إلى أين أنتم ذاهبون بعدن

> عدن هي الوطن، وهُي جِدَارُ الزَمَن الذِي كُنا نُخَربِشُ عَليهِ بِعِبَارَاتٍ بَرِيئةٍ لِمَن نُحِبُ ونعشق عندما كنا طلابًا، عَدَنْ هي الوَطَن وهي الحَلِيبُ الخَارِجُ مِن ثَديِ الأَرضِ.

أزمات كثيرة توالت على البلاد منذ سنين ولكن حدتها زادت على عدن، نهوض ومطالبات شعبية تطالب بتحسين الخدمات ومكافحة الغلاء، ثم اجتماعات وورشات عمل ولجان، استجابات متواضعة من السلطة المحلية في بضع توجيهات، بعضها شق طريقه وبعضها لم ترَ طريقها إلى النور بسبب فريق الفاسدين الذين يحاصرون عدن ولا يريدون لها أن تعيش كعاصمة، بالرغم أننا نشاهد عدن تغرق وتستصرخ تحت وطأة استعمار من نوع آخر.. مستعمر غاشم يديره مجموعة من الفاسدين نسمع بهم ولا نعرفهم في فترة استرخاء للوطن استغلوا شؤون عدن فعاثوا فيها وعبثوا بها وهم من أهلنا، منا وفينا أشخاص أضاعوا عهد الشهداء وأمانة الكلمة ومكانة عدن.

ما يحدث في وطني وخاصة العاصمة عدن الذي لا يعلم أي أحد إلى أين تتجه، أسئلة لطالما تدور في رأس كل مواطن مغلوب على أمره، لماذا أصبحنا خاضعين مستسلمين اليوم لمعاناتنا؟ لماذا النخب والسياسيون صامتون؟! بالرغم من أننا نشاهد مواطنينا يستصرخون وعاصمتنا تأن.

إلى أين نحن ذاهبون بعدن؟ سؤال يراود كل مواطن عايش في عدن صباح كل يوم، ووصل حد الخوف.. ماذا بعد هذا الغلاء؟ فالعملة في هبوط حاد والأسعار في ارتفاع جنوني لا تجده إلا في عدن وكأننا في اليابان، خيرات كلها من أرض الوطن، الخضار والأسماك واللحوم ورغيف العيش "الروتي" حتى الحلاق لم يرحم المواطن.. الكل ينهش فيه، والخدمات في تدهور كبير ولم تتوفر في حدها الأدنى، نحن في حصار من جماعة وفريق الفساد، أما المدارس فحدث ولا حرج، لا كتب لا مدارس تشجع الطلاب على الدراسة، فالمدارس أغلبها تطلب من الطلاب شراء الكتب من السوق لعدم توفرها في المدارس؛ بل وتطلب رسومًا فصلية من الكل لتغطية مرتبات المعلمين.. فالحكومة تدرك أن المواطن وصل حد الإنهاك والعوز، وأوصلوه إلى حد أصبحت لقمة العيش أقصى طموحاته.

نحن بحاجه إلى جرد حساب حقيقي يضع حدًّا لكل فاسد أيًّا كان، نريد ضبطًا للأسواق في ارتفاع الأسعار والغلاء وهبوط العملة.

نريد تحركًا جادًّا من المعنيين في الشأن الاقتصادي بضرورة تغيير الأفراد الفاسدين ومحاسبتهم، وهدفها الأول والأخير تحسين مستوى المعيشة للمواطن، نريد استجابة حكومية.

تذكروا أن عدن.. هُي السَنَدُ لِمَن لاَ ظَهرَ لَهُ وهَي البَطنُ الثَانِي الذِي يَحمِلُنَا بَعدَ بَطِنِ الأُمِ.. فلماذا كل هذا العبث بعدن وأهلها؟ إنها وطن لمن لا وطن له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى