> خلت قائمة منتخب البرازيل المشاركة في كوبا أمريكا 2024، من أي لاعب ينشط في الدوري السعودي للمحترفين، فهل استحق ممثلو السامبا في المملكة فرصة في البطولة القارية؟

ويستعد المنتخب البرازيلي لكوبا أمريكا التي تنطلق يوم 20 يونيو الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية، وعينه على استعادة اللقب القاري، الذي غاب عنه في النسخة الماضية لصالح الأرجنتين.

ويعتبر منتخب السيليساو أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، ليس فقط بسبب التاريخ الكبير في البطولة، وإنما بفضل القائمة التي تعج بالنجوم من الدوريات الكبرى.

وكان نيمار دا سيلفا، نجم الهلال وقائد منتخب البرازيل، أبرز اللاعبين الذين كان يمكنهم تمثيل الدوري السعودي مع السامبا في المحفل القاري.

لكن نيمار تعرض لإصابة مع المنتخب البرازيل في أكتوبر الماضي، أبعدته عن الملاعب حتى الآن، ولن يكون لاعب الهلال جاهزًا قبل سبتمبر المقبل، ما يعني غيابه عن البطولة القارية.

وتملك أندية الدوري السعودي 6 محترفين برازيليين بارزين، سبق لهم تمثيل السيليساو، وكانت لديهم الفرصة للمشاركة في كوبا أمريكا، لكن خيارات المدرب الجديد دوريفال جونيور لم تشملهم.

والحديث هنا عن السداسي مالكوم أوليفيرا ورينان لودي (الهلال)، وروبرتو فيرمينو وروجر إيبانيز (الأهلي)، وأليكس تيليس (النصر)، وفابينيو (الاتحاد).

وبالنظر إلى ما قدمه السداسي هذا الموسم، يمكن القول إن مالكوم كان أقرب لاعبي الدوري السعودي للانضمام للقائمة البرازيلية.

وكان مالكوم أحد أبرز أسلحة الهلال للتتويج بثلاثية محلية من الألقاب (الدوري، والكأس، والسوبر)، إذ شارك في 50 مباراة، سجل خلالها 23 هدفًا، وصنع 14 لزملائه.

لكن من جهة أخرى، لم يستطع مالكوم إقناع مدرب البرازيل باستبعاد أجنحة مثل فينيسيوس جونيور، ورودريجو، وجابرييل مارتينيلي.، وغيرهم.

في المقابل، رغم أن لودي هو الآخر توج مع الهلال بالألقاب الثلاثة، إلا أنه لم يكن مؤثرًا بما يكفي لترشيحه لقائمة البرازيل.

فالظهير الأيسر الذي انضم للهلال قادمًا من مارسيليا بيناير الماضي تعرض لانتقادات قاسية من جماهير الزعيم، فيما لم يقنع مدربه جورجي جيسوس بالاعتماد عليه بشكل مطلق، وإنما زاحمه ياسر الشهراني على نفس المركز.

أما فيرمينو فلم يقدم هو الآخر ما يشفع له بالحفاظ على مكانته في هجوم المنتخب البرازيلي بعد الرحيل عن ليفربول.

وعاش فيرمينو موسمًا صعبًا مع أهلي جدة، إذ لازمه سوء حظ كبير في بداية الموسم بصيام تهديفي رغم تسجيله 3 أهداف "هاتريك" في أول مباراة بالدوري.

صحيح أن فيرمينو سجل 6 أهداف آخرين، بخلاف الهاتريك، في النصف الثاني من الموسم، لتصبح حصيلته 9 أهداف و7 تمريرات حاسمة في 34 مباراة، إلا أن هذه الحصيلة لم تكن كافية للمنافسة على فرصة بالمنتخب.

زميله إيبانيز هو الآخر لم يقدم مستوى مميزًا وعانى من الإيقافات لأكثر من مرة بسبب كثرة البطاقات الملونة، وذلك رغم أن أهلي جدة يأتي كثالث أفضل دفاع في الدوري السعودي.

ولم يكن موسم فابينيو جيدًا لا على المستوى الفردي ولا الجماعي، فلاعب ليفربول السابق تعرض لإصابة أبعدته عن معظم مباريات الفريق، فيما خرج العميد بموسم صفري من الألقاب، ليفقد مكانه في قائمة السامبا.

أيضًا جاء موسم تيليس سيئًا مع النصر، خصوصًا أنه لم يفز بأي لقب، كما أنهى الموسم بأسوأ طريقة ممكنة بعدما أهدر ركلة ترجيح ساهمت في خسارة العالمي لقب كأس خادم الحرمين الشريفين.

وضمت أندية الدوري السعودي برازيليين بارزين آخرين، لكن لم يسبق لهم أن مثلوا المنتخب البرازيلي من قبل، كما لم يقدموا هذا الموسم ما يستحقون عليه فرصة للمرة الأولى ببطولة قارية كبرى.

والحديث هنا عن لاعبين مثل ميشايل ديلجادو، لاعب الهلال، وأندرسون تاليسكا من النصر، ورومارينيو نجم الاتحاد.

ورغم أن الهلال توج بالثلاثية، إلا أن مستوى ميشايل كان عليه العديد من علامات الاستفهام، خصوصًا أنه تخصص في إهدار الفرص السهلة، ما عرّضه للهجوم من جماهير فريقه.

وطالب عدد من الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي برحيل ميشايل بعد الفرص التي أهدرها أمام العين الإماراتي بنصف نهائي دوري أبطال آسيا، ما كان كفيلًا بخروج الفريق.

وبالنظر إلى تاليسكا، فإن النجم البرازيلي كان يقدم موسمًا مذهلًا مع النصر، لولا تعرضه للإصابة قبل مباراة العين في ربع نهائي دوري الأبطال، الأمر الذي أنهى موسمه مبكرًا، ولايزال اللاعب يؤدي برنامجه التأهيلي.

ورغم أنه غاب عن معظم مباريات الموسم، إلا أن أرقامه مميزة، وربما أفضل من نجوم آخرين أكملوا الموسم، حيث لعب 25 مباراة، سجل خلالها 25 هدفًا وقدم 4 تمريرات حاسمة.

أما رومارينيو فتأثر بموسم الاتحاد الباهت، ولم يقدم الأداء الذي اعتادت عليه الجماهير، حيث لعب 42 مباراة، سجل خلالها 8 أهداف، وصنع 5، وهو معدل ضعيف مقارنة بما قدمه اللاعب في المواسم الماضية.

ونتيجة لتراجع أدائه، أعلن اتحاد جدة عدم تجديد عقد رومارينيو، والاكتفاء بالمواسم الخمسة التي قضاها مع الفريق، وتوجها بلقبي الدوري السعودي وكأس السوبر.