التاريخ .. يروى ولا يطوى

> هل يعيد التاريخ نفسه، ليس بالمجمل، لكننا يمكن أن نشهد بعض تلك الملامح التي تلوح لنا في المنطقة العربية من تنامي العنف والعنف المضاد ورفض الاستيطان واستفحال عمليات القصف غير المبرر أو المقبول تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. فقيام إسرائيل بتصفية حماس والعمل في تنفيذ خطتها الاستراتيجية بعزل غزة عن باقي فلسطين، يعني إحياء الناصرية والقومية. دعوة الكيان الإسرائيلي لعملية التهجير القسري من ارض غزة(وفرض واقع أمني جديد) لن يطال غزة لوحدها بل سيمتد انسياقًا إلى حدود مشتركة مع فلسطين ككل. الحدود الآمنة التي يتطلع لها الجيش الإسرائيلي لن تسلم، ولكنه سيواجه بما كان من التاريخ العربي في الستينيات و السبعينيات ولو رافقته بعض الشيء متغيرات المرحلة و العصر الحديث المليء بالمآسي و استعراض القوة.

لذلك إن الحيلولة دون وقوع المزيد من دورات العنف لم تعد في ميزان الإدارة الأمريكية نفسها، أو في دائرة سياسة الحزبين الرئيسيين فيها.

بل أضحت في ملامح المرحلة المقبلة التي تتوارى خلفها مصالح، تعتقد أمريكا أنها قادرة على السير فيها بجانب كيان إسرائيل. وحماس هنا ليست إلا ورقة دفع يتم استغلالها لتحريك بيادق من أماكنها، ليسهل بعد ذلك للجيش الإسرائيلي استكمال ما بدأ فيه منذ السابع من أكتوبر الماضي. ذهاب إسرائيل في مرحلة تصفية القضية الفلسطينية، سيشعل المنطقة بأسرها بل والعالم، إن لم توقف إسرائيل تحركاتها الإجرامية، بل وتوقف سيل لعابها وهوسها نحو خلق بؤرة استيطانية جديدة، وتبقى مصر عمقًا للأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج. وليست أفريقية فقط.

محاولة إغراق المنطقة العربية بشحنات جديدة من بؤر إرهابية تستهدف أمنها واستقرارها لن يعود بأي فائدة على السياسة القائمة، إنما يستنزف الإدارة الأمريكية التي تعاني من اختلال دستوري وأخلاقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى