من ثقافة النهب والتخريب السبئية إلى ثقافة الاصطفاء العنصري الحوثية

> كيف حولت ستون أسرة طبرستانية المجتمع اليمني إلى قتلة وقتلى لكي تتحكم فيهم ويتم إخضاعه؟

ثقافة الاصطفاء والولاية التي جاء بها مهجرو طبرستان من مدعيي آل البيت في القرن الثالث الهجري، نشروها في ربوع صعدة وصنعاء وذمار، وتم نشر ثقافة القتل والموت وأخذ الرهائن في الصراع على السلطة والثروة، حيث استرخِصت دماء وحياة الإنسان العادي البسيط من فقراء القوم في تلك الأرض، وجرى تحويل سكان تلك المناطق إلى مجرد أرقام قتلة وقتلى في صراع الأسر الإمامية الحاكمة المتنازعة على الحكم، فقد سُجلت جرائم عبدالله بن حمزة الذي توفي بداية القرن السابع الهجري، كأكبر مجزرة في تاريخ الإسلام وكان هو أكبر مجرم في تاريخ المسلمين في صنعاء، حتى جعلوا من ثقافة القتل جزءا من الهوية.

ألم يقل عفاش في إحدى حروبه المبرمجة مع الحوثي لو قتل جنديا لدينا بدل الجندي عشرة، أليس هذا استرخاص للنفس البشرية وحرمة دم الإنسان؟

ومن قبل كل ذلك أسست الحروب السبئية ثقافة النهب والتخريب والترهيب بالقتل والسبب وسار عليها من جاء بعدهم وجعلوا من ثقافة الفيد في الحروب وفي السلم نهجا وسلوكا عاديا، وترسخت نتيجتها ثقافة الفساد التي أصبحت جزءا من منظومة العمل السياسي، وأصبح التفاخر بها من علامات التميز في مجتمع السلطة في اليمن.

مثل هكذا مجتمع لن يخرج من حالة الحروب التي أدمنها أصحاب القرار في صنعاء عبر التاريخ ولو عملنا مراجعة بسيطة فقط لحروب القرن الماضي على يد آل حميد الدين وفي عهد الجمهورية فكم سنتذكر من حروب الأئمة على الزرانيق في تهامة التي قتل فيها الآلاف وأُخذ الرهائن ظلما وجورا، ومثلها في اليمن الأسفل وحروب البيضاء ومحاولات احتلال الضالع وشبوة وحرب الأدارسة في عسير إلى الحملات العسكرية الداخلية إلى حروب الملكيين والجمهوريين الذي قتل فيها أكثر من ربع مليون إنسان، إلى حروبهم على دولة الجنوب في سبعينيات القرن الماضي ثم حروب المناطق الوسطى في ثمانينيات القرن الماضي في مناطق اليمن الأسفل والمجازر التي ارتكبت فيها حتى حروب صعدة التي التهمت عشرات آلاف القتلى.

واليوم ها ههم يخوضون حرب سبع سنوات قتلوا فيها آلافا وشردوا الملايين وخانوا وغدروا بمن أعانهم وما زالوا مصرين على استمرار الحرب لا لشيء إلا من أجل المال والسيطرة.

كل تلك الحروب عبر 12 قرنا من هيمنة الطبرستانيين وأحفاد الأبناء الفرس لكي لا تخرج الناس من تحت سيطرتهم وها هم أحفاد يحيى الطبرستاني اليوم يقتلون الأبرياء ويسومونهم سوء العذاب وينهبون ويقتطعون الأراضي ظلما وعدوانا لصالح أسرهم وحدهم.

فأي سلام منشود سيكون مع هؤلاء القوم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى