العالم لن ينتصر للجنوب.. فهل لنا أن ننتصر لأنفسنا؟

> كل الحروب التي تعرض لها الجنوب عبر التاريخ المدون وتحت كل المبررات الدينية والاقتصادية والتوسعية جاءت من اليمن، منذ عهد السبئيين مرورًا بحروب الكهنوتية الزيدية حتى نظام جمهورية القبائل وأخيرًا اختتموها بحرب الحوثة وعفاش في 2015م، فهل يمكن لنا كجنوبيين أن نتعلم ونستفيد من التاريخ لمواجهة مؤامرات حروب اليمنيين على حقوقنا الوطنية، والانتصار لقضية شعبنا؟

من دون أدنى شك لا توجد قضية وطن أو حركة تحرر وطنية تقاوم احتلالا، لم تتعرض قضيته للتآمر سواءً من الداخل أو من الخارج.

مظاهر فشل مشروع توحيد دولتي اليمن والجنوب لم تتأخر بعد إعلان مشروع الوحدة، حيث ظهرت إرهاصات الرفض الجنوبي في الفترة الانتقالية، وعندها إخرج اليمنيون ما في مخزونهم من تآمر وغدر تجلى ذلك في بشاعة وحقد غزو 94م واحتلال الجنوب.

اليوم كلما تقدمت قضية شعب الجنوب خطوات إلى الأمام تتجدد المؤامرات ضدها، داخليًّا و خارجيًّا ويتعاظم عمل المتآمرين على تمزيق وحدة شعب الجنوب لإضعافه في مواجهة التآمر الحوثوعفاشي المستمر مدعومين بالإخوان بأشكال متعددة اقتصاديًّا عسكريًّا وسياسيًّا.

فهل يدرك القادة والسياسيون الجنوبيون ألا أحد سينتصر لشعبهم غير أبنائه، ولذا أصبح لزامًا على جميع الجنوبيين أن يستشعروا خطر قوى التآمر اليمنية وألا يقللوا من شأنها وعليهم العمل على الاستعداد لكل الاحتمالات، فالعالم لن ينتصر لنا، الكل مشغول بنفسه وإقامة أمجاده، ولا توجد في مثل هذه الظروف إلا حقيقة واحدة يجب علينا إدراكها، وهي أن الظفر والانتصار لحقوق شعبنا الوطنية وبناء مجده لن يُصنع إلا على أكتاف المناضلين وليس بمن تسابقوا واكتفوا بالمناصب وامتيازاتها.

فعلينا أن نفهم معنى الاستعداد لأسوأ الاحتمالات، فإذا كنا نسير على الطريق فحتما العدو يسير على نفس الطريق ولكن في اتجاه معاكس لاتجاهنا وحتمية الصدام قادمة لا محالة.

يجب ألا يخدعنا سجل الانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة خلال السنوات الماضية ونتهاون أو نخذل المقاتلين المدافعين عن تراب الوطن الجنوبي، فلكل مواجهة ظروفها، نعم نحن اليوم أقوى من الأمس وأكثر تنظيمًا وعدة والعدو كذلك ينظم نفسه، لذلك نقول الاستعداد لا يعني فقط في الجانب العسكري وإنما تحرير الاقتصاد، تصحيح الأخطاء، بناء علاقات متوازنة مع الخارج بنا يتفق ومصالح شعبنا، بناء إعلام جنوبي احترافي والأهم وحدة الصف الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى