على خطى السعودية: البحرين تبحث عن وساطة صينية مع إيران

> "الأيام" وكالات:

> ​تسعى البحرين إلى وساطة صينية لإعادة العلاقات مع إيران على خطى السعودية التي أنهت عقودا من التوتر مع طهران وفتحت باب الحوار بينهما عبر الصين التي تربطها بالطرفين مصالح اقتصادية كبيرة.

وما يدفع البحرين إلى طلب الوساطة هو رغبتها في أن تنهي التصعيد مع إيران، خاصة أنها كانت جزءا من صراع الرياض مع طهران، وأن تراجع السعوديين عن معاداة إيران وسعيهم إلى الحوار والتهدئة معها وتفرغهم لقضاياهم الداخلية كلها ستترك المنامة معزولة وحدها في صراع غير متكافئ.

وفهم البحرينيون أن الحفاظ على سقف التوتر مع إيران لا يصب في صالحهم، وأن انكفاء السعوديين على أنفسهم للاهتمام بمشاريعهم الكبرى سيجعل المنامة دون نصير في مواجهة آلة إيرانية قوية سياسيا ودعائيا وطائفيا، وقد يمنح طهران فرصة ومبررا لزيادة دعم المعارضة البحرينية.

وقال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الجمعة، إن بلاده "تسعى إلى عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة"، مضيفا "باعتبارنا دعاة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني، فإننا نؤمن بضرورة اعتماد نهج الحوار والدبلوماسية السلمية القائم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وجاء ذلك خلال لقاء ملك البحرين مع لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة في الصين، على هامش زيارته إلى بكين التي بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء البحرينية (بنا).

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن البحرين باتت تشعر بأن العداء بينها وبين إيران ليس في مصلحتها خاصة أن السعودية، التي كانت تتحرك ضمن تحالف معها ضد تصاعد النفوذ الإيراني، قد اختارت وقف التصعيد مع طهران كمدخل لجلب الحوثيين إلى السلام وتأمين الانسحاب من حرب اليمن، التي صار استمرارها مكلفا ويمكن أن يؤثر على مشاريع رؤية 2030 التي يسعى من خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى إخراج المملكة من دائرة الارتهان للنفط.

وفهمت البحرين الرسالة السعودية جيدا، خاصة أن الحوار السعودي - الإيراني لم يشر إلى البحرين، لا من قريب ولا من بعيد. ولم تسع الرياض لتسوية شاملة تشمل المنامة، مثلما حصل في المصالحة مع قطر، حيث يؤاخذ البحرينيون المملكة على أنها اهتمت بالمصالحة الثنائية مع الدوحة من دون الضغط على القطريين لتوسيع المصالحة كي تشمل البحرين.

ووجد البحرينيون أن أقصر الطرق لحل الخلاف مع قطر هو الحوار المباشر معها، وهو المسار نفسه الذي تريد أن تسلكه البحرين الآن مع إيران كخيار براغماتي وواقعي.

ويشار إلى أن البحرين قطعت علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد إحراق السفارة السعودية في طهران على يد مقربين من النظام الإيراني. وكان الدافع إلى الهجوم إعدام الرياض معارضا شيعيا سعوديا، وذلك بعد مرور يوم على اتخاذ الرياض القرار نفسه، أي أن القطيعة مع طهران كانت تضامنا مع السعودية أكثر منها ردا على الحملات الإيرانية المتكررة على البحرين.

ولا يُعرف مدى استعداد الإيرانيين للحوار مع البحرين، خاصة أن دعوة العاهل البحريني إلى وساطة خارجية ليست الأولى، فقد سبق أن قدم عرضا لتحسين العلاقات مع طهران خلال زيارته إلى موسكو والاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد الملك حمد بن عيسى حينئذ أنه "لا يوجد سبب لتأجيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران".

غير أنّ إيران لم ترد على تلك الدعوة وربما يكون الأمر مرتبطا بالتطورات الداخلية، لكن الصمت الإيراني يظهر كذلك أن طهران غير متحمسة لمصالحة مع المنامة بشكل عام من دون تحقيق مكاسب من ورائها، على الأقل لفائدة المعارضة الشيعية القوية. وعلى الرغم من أن الجانبين الإيراني والبحريني عقدا عدة اجتماعات رسمية خلال العام الماضي، إلا أن المنامة لم تستأنف بعد علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وفي يناير 2016 أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إثر تهم متكررة لطهران بالتدخل في شؤونها، عقب اقتحام محتجين سفارتها في طهران.

وسبق أن استأنفت السعودية علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في 10 مارس 2023، عقب قطيعة استمرت سبع سنوات. وفي 22 مايو الماضي أوفد العاهل البحريني وزير الخارجية عبداللطيف الزياني إلى إيران لتقديم التعازي في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي إثر حادث تحطم مروحية كانت تقله.

وفي السنوات الأخيرة وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها خاصة خلال عام 2011، عندما اندلعت الاحتجاجات في البحرين وطلب بعض نشطاء المعارضة الشيعية في البلاد الدعم من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وقام خامنئي في مناسبات عديدة بتصنيف شعب البحرين مع الفلسطينيين واليمنيين على أنهم مسلمون مضطهدون يستحقون دعم إيران وتدخلها. وهذا الموقف هو ما اعتبرته المنامة دائمًا السبب الأساسي في توتر العلاقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى