المسافة صفر بين الكهرباء والمواطن

> تعاقبت الحكومات منذ قيام الثورة بعد خروج الاستعمار البريطاني ولكننا لم نرَ مثل حكومتنا الرشيدة، يا ترى هل هم بشر مثلنا يتمتعون بأحاسيس إنسانية أم هم وحوش بشرية؟

تشير المسافة صفر إلى النقطة التي يمكن فيها قتل شخص بلا مقاومة دون أن يكون لديه فرصة الدفاع عن نفسه للبقاء على قيد الحياة، ويستخدم للتعبير عن الاقتراب من العدو بشكل مباشر في حدود المنطقة.

ويبدو أن استخدام مصطلح المسافة صفر ليس مقتصراً على الميدان العسكري فقط، بل أصبح يمتد إلى المشهد الخدماتي والمجتمع.

ويظهر تبني المصطلح تطورا في استراتيجية وزارة الكهرباء في تعاملها مع المواطن والمجتمع كعدو وليس كمواطن يحق له الحصول على خدمة الكهرباء.. هذه الاستراتيجية يتم اللجوء إليها عندما يحدث تداخل بين طرفي الحرب، فيكونان داخل بناية واحدة أو مربع واحد أو يبعد أحدهما عن الآخر عدة أمتار.

فأرادت وزارة الكهرباء أن تكون المسافة صفر بينها وبين الناس (قتل الناس بدون مقاومه دون أن تكون لديهم فرصة الدفاع عن أنفسهم للبقاء على قيد الحياة).

المسافة صفر تكتيك استراتيجي تستخدمه إدارة الكهرباء مع الناس لتغطية الفساد الذي تفشي في مؤسسات الدولة ومنها الكهرباء، ويعتمد هذا التكتيك على فترة انقطاع من (12 - 22) ساعة في بعض المناطق وهي مسافة قريبة من الموت البطي الذي راح فيه عدة حالات من اختناق إلى ذبحة صدرية إلى ضيق في التنفس مما يصعب على الإنسان وخاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إنقاذهم بحيث تنتهي حالاتهم بالموت.

المسافة صفر ليس تقليص ساعات التشغيل الى ساعتين كل 24 والإطفاء 20 ساعة، بل تشمل مختلف أنواع الفساد من استنزاف كل الكميات التي تصل من الوقود والإنفاق على فرق الصيانة والطوارئ من علاوات تغذية وإضافي وكأن الكهرباء تشتغل 24 ساعة، بل قامت الكهرباء بزيادة (60 %) 50 % ظاهرة في الفاتورة و10 % سرية للشريحة التجارية.

الشعب يومياً يقاتل من المسافة صفر في الخدمات والمرتبات والمياه والعملة والثلج الذي أصبح نادراً أن تجده والروتي والمواصلات وآخرها الكهرباء وغلاء الأسعار التي يعيشها الناس في المحافظات المحررة، وخاصة محافظة عدن ما هي إلا تأكيد على تشبثهم في الحياة بهذه المدينة عدن منذ ولادتهم فيها لأنها مدينتهم.

الضمانة الأساسية لبقاء الشعب مهما تكالبت عليه الوحوش الآدمية عديمة الضمير والوازع الديني هو الإصرار على الحياة رغم الخناق والحصار فهذا الشعب يُخنق يُجرح يَتعب يَسقط لكنه لن يموت.

معاناة الناس من الأطفال وكبار السن والمرضى مسؤولية التحالف ومعهم الحكومة جرائم إنسانية وأخلاقية، وعلى المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان أن تتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه هذه الحكومة وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

أليس فيكم رجل حكيم ذو ضمير يخاف ويتقي الله؟ وهل ستجرؤ الحكومة على فتح ملف فساد الكهرباء والتحقيق فيه؛ لأن المسافة بين المواطن وإدارة الكهرباء وصلت إلى الصفر؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى