تسارع إنشىء كيانات موازية لتفكيك مؤسسات الدولة بصنعاء

> "الأيام» غرفة الأخبار:

> قطاع الطاقة استثمار ربحي غزير بإدارة 200 محطة لتوليد الكهرباء التجارية
> أفادت تقارير إعلامية أمس السبت إن المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة الذي أنشاءه الحوثيون مؤخرا تدير عشرات المحطات التوليدية الإنتاج الكهرباء التجاري التي تدر ملايين الريالات الى خزينة جماعة الحوثيين بشكل خاص.

ونبهت التقارير الى إن الحوثيين ورغم سيطرتهم على مؤسسات الدولة بالكامل في صنعاء ومناطق نفوذها إلا أنها مازالت تستحدث بإستمرار كيانات وهيئات موازية تنافس مؤسسات الدولة لتحل محلها.

الأسبوع الماضي أصدر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، قرارًا بإنشاء المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة وعيَّن عبد الغني محمد حسين المداني رئيسًا لها، بعد أن كان نائبًا لوزير الكهرباء في حكومة صنعاء غير المعترف بها، رغم تعرضه خلال الفترة الماضية لاتهامات من داخل الجماعة المسلحة نفسها بممارسة الفساد داخل الوزارة.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أمس عن إن المداني يدير نحو 200 محطة توليد كهرباء تجارية في صنعاء والحديدة، تعود إيراداتها إلى حسابات خاصة بالقيادات الحوثية، إضافةً إلى إدارة عدد من المحطات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الكهرباء في صنعاء إن هذه الخطوة تأتي ضمن "مخطط استراتيجي لتحويل مؤسسة الكهرباء وأصولها وشبكتها إلى قطاع تجاري استثماري يدرّ الأموال على الميليشيات، بعد إعادة تشغيلها إثر توقفها ثلاثة أعوام منذ اندلاع الحرب".

وتوقفت الكهرباء عن العمل في عام 2015 بسبب الحرب، واستعاض عنها المواطنون بمعدات الطاقة الشمسية باهظة الكلفة وقليلة الفائدة، وأفاد المصدر بأن النصيب الأكبر من تجارة الطاقة الشمسية يعود لتجار موالين للحوثيين الذين استفادوا من توقف محطات الكهرباء، للاستثمار في هذا الجانب.

وحسب المصدر، فإنه عند تراجع مبيعات الطاقة الشمسية بسبب تشبُّع السوق بعد ثلاث سنوات، عادت الميليشيات لتشغيل محطات الكهرباء في مناطق سيطرتها، وبيع الطاقة للمواطنين بعشرين ضعف أسعارها قبل اندلاع الحرب، إضافةً إلى إنشائها محطات تابعة لرجال أعمال موالين لها.

لا يُعرف عدد الكيانات الموازية التي أنشأها الحوثيون، فحسب مصدر في وكالة «سبأ» للأنباء التي يسيطرون عليها؛ لا تصل إلى الوكالة جميع القرارات الصادرة عن المجلس الذي يرأسه المشاط أو من رئاسة الحكومة، إلا أن العاملين في الوكالة يفاجؤون أحيانًا بورود أخبار إليهم لنشرها، عن أنشطة كيانات لم يسمعوا بها من قبل.

يذكر الباحث الاقتصادي وفيق صالح لـ «الشرق الأوسط» أن الحوثيين بدأوا منذ سيطرتهم على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014، بتنفيذ خطة منظمة للاستحواذ على مختلف المؤسسات الإيرادية والقطاعات الحيوية، لإنشاء اقتصاد طفيلي، على حساب القطاع الخاص المنظم والذي يعمل منذ عقود.

ويتابع صالح: «لم يكتفوا بتحصيل موارد مؤسسات الدولة، بل أسسوا هيئات إيرادية مستحدثة من أجل مضاعفة الإيرادات، وضمان استمرار تدفق الموارد اللازمة لتمويل الحرب، وإضافةً إلى هدفهم في مضاعفة الموارد والإيرادات من الهيئات المستحدثة؛ فإن للحوثيين أهدافًا أخرى».

ويسرد صالح من تلك الأهداف: «القضاء على مؤسسات الدولة التي كانت عنوانًا للنظام الجمهوري، واستبدال مسميات أخرى بها، لطمس تاريخ اليمن الجمهوري بتدمير مؤسساته، وإنشاء اقتصاد طفيلي، يقتصر على النخبة الحاكمة المنتمية إلى سلالة تسيطر على صنعاء والمحافظات المجاورة، وتسخيرها لتحقيق أهداف ذات أبعاد طائفية ومذهبية وتشطيرية، في سياق ممنهج لتقويض مفهوم الدولة اليمنية وأنظمتها القانونية والإدارية».

ويوضح أن إنشاء الهيئة العامة للأوقاف جاء لتمكينها من الإشراف على العقارات الوقفية والاستثمارات، وفصلها عن إشراف وزارة الأوقاف والإرشاد، فجرى إصدار قرار بتعديل مسمى الوزارة إلى وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، في حين أنشأت الهيئة الجديدة قطاعًا يسمى قطاع الاستثمار وتنمية الموارد.

ويشير إلى أن الغرض من هذا القطاع هو دراسة الوضع الاستثماري لكل العقارات الخاصة بالأوقاف في كل المحافظات وحجز أي أراضٍ استثمارية لصالح الهيئة مهما كان وضعها، وإنهاء عقود المتعاقدين معها.

يرى الباحث فؤاد المقطري في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن استحداث بعض هذه الكيانات جزء من صراع الأجنحة الحوثية، فيتم تأسيس كيان جديد مواز لمؤسسة حكومية تحت سيطرة أحد الأجنحة، ليتمكن جناح آخر من المنافسة في الحصول على الإيرادات وتعزيز النفوذ، ومثال ذلك هيئة الأوقاف التي نشأت بسبب صراع جناحَي أحمد حامد ومحمد علي الحوثي حول إيرادات وأنشطة وزارة الأوقاف.

وإلى جانب كون هذه الهيئة أُنشئت بسبب التنافس بين الجناحين؛ فثمة مخطط خطير من ورائها، وهو استرداد أراضٍ وعقارات يُزعم أن ملكيتها تعود إلى الأسر الحاكمة خلال فترة الحكم الإمامي قبل ثورة سبتمبر 1962.

وينبه المقطري إلى أن هناك خطة استراتيجية لحصر هذه العقارات والبدء في إجراءات السيطرة عليها من الهيئة المستحدثة؛ إضافةً إلى طرد مستخدمي أراضي وعقارات الدولة وتمكين قادة الميليشيات منها.

ويؤكد أن من الأهداف الأخرى للحوثيين في إنشاء الكيانات الموازية؛ تدمير وتفريخ مؤسسات الدولة، وخصخصتها لصالح الميليشيات، وضمان أن تعمل بطاقم وظيفي مكون من أتباعهم، وعدم تسريب أو كشف ما يدور فيها للرأي العام أو المجتمع.

ويحذّر من أن إنشاء هذه الكيانات يمثل كارثة مستقبلية في حال استمرار سيطرة الحوثيين، فهو يحقق لهم تأسيس دولة داخل الدولة، وإلحاق أنصارهم بها لضمان السيطرة التامة عليها، ومن ثم لاحقًا الاستغناء عن موظفي الدولة، وإحالتهم إلى البطالة، إضافةً إلى عدم مسؤولية هذه الكيانات عن حقوق المواطنين ومصالحهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى