ذكرى التفويض والتأسيس

> مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار الشعبي بالتفويض معبرا عن الحاجة الملحة لقيادة تلم الشتات وتوحد مسار النضال، ليتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي كمنجز عظيم ورافعة سياسية للقضية الجنوبية وإرادة تمخضت عن تضحيات جسام وكفاحات طويلة.

لقد كان إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م تعبيرا عن الإرادة الشعبية الجنوبية، في ذلك والالتفاف الواسع حول مشروع استعادة الدولة تمخض عنه تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه، وهو ما تحقق بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشـر من مايو 2017م، والذي مثّل تتويجا لجهدٍ تراكمي لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي الذي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية، وقد شكّل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه حاملا سياسيا لقضية شعب الجنوب، مختزلا ثلاثة عقود من الشتات واستطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بالقضية إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته.

لقد بذل المجلس الانتقالي الجنوبي على مدى السنوات الماضية جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته، وتحقيق تطلعاته ، وإشراك الجميع في العمل الوطني إلى جانب قيادته الحرب على الإرهاب والتصدي لمليشيات الحوثي.

انتهج المجلس الانتقالي الجنوبي الحوار وأكد التزامه وتمسكه به، ورغبته الحقيقية في الشراكة مع كل القوى والمكونات الجنوبية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته، والحوار مع الجميع دون استثناء وهو موقف ثابت لن يتغير، وعمل على تعزيز قيم التصالح والتسامح وتوظيفها لبناء وطننا ولضمان الذهاب إلى المستقبل.

إن المرحلة صعبة ومفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود، وإهدار الطاقات في تباينات هامشية، وأن نمضي قدما لدعم نضالات شعبنا وتعزيز مكانته وحضوره، وحماية قضيته الوطنية من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات شعبنا ومكتسباته الثورية وليكن يوم الرابع من مايو يوما وطنيا من أيام شعبنا الخالدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى