تعز تستعيد الحياة جزئيا بعد 9 سنوات من الحصار

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​عاد بوادر الحياة من جديد إلى مدينة تعز اليمنية، بعد أن تم فتح طريق رئيسي إليها للمرة الأولى منذ نحو تسع سنوات.

وبعد أن اختنقت تعز من حصار الحوثيين منذ مطلع عام 2015، أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران قبل نحو أسبوعين فتح طريق رئيسي إلى المدينة المكتظة بالسكان الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا.

وذكرت الجماعة في بيان أن القرار جاء بمبادرة من زعيمها عبدالملك الحوثي، لتخفيف معاناة المواطنين.

وفي 13 يونيو الماضي، أكد محور تعز العسكري التابع للجيش الحكومي في بيان أنه “تم افتتاح طريق جولة القصر –  حوض الأشرف بشكل رسمي، بعد إزالة الحواجز”.

وأضاف أن “المواطنين باتوا يتنقلون من مدينة تعز (تحت سلطة الحكومة) إلى منطقة الحوبان (تحت سيطرة الحوثيين).

وعقب ذلك تدفق الآلاف من اليمنيين بشكل يومي من مدينة تعز وإليها، وسط فرحة عارمة بعودة الحياة إلى ثالث أهم مدينة في البلاد.

ويعني فتح هذا الطريق، أنه تم كسر الحصار جزئيا عن مدينة تعز، لا سيما أن طرقات أخرى ما زالت مغلقة، وسط آمال بإعادة افتتاحها.

وتعليقا على إعادة فتح هذا المنفذ، قال محافظ تعز نبيل شمسان عبر منصة إكس “اليوم ينتصر الحالمون في ‎تعز وتعود الحياة الى المدينة.. اليوم تتدفق الدماء إلى الشريان وتعود الأطراف إلى الحركة”.

وأضاف شمسان “هي جهود سنين من الضغط والتفاوض مع المجتمع الدولي التي أفضت أخيراً إلى سريان الحياة”.

وقبل الحرب، كان الراغبون بالدخول إلى مدينة تعز من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، يصلون إلى منطقة الحوبان شرقي المدينة، ومن ثم الانتقال خلال قرابة ربع ساعة حتى الوصول إلى وسط المدينة.

لكن بسبب الحصار، اضطر المواطنون إلى اتخاذ طرق بديلة تستغرق نحو 6 ساعات من أجل الوصول إلى تعز، تمر بمنطقة الحوبان وحتى مدينة دمنة خدير ومن ثم المرور بمناطق ريفية جنوبي المحافظة، وطرق وعرة حتى الوصول إلى وسط المدينة”.

ولأول مرة منذ نحو تسع سنوات عاش سكان تعز فرحة كبيرة نتيجة كسر الحصار الحوثي.

ومكن فتح الطريق من سهولة تبادل الزيارات بين الأسر والأقارب في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة والأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأعرب المواطن علي الشرعبي عن سعادته الكبيرة نتيجة فتح الطريق إلى مدينة تعز. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية “انقطعت عن زيارة أقاربي في منطقة الحوبان منذ تسع سنوات، وحاليا تمكنت من لقائهم بعد فتح الطريق”.

وتابع “هي فرحة لا تقدر بثمن… الطريق حق رئيسي من حقوق المواطنين، ويفترض أن يتم فتح جميع الطرقات من أجل راحة المواطنين الذين يعانون العديد من الأزمات نتيجة تداعيات الحرب”.

ومضى قائلا” العديد من الأسر لم تستطع لقاء أقاربها بسبب إغلاق الطرقات.. ما ذنب المواطنين بصراعات الساسة.. نريد للفرح أن يستمر، ولن يكون ذلك إلا بتحقيق السلام”.

وانتعشت الحياة من جديد في مدينة تعز، ما جعل البعض يشيرون إلى أن فتح الطريق بمثابة بعث متجدد.

وتقول غيداء الأحمدي، ربة بيت في مدينة تعز، إن مختلف الأحياء تعيش حياة فرح للمرة الأولى منذ بدء الحرب.

وأضافت أن فتح الطريق بعث الحياة من جديد للعديد من اليمنيين في تعز، رغم الظروف الصعبة التي يعانيها معظم السكان.

وأشارت إلى أن محلات تجارية فتحت أبوابها للمرة الأولى، نتيجة ازدحام المدينة بالزائرين القادمين من داخل المحافظة وخارجها.

وشددت على أن “هذه الفرحة الكبيرة تنقصها معالجة الانقسام في قيمة العملة بين المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والأخرى الواقعة تحت سلطة الحكومة”.

ويتعامل الحوثيون بالعملة اليمنية القديمة ويحظرون التعامل بالفئة الجديدة من الريال اليمني التي تمت طباعتها قبل سنوات قليلة من قبل الحكومة الشرعية، ما جعل البلد يعيش وضعا يشبه وجود عملتين مختلفتين كل واحدة منهما لها سعر مختلف أمام الدولار، وسط معاناة يتجرع ويلاتها المواطنون جراء هذا الانقسام.

وبعد أن وافق الحوثيون على فتح هذا الطريق إلى مدينة تعز، اشترطوا عبور المركبات الخفيفة خلال ساعات النهار فقط ، ما أدى إلى ازدحام كبير في هذا المعبر الحيوي، وأثر سلبا على نفسيات المسافرين.

وما تزال الناقلات الكبيرة الخاصة بالبضائع تسلك طريقا وعرة تستغرق ساعات بدلا من دقائق وصولا إلى مدينة تعز، ما يعني أن المعاناة ما زالت مستمرة رغم فك الحصار جزئيا.

وقدم إدريس الحمادي، من منطقة الحوبان مع زوجته من أجل العلاج في مدينة تعز.

وشكا الحمادي من ازدحام شديد في تدفق السيارات عبر هذا الطريق الوحيد.

وأضاف أن هذا الازدحام الكبير أثر على نفسيات الكثيرين، خصوصا المرضى الذين يقضون وقتا في انتظار العبور والتفتيش من قبل النقاط العسكرية التابعة لطرفي النزاع.

وأعرب الحمادي عن فرحته في زيارة مدينة تعز، كونه سيلتقي ابنه للمرة الأولى منذ سنوات.

وأضاف الحمادي” لم أستطع زيارة ولدي بسبب الحصار، وهو لم يزرني ولم ير والدته كونه يعمل في الجيش الوطني الحكومي ومن الصعب عليه عبور مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين خشية تعرضه للاعتقال”.

وطالب بفتح جميع الطرقات بلا استثناء ، والنأي بهذا الملف الإنساني عن أيّ صراعات سياسية أو اقتصادية.

العرب اللندنية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى