أبو بكر السقاف.. المعارضة الموازية

> كينونته الجنوبية التي عاش وتربى عليها برغم أنه عمل وعاش في صنعاء بل ونادى (بالوحدة) منذ عام 1956م، إلا أنه كان منتقدًا شديدًا (طريقة توحيد الشمال والجنوب) في مايو من العام (1990م).

كان د. أبوبكر السقاف يشكل معارضة موازية من خارج الأحزاب وهيمنتها رغم يساريته، إلا أنه أظهر شجاعة لم يمتلكها قياديون حزبيون سلطة أو معارضة، رغم أن للوحدة قطبين تنازعا ففشلا وذهبت ريحهما منذ العام 1994م إلا أن الرجل كانت له مخاوفه من مصيرها المحتوم سلفا (باندماجيتها).

كان السقاف كما عبر عنه أحد الكتاب اليمنيين بكونه :(معارض عابر للأنظمة)، فقد كان يؤصل كما قال: (للممارسات السلطوية ويحللها ويتوقع تداعياتها برؤية استباقية لا يملكها كثير من السياسيين وأصحاب الفكر والقادة الحزبيين. كان قارئًا ثاقبًا للمعطيات ومؤمنًا بأن النتائج صنيعة الأفعال لا الأقوال .

اختص د. أبوبكر السقاف كتابة مقالاته لصحف بارزة أهمها "الأيام" والتجمع والشورى، واصفًا سيطرة سلطة صنعاء (دومًا) على الجنوب بأنها (احتلال داخلي).

يمكن القول، بأن السقاف هو (داعية عصره) متفرد وبدأب منقطع (للدولة المدنية)، وله مقولة مؤداها: (طالما سلمنا بالدين معيارًا للمواطنة فإن الوحدة القومية وخلق المتحد القومي للأمة يبدو مستحيلا) أو حتى فرضها بالقوة العسكرية كما حدث بذلك في إحدى المواد المنشورة له عام 2007م بالقول: (الدولة العسكرية هي الجرثومة القاتلة للسياسة التي لا تكون إلا مدنية لأن الاستبداد نقيض السياسة وضد عليها).

لقد كانت للدكتور أبوبكر السقاف رؤية حقيقية لا تبنى على الشعارات بل بالأفعال وأكد على ذلك من خلال القول بضرورة طرح برنامج عمل سياسي مفصل شرحه ومناقشته، لأنه بداية جيدة لأي عمل سياسي ينشد الاستمرار.

يمكن تلخيص القضايا المحورية في صفحة واحدة، والأهم من هذا وذاك طرح مطلب واحد يسهل شرحه للجمهور

وهو يرى أن هذا المطلب الذي تحتمه خصائص ومكونات الحقل السياسي في بلادنا هو (الحظر الدستوري) على الجمع بين رئاسة الدولة وقيادة الجيش. يقال:(أن من يحفر في نقطة واحدة يصل إلى الماء ومن يحفر في نقاط عدة لا يصل إليه).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى