بن مبارك بعد مائة يوم.. فشل أم إفشال

> وانقضت فترة التقييم الأولى أي مرور مائة يوم من عمر رئاسة أحمد بن مبارك للحكومة مختومة بفشلِ واضحِ وفي وَسْط تساؤلات عن إنجازاتها الخدمية والاقتصادية والسياسية التي كان منتظر منه تحقيقها، خصوصًا أنه جاء لرئاسة الحكومة بعد سنوات عجاف من رئاسة فاسد وفاشل آخر هو معين عبدالملك، قادت إلى سلسلة من انهيار ما تبقى من خدمات عامة وتدهور في سعر العملة وتضخم فاق كل احتمال الناس لها، وأنتجت حقبة مليئة بالعديد من الفضائح المالية وشبهات فساد مازالت مستمرة لم يتم الكشف عنها.

بعد مرور مائة يوم وبعد حملة العلاقات العامة التي قادها بن مبارك وتابعناها جميعا رافقتها بالإطراء بعض الأقلام الجنوبية التي ساهمت في تلك الحملة وسال حبرها في نظم التعليقات المتفائلة عن زيارات ميدانية مشجعة لبن مبارك وفي تعظيم نتائجها مقدمًا، لكننا اليوم شهود على فشل تلك الحملة والتي لم تتجاوز نتائجها صفحات وسائل التواصل، مع القول إنه تم تسجيل بعض الأصوات الصادقة التي وصلت إلى نتيجة مبكرة أن حصيلة رئاسة بن مبارك للحكومة وتنبأت بنتيجة مخيبة للآمال سياسيًّا وخدميًّا واقتصاديًّا، ولا يحتاج الأمر لإثبات خصوصًا بعدما شهدته خدمات الكهرباء وغير مبررة إلا بأنها مؤامرة تديرها الشرعية وحكومتها الفاسدة.

إن رصد الإخفاقات والفشل جاء انطلاقًا بالقياس على ضوءِ الالتزامات والوعود التي قدمها رئيس الحكومة نفسه في تصريحاته ومقابلاته التي أطلقها عند تعيينه وفي أثناء زياراته الميدانية التي لا يمكن اعتبار تحقيقها من المعجزات ولا مِنّة منه وإنما هي من صلب وظيفته العامة كموظف عام.

أن ما يمكن قوله بعد اكتمال مرور مائة يوم من عمر حكومة بن مبارك، هو أننا نلاحظ بشكل شبه ملموس الغياب التام لأي رؤية واضحة لكيفية وضع الأولويات الضرورية للحكومة وغياب الخطط الآنية الطارئة لمواجهة المشاكل القائمة التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية من رواتب وخدمات عامة والتي لو جئنا بفني مبتدئ في كل إدارة سيفكك أسرارها فكيف برئيس حكومة تقول سيرته الذاتية أنه يحمل مؤهلات عالية وجاء بالأساس لتقديم حلول لمشاكل مستعجلة حولت حياة الناس إلى مأساة، على رأسها مواجهة الأزمات الاقتصادية والخدماتية وتداعياتها الاجتماعية، إلا إذا كانت حياة الناس ليست من صلب مهامه فليظهر أمام الناس ويقول لنا ما هي مهماته كرئيس حكومة أو من كان سبب الفشل.

أنه من المهم هنا ألّا يفوتنا أن جزءًا كبيرًا من الأزمة سببه المشهد السياسي العام الذي يعاني ضبابية وحالة تيه مفرطة، وغياب للإرادة والحسم في أمور كثيرة قاد إليها غياب إدارة صنع القرار السياسي والاقتصادي الفاعل لدى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وتحول عملهما إلى ما يشبه عمل جمعية لترتيب شؤون الأقارب والمحاسيب.

أكاد أجزم أن التبريرات جاهزة لدى الجميع دون استثناء ومنهم بن مبارك للتنصل من فشل رئاسته للحكومة وضعف أدائها طيلة الشهور الثلاثة الماضية ولن تعدم الأعذار كما جرت عادة الفاشلين.

أنه مما لا شك فيه أن حالة الارتباك العميق لدى الجميع، والعجز عن تقديم وصفة سياسية واقتصادية للخروج من حالة الانهيارات الاجتماعية التي تعد جوهر متطلبات أي إصلاحات حكومية أصبحت غير ممكنة، ولن تتم في ظل غياب الشفافية وتحمل المسؤولية والمحاسبة وكشف مكامن القصور لدى الوزارات وإدارات المحافظات وبالطبع لدى مجلس القيادة الرئاسي ذاته، حيث أصبح الجميع يديرون لعبة المصالح المتبادلة والفساد بين كل القُوَى الفاعلة في المشهد السياسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى