​من القبة الحديدية إلى المخيمات: كيف غير طوفان الأقصى حياة الإسرائيليين؟

>
تواجه إسرائيل أصعب تحدٍ في تاريخها منذ بدء عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، انتقامًا للجرائم الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. هذه العملية التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 ، ولا تزال مستمرة حتى الآن تعد من أكبر وأشد العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل منذ عام 1948. فقد استخدمت فيها أسلحة متطورة ومتنوعة، مثل صواريخ محلية الصنع وصواريخ إيرانية وروسية، وطائرات مسيرة وزوارق مفخخة.

كما أنها على وشك إشعال شرارة حرب إقليمية واسعة، يشارك فيها حلفاء المقاومة من لبنان واليمن وسوريا والعراق.

أثرت هذه العملية بشكل كبير على حياة الإسرائيليين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن نسبة الرضا عن أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انخفضت إلى 25 %، وأن نسبة الثقة في الجيش الإسرائيلي انخفضت إلى 40 %، وأن نسبة الدعم للحل السلمي مع الفلسطينيين ارتفعت إلى 60 %.  كما شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة ضد الحكومة والجيش، ومطالبات بالاستقالة والمحاسبة، و انقسامات داخلية بين الأحزاب والطوائف.  

إسرائيل، التي كانت تفخر بقوتها وثباتها، تجد نفسها في مواجهة خصم لا يرهبه الموت، ولا يرضخ للضغوط الدولية. المقاومة الفلسطينية، التي تضم حركات مختلفة مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من فصائل المقاومة، أبهرت العالم بقدرتها على إطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، واختراق بعضها بريًا، وأسر عدد من الجنود والمستوطنين .

 جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحظى بدعم أمريكي كبير، لم يستطع إيقاف هذه الصواريخ، رغم استخدامه للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع.

الحرب التي لا تزال مستعرة تسببت في مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، وإصابة أكثر من 3800 آخرين، وأسر أو فقدان أكثر من 900 جندي ومدني، وإغلاق المطارات والمدارس والمؤسسات العامة، وتعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية. كما تسببت ولأول مرة في نزوح نحو نصف مليون شخص داخل إسرائيل من منازلهم خوفًا من الصواريخ. هؤلاء النازحون، يعيشون في مخيمات للاجئين أقامتها حكومة نتنياهو في مناطق مختلفة من إسرائيل. لكن هذه المخيمات تعاني من نقص في الموارد والخدمات، مثل الماء والكهرباء والغذاء والصحة. كما تعاني من انعدام الأمان، فالصواريخ لا تستثني أحدًا.

الحالة المأساوية التي يعاني منها هؤلاء النازحون، جعلت بعضهم يفكرون في مغادرة إسرائيل بسبب الحرب والخطر. بعضهم يرغبون في التحول إلى الجنسية الثانية، التي حصلوا عليها من بلدان أصلهم، مثل روسيا أو أمريكا أو أوروبا. بعضهم يبحثون عن وجهات جديدة، مثل كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا. وبعضهم يأملون في حل الصراع والعودة إلى منازلهم.

إسرائيل، التي كانت تحلم بأن تكون دولة يهودية آمنة، تجد نفسها في مأزق كبير. فهي لا تستطيع فرض سيطرتها على الفلسطينيين، ولا تستطيع التفاوض معهم. هي لا تستطيع حماية شعبها، ولا تستطيع إرضاءه. هي لا تستطيع الحفاظ على هويتها، وتحقيق أمنها ولا تستطيع التكيف مع التغيرات. هي لا تستطيع الحصول على السلام، ولا تستطيع المضي في الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى