الكمان الصامت.. حكاية حلم مؤجل لأحد أبناء الحوطة

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

>
  • رأفت القبيح فنان حولته الظروف القاسية لعامل عضلي
  • الواقع الصعب يجهض أحلام ومواهب الشباب
> يحلم الكثير من الشباب في بلادنا بالشهرة والنجاح في مجالات مختلفة، ولكن غالبا ما تصطدم هذه الأحلام بواقع الحياة الصعب. هذه هي قصة الشاب رأفت عبدالله حسن القبيح، الذي كان يطمح بأن يكون عازف كمان مشهورا ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العربي، إلا أن حلمه اصطدم بمعوقات عديدة وعدم توفر الإمكانيات، مما اضطره للتحول إلى عامل عضلي لتوفير لقمة العيش.

رأفت القبيح ينحدر من أسرة فنية عريقة في مدينة الحوطة بمحافظة لحج. جده كان واحدا من أشهر منشدي الدان اللحجي، ووالده كان العازف الأول للكمان، رحمهما الله. من هنا بدأت موهبة رأفت تتبلور، حيث كان يطمح أن يسير على خطى أسرته ويحقق شهرة في مجال الموسيقى.

بدافع من طموحه الكبير، قرر رأفت الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة في مدينة عدن. درس هناك وتخرج كعازف كمان، على أمل أن يجد فرصة عمل في المجال الموسيقي، لكن ومع تخرجه بدأت تواجهه الصعوبات في العثور على وظيفة تتناسب مع موهبته.

الشاب رأفت عبدالله موهبة موسيقية من أسرة فنية عريقة بلحج
الشاب رأفت عبدالله موهبة موسيقية من أسرة فنية عريقة بلحج

يقول الشاب رافت إنه كان يطمح بأن يكون عازف مشهورا وهو ما دفعه للدخول والدراسة في معهد الفنون الجميلة بمدينة عدن ليتخرج خلال السنوات الماضية من المعهد كعازف كمنجة على أمل التوظيف والعمل في المجال الموسيقى.

الظروف المعيشية القاسية دفعت رأفت إلى التخلي عن حلمه مؤقتا، والاتجاه للعمل في الأعمال العضلية الشاقة لتوفير لقمة العيش. يتنقل بين وظائف مختلفة، ويعمل مقابل أجر زهيد، وأحيانا يقدم خدمات للناس بأجور متواضعة، بينما تبقى آلة الكمان رفيقته في رحلته الفنية دون حراك في منزله.

الظروف المعيشية دفعت الفنان رافت للاشتغال بالأعمال العضلية الشاقة لتوفير لقمة العيش بعد أن سدت جميع الطرق لتحقيق حلمه.

رأفت حولته الظروف القاسية لعامل عضلي
رأفت حولته الظروف القاسية لعامل عضلي

ويوضح الشاب رافت أن عمله في الأعمال العضلية لتوفير لقمة العيش، مشيرا إلى أنه غير موظف ويعمل كمساهم في مكتب الثقافة وشارك في حفلات جماهيرية بعدد من المحافظات.

ورغم هذا الواقع المؤلم لا يزال رأفت يحاول المحافظة على موهبته، فهو يعمل كمساهم في مكتب الثقافة، وشارك في حفلات جماهيرية في عدد من المحافظات. وسجل مع العديد من الفنانين المشهورين للتلفزيون، لكن لا يزال يعمل في الأعمال العضلية، ويأمل أن تتغير ظروفه ليتمكن من العودة إلى نشاطه الفني بشكل كامل.

رأفت يعمل بالأعمال العضلية
رأفت يعمل بالأعمال العضلية

قصة رأفت ليست الوحيدة، فهناك الكثير من المواهب الشابة التي اضطرت إلى ترك أحلامها والعمل في مجالات أخرى نتيجة غياب الدعم والاهتمام من الجهات المختصة، ومع ذلك يبقى الأمل في أن تتغير هذه الأوضاع، وأن يحظى الفنانون بالدعم اللازم لإحياء التراث الثقافي والفني في لحج.

رأفت القبيح عازف الكمان الموهوب يعمل في الأعمال العضلية مؤقتا على أمل العودة إلى موهبته وتقديم أجمل الألحان.. رسالته للجهات المختصة هي الاهتمام بهذه المواهب ودعمها، مما يسهم في إعادة إحياء تراث لحج الغني بالفن والثقافة.. فهل من مجيب؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى