مدرسة الشيخ سالم رمز آخر للخراب وسط إهمال الجهات المعنية

> سالم حيدرة صالح:

> طلاب المدرسة يواصلون مسيرتهم التعليمية في فصول دراسية مهدمة

> في قلب مدينة زنجبار بمحافظة أبين تقع مدرسة الشيخ سالم إحدى المؤسسات التعليمية التي كانت شاهدة على تحولات قاسية عبر الزمن. لم تكن هذه المدرسة مجرد مكان للتعليم، بل تحولت إلى مسرح للمعارك خلال الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد عامي 2011 و2015. الحروب التي دارت بين القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية تركت آثاراً مدمرة على هذا المعلم التعليمي، مما جعلها رمزاً للألم والمعاناة.

مدرسة الشيخ سالم، التي كانت تضم مئات الطلاب من مختلف الأعمار، تعرضت للتدمير والخراب نتيجة النزاعات المسلحة التي اجتاحت المنطقة. وفي الفترة التي شهدت احتدام المعارك، كانت المدرسة مسرحاً للعمليات الحربية، حيث تبادلت الأطراف المتصارعة السيطرة عليها، ما أدى إلى تضرر البنية التحتية بشكل كبير.


خلال هذه الحروب، لم يكن تدمير المدرسة هو الوحيد الذي أثر على المجتمع المحلي، بل أجبرت المعارك الأهالي على هجر منازلهم. سكان مدينة الشيخ سالم نزحوا إلى مناطق أكثر أماناً، حيث انتقل بعضهم إلى مدينة زنجبار، في حين فر آخرون إلى العاصمة عدن بحثاً عن ملاذ آمن. هذا النزوح الجماعي تسبب في شتات عائلي واجتماعي عميق، وترك أثراً طويل الأمد على البنية المجتمعية في المنطقة.

الآثار الاجتماعية والتعليمية: لم يعد بإمكان طلاب الشيخ سالم العودة إلى فصولهم الدراسية، التي كانت ملاذاً للتعليم والمعرفة، ومع تدمير المدرسة فقد المجتمع المحلي ركيزة تعليمية مهمة، مما زاد من تدهور الوضع التعليمي في المنطقة، ومع عدم وجود حلول بديلة سريعة لإعادة إعمار المدرسة تأثرت أجيال بأكملها بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى التعليم.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تعالت أصوات الأهالي والمنظمات المجتمعية تطالب بإعادة بناء المدرسة وإعادة تأهيل المنطقة، معتبرين أن التعليم هو السبيل الوحيد لإعادة بناء المجتمع وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ومع ذلك، لا تزال التحديات الأمنية والسياسية تعيق أي تقدم في هذا الاتجاه.


في منطقة الشيخ سالم الساحلية، إحدى المناطق الاستراتيجية بمحافظة أبين، تبدو مدرسة الشيخ سالم مدمرة كلياً، حيث تحولت إلى ما يشبه الخراب جراء الحروب المتتالية التي شهدتها المنطقة في الأعوام 2011 و2015 و2019. على الرغم من موقعها الاستراتيجي القريب من ساحل بحر العرب، إلا أن المدرسة، التي كانت تضم أكثر من 200 طالب وطالبة، أصبحت رمزاً للإهمال والتهميش، دون أي تدخل من الجهات المعنية لإعادة تأهيلها.

تضم مدرسة الشيخ سالم 8 فصول دراسية، إلا أن معظم هذه الفصول تعرضت للتدمير الكامل نتيجة استخدام المدرسة كموقع عسكري خلال الحروب التي شهدتها المنطقة. نتيجة لذلك بات الطلاب يدرسون في العراء وفي فصول مدمرة وآيلة للسقوط، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

الأستاذة سعدية عبدالقادر، مديرة المدرسة، قالت في تصريح لـ "الأيام": "المدرسة تضم أكثر من 200 طالب وطالبة يدرسون في ظل ظروف صعبة للغاية، في فصول مهدمة وأخرى قابلة للانهيار. حياتهم في خطر مستمر، والبيئة التعليمية التي نعمل فيها غير صالحة لتلقي العلم".


وأشارت إلى أن المدرسة تعرضت للتدمير عدة مرات خلال الحروب في أعوام 2011 و2015 و2019، وهي بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل، مشددة على أهمية المدرسة الكبيرة كمرفق تعليمي أساسي في المنطقة. وأضافت أن منطقة الشيخ سالم بموقعها الساحلي الفريد على شاطئ بحر العرب مؤهلة لأن تصبح منطقة سياحية، إلا أن الإهمال كان سيد الموقف.

وتعاني المدرسة من نقص حاد في الكادر التعليمي، وهو ما زاد من تعقيد الوضع التعليمي في المدرسة. الأستاذة سعدية دعت الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم ومحافظ أبين، إلى التدخل السريع لسد هذا النقص، مؤكدة أن الطلاب بحاجة ماسة للمعلمين لمواصلة تحصيلهم العلمي.

وفي حديثه للصحيفة، قال عضو المجلس المحلي سالم أبو لهب: "منطقة الشيخ سالم الساحلية بحاجة إلى لفتة جادة من الجهات المسؤولة، فالمدرسة باتت مدمرة بالكامل، ولا يمكن للطلاب مواصلة تعليمهم في ظل هذه الظروف". وأضاف أن أغلب سكان المنطقة يعملون كصيادين لتوفير لقمة العيش لأسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".

من جهته، قال المواطن أنور حسين، إن منطقة الشيخ سالم باتت في طي النسيان، رغم موقعها الاستراتيجي شرق مدينة زنجبار.


وأشار إلى أن الحروب المتتالية جعلت من المنطقة فوهة مدفع لأي اضطرابات عسكرية بين الفصائل المختلفة، حيث يدفع السكان المدنيون ثمن هذه الصراعات من خلال النزوح والتشرد.

وأضاف أن موقع الشيخ سالم الاستراتيجي على شاطئ بحر العرب يؤهلها لتصبح منطقة سياحية واستثمارية، لكن الإهمال والنسيان من قبل الجهات المسؤولة يحول دون تحقيق ذلك.

مدرسة الشيخ سالم في أبين ليست فقط مبنى مدمراً، بل هي صورة صارخة للإهمال والمعاناة التي يعيشها سكان المنطقة. وبينما يعاني الطلاب من غياب بيئة تعليمية آمنة، تستمر النداءات للجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية للتدخل وإعادة تأهيل المدرسة. يبقى السؤال: هل سيستجيب أحد لهذه النداءات ويعيد الحياة إلى المدرسة والمجتمع الذي دُمر بسبب الحروب والإهمال؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى