوم، مع تضاعف أعدادهم المستمر جراء الألغام التي زرعتها قوات الحوثي قُبيل اندحارها مهزومة منها.
وسيطر الانقلابيون عليها قبل احتلالهم لمدينة عدن نظراً لموقعها الإستراتيجي المطل على مديرية الوازعية، المنفذ الغربي، ليتمكنوا من إرسال تعزيزاتهم في حينها إلى محافظة لحج ومن ثم إلى العاصمة عدن.

وبعد عدة معارك وسيطرة متبادلة تمكن المقاومون من تحريرها كاملة غير أن الكميات الهائلة من الألغام التي زرعها الحوثيون ما تزال تحصد أرواح أفراد الجيش أو تعرضهم للإعاقات الكلية أو الجزئية.
وقدمت الجبهة، والتي تتكون من 360 فردًا من منتسبي قيادة محور تعز، 14 شهيداً و22 جريحاً جميعهم تعرضوا للإهمال من قيادة المحور وما يزالون.

معاناة لا تتوقف
الجريح محمد الكوري
الجريح محمد الكوري
الجريح محمد الكوري أحد الجرحى الذين يعانون من إهمال قيادتهم، يقول الكوري: «تعرضت للإصابة في تاريخ 19 يوليو 2016م جراء انفجار لغم أرضي، أدى إلى بتر ساقي اليسرى من تحت الركبة، بالإضافة إلى شظايا في الرجل الأخرى، وحتى الأن لم ألقَ أي اهتمام بالعلاج من قِبل الجهات المسئولة، وكل ما نتلقاه منهم هو عود متكررة بالسفر فقط، في الوقت الذي تم فيه تسفير جرحى من بعدنا، والسبب في توفيقهم أنهم ينتمون للأحزاب المتحكمة بزمام الأمور في المحافظة».

وأضاف متسائلاً: «لماذا كل هذا التمييز والإهمال نحونا من قبل قيادة المحور واللواء (17 مدرع)؟، بل والمؤسف أن هذه القيادة لم تتواصل معي حتى للاطمئنان على صحتي».
وحمّل الكوري مسؤولية ما يقاسيه «قادة الجبهات ومندوبو الجرحى وقادة الألوية والمحور واللجنة الطبية المعنية بعلاج الجرحى».

إقصاء وتهميش
الجريح علي الأبيض المعمري، وهو الآخر تعرض في 1 يناير 2017م لانفجار لغم أرضي، تسبب ببتر رجله اليمنى من نصف الفخذ، وإصابة الأخرى بإصابة بليغة تحت الركبة، وهي بحاجة ماسة إلى زراعة عظام وأعصاب وإصلاح مفصل، ونتيجة للإهمال يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
يضيف الجريح المشهور بـ «الأبيض» خلال شرح معاناته لـ «الأيام» انتمي إلى اللواء 17 مدرع، وما تلقيته من قيادة اللواء منذ إصابتي حتى اليوم هو عشرين ألف ريال فقط، استلمتها يوم الإصابة، ولم تكفِ في حينه حتى نصف إيجار السيارة التي أسعفتني من التربة إلى مستشفى أطباء لا حدود بمدينة عدن، ومنذ ذلك الحين لم أتلقَ من القيادة والمندوبين حتى اتصال هاتفي.

وأوضح المعمري في حديثه لـ «الأيام» أن نفقات علاجه وما تعلق بها بلغت حتى اليوم نحو اثنين مليون وخمسمائة ألف ريال، مضيفاً «في عهد المحافظ المعمري رفع اسمي ضمن الدفعة الثانية لتركيا، وكُتب لها الفشل، ومن ثم رفع مرة ثانية إلى الهند وفشل، ثم رفع مرة أخرى إلى تركيا وكُتب لها الفشل أيضاً، وفي عهد اللجنة الطبية السابقة أُقرّ سفري إلى القاهرة وتم المناقصة وجهزنا المعاملة الخاصة بها ولم يبقَ لي سوى الحجز والتذاكر، وبسبب حدوث مشاكل في تعز تم إيقاف اللجنة الطبية القديمة، لتأتي بعدها اللجنة الطبية العسكرية الجديدة وإلى الآن ولم يحلوا لي مشكلتي وعذرهم في ذلك عدم توفر التعزيز المالي، في الوقت الذي يُسفرون فيه جرحى آخرين ممن يتمتعون بالوساطة أو من ذوي القربى أو لهم انتماء حزبي، ونحن حُكم علينا بالسجن المؤبد والموت البطيء».

وقال الجريح بسام الشيباني: «أمورنا بيد اللجنة الطبية العسكرية، وقيادة المحور، وهم أذن من طين وأذن من عجين، غير مبالين بنا، والسبب أن حزبنا هو الوطن فقط، ولا انتماء لنا لحزب سياسي».

الكيل بمكيالين
الجريح علي الأبيض
الجريح علي الأبيض

عمر عقلان
عمر عقلان
من جهته، قال عمر عقلان المعمري، وهو ناشط مهتم بقضايا الجرحى، لـ «الأيام»: «طرحت موضوع الجريح علي الأبيض المعمري على د.إيلان أثناء ترأسها للجنة الطبية للجرحى، وتحصلت منها على استجابة ولكن سرعان ما تم تغييرها، وحتى الآن لم نلقَ من هذه اللجنة، التي تكيل بمكيالين، سواء الخذلان والتهميش لهذا الجريح، كما أن اللجنة الخاصة بفاعلي الخير في الهند حزبية ولا تستجيب لمناشداتنا المتكررة، وبسبب هذا الخذلان لجرحى جبهة جرداد بني عمر، أصبح الجريح الأبيض مبتور إحدى الساقين والأخرى متصلبة، ولا يستطيع الحركة سوى الرجوع إلى الخلف بواسطة يديه».

مخالفة واضحة
وثيقة يظهر فيها تحميل الجرحى تكاليف السفر
وثيقة يظهر فيها تحميل الجرحى تكاليف السفر

بدوره، أوضح طاهر المعمري، وهو قائد ميداني في جبهة، أن عشرات الجرحى من الجبهة يتعرضون للإهمال، بسبب المعايير المستخدمة من قِبل لجان الجرحى المتعاقبة والتابعة لقيادة المحور، وهذا المعايير ليس منها الحالة الصحية للجريح ومدى خطورة إصابته بل يتوجب أن يكون الجريح مثلاً قريب لهذا القائد أو ذلك المسؤول، والقص على هذا المنوال.
ويضيف في تصريحه لـ «الأيام» أن هناك جرحى تم عرضهم على لجان شُكّلت من قِبل المحور والمنطقة الرابعة نهاية 2017م وفى فبراير 2018 وكلها تُقر بأن حالتهم تحتاج للسفر العاجل، وإلى الآن لم يتم تسفيرهم، وما جنوا من هذه اللجنة سوى التعب والسفر من الريف إلى تعز وما تبعها من خسائر مادية.

وتحصلت «الأيام» على وثيقة تظهر فيها قيام اللجنة الطبية بتعز بإلزام أحد الجرحى على دفع تكاليف السفر ذهاباً وإياباً، في مخالفة واضحة لما هو متبع بهذا الخصوص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى